اهتمت الحلقة الخامسة من برنامج قضية ومستشار الذي تنتجه إدارة البث الفضائي بجامعة الملك فيصل، وتبثه على الهواء مباشرة على قناة عالي الفضائية ويقدمه مدير مركز التنمية الأسرية بالأحساء الدكتور خالد بن سعود الحليبي، بموضوع في غاية الأهمية جاء بعنوان (العنف الأسري وقوانين الحماية). وبدأ مقدم البرنامج حديثه حول الموضوع باعتبار أن قضية العنف الأسري تحت الرماد زمناً طويلاً حتى نبشتها غصون تلك الطفلة التي عذبها أبوها وزوجته حتى الموت، وقد لقي الجانيان جزاء فعلهما بقتلهما تعزيراً في الثامن من محرم 1429هـ…مرت (7) سنوات تكررت فيها الاعتداءات على الطفولة في داخل البيوت أكثر من أي مكان آخر، فإذا كان هناك أكثر من (2000) حالة تم فيها عنف ضد الأطفال أو في الأسرة، فللأسف الشديد فإن الوالدان يحضيان بـ (1200) حالة منها. وأضاف مقدم البرنامج: تزايدت أرقام العنف الأسري بأشكال مختلفة منها القتل والحرق والضرب والإهانات والاعتداءات الجنسية والإشارية واللفظية والنفسية، فالضحايا إما طفل أو مسن أو معاق أو إمرأة، وقد صدر قرار من مجلس الوزراء السعودي بنظام حماية للطفل. وتساءل الدكتور الحليبي قائلاً: هل كنا في حاجة إلى هذا النظام ؟ وما المتوقع أن يترك من أثر في المجتمع السعودي ؟ وبماذا تقوم دور الحماية الاجتماعية الموجودة بالفعل في عدد من مناطق المملكة وتتبع وزارة الشؤون الاجتماعية؟ وما دور الأسرة ؟ وما دور المدرسة ؟ وما دور المسجد ؟.. سنحاول أن نصل إلى نتائج في قضية تحتاجها كل أسرة تضم بين جناحيها طفلاً. وعرض مقدم البرنامج استطلاعاً مصوراً أجاب من خلاله مجموعة من المواطنين عن سؤال: هل تعرضت للعنف الأسري ؟ إذ أكد البعض تعرضهم للعنف الأسري فترة الصغر، في حين بين جزء ممن تم استطلاعهم أنهم لم يتعرضوا لأي نوع من أنواع العنف، بينما أشار البعض الآخر أنهم تعرضوا للزجر وتعبيس الوجه. وتعقيباً على الاستطلاع أوضح مقدم البرنامج أن هناك تحفظاً واضحاً ممن شملهم الاستطلاع باعتبار أنها قضية تمس الوالدين، مبيناً أن بعض الآباء والأمهات يأخذون هذا الجانب باعتبار أن الطفل لا يقول أو يعبر وإن كبر سوف يتناسى الحديث في هذا الموضوع وسيتذكر الأيام الجميلة تجاه والديه فقط، موضحاً أن قضية العنف الأسري تشمل الأب والأم والأخ والعم والخال وأحياناً تكون القضية غير مصنفة بأنها قضية عنف أسري. وأشار الدكتور الحليبي إلى أنه من خلال رصدي للقضية منذ مدة طويلة رأيت أن بعض الناس يحاولون تحاشي الحديث في قضية العنف الأسري، بل يطلبون عدم الحديث عنها وأنها قضية مفتعلة تم تضخيمها، وهناك من يقول أن الحقيقة تقول أن هناك عنفاً أسرياً وهناك أرقاماً توجد لدى وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية ولدى دور الحماية ومراكز التربية الأسرية والمحاكم تقوق أن هناك عنفاً أسرياً، فلماذا نتغافل أحياناً ونقول لا يوجد عنف أسري؟ وأضاف : في هذه الحلقة لا نتحدث عن عنف يصل إلى قتل أو بتر لأحد أعضاء الجسم، فهناك عنف آخر دل عليه النظام الذي صدر الإثنين الماضي من قبل مجلس الوزراء لحماية الطفل، وقد أخذ مجلس الوزراء بالسن العالمي للطفل والمحدد بالـ (18) سنة، وتساءل: هل هذا النظام سوف يحد من هذه القضية؟ خاصة وأننا نعرف جميعاً أن الشريعة الإسلامية المطبقة في المملكة العربية السعودية تحمي الطفل والإنسان بشكل عام. وللإجابة على سؤال: هل تستخدم العنف كوسيلة تأديب ؟ انتقل الدكتور الحليبي إلى استطلاع مصور لمجموعة من المواطنين، حيث يقول البعض أنهم لا يستخدمون وسائل عنيفة للتأديب، وهناك من يقول أنهم يستخدمون الحوار لغة للتفاهم مع الأطفال. وعرض مقدم البرنامج الجوانب الإيجابية للنظام الذي صدر عن مجلس الوزراء لحماية الطفل، مبيناً أنه تطرق للعنف الجنسي والاستغلال والإهمال والإيذاء اللفظي والإساءة، وحظر النظام أي مادة تسيء إلى إنسانية الطفل. بعد ذلك استضاف مقدم البرنامج الأستاذ عبد الحميد بن راشد الربيعة أحد مستشاري مركز التنمية الأسرية بالأحساء، حيث أوضح أن النظام صدر بعد تنامي وتفشي هذه المشكلة في مجتمعنا، ولعل هذه القوانين تحد من حالات العنف الأسري، وقد لمسنا مثل هذه الحالات في الميدان من خلال زيارة المدارس، وكما تعاملنا مع بعض الحالات في مركز التنمية الأسرية، وقد فرحنا حقيقة بهذا النظام فرحاً شديداً لأنه سيكون حداً فاصلاً، وهناك حالات تصلنا في مركز التنمية الأسرية من وزارة التربية والتعليم ونتابعها باستمرار. وأضاف الأستاذ الربيعة أن من الأمور التي أخرت إصدار نظام حماية الطفل هي السرية والكتمان في إظهار هذه القضايا للعلن، حيث وقفت جمعية حقوق الإنسان بالمملكة على عدة قضايا وساهمت في إبرازها، مما ساعد على إقرار نظام جديد لحماية الطفل، وهناك عدة حالات وصلتنا عن أساليب وطرق العنف الأسري التي تمارس ضد الأطفال وهي مسيئة لنا ولمجتمعنا، كما تم استعراض عدة حالات عنف أسري. وفي هذه الأثناء تم عرض مشهد حول العنف الأسري موضحاً أن 45% من أطفالنا يتعرضون للعنف الأسري، وتم مناقشة الموضوع مع الضيف، كما تم عرض أرقام واحصائيات حول العنف الأسري ومناقشتها على أرض الواقع. بعدها تم عرض استطلاع مصور آخر يجيب من خلاله عدد من المواطنين على سؤال: ما رأيك في استخدام العنف كوسيلة تأديب ؟ إذ يشير البعض إلى أن العنف لا يتناسب مع جيلنا هذا خاصة مع الانفتاح العالمي والتطور العلمي، فيما عبر آخرون عن امتعاضهم كون العنف الأسري أصبح ظاهرة في مجتمعنا، مؤكدين أنها وسيلة غير حضارية ولا تتناسب مع مبادئ ديننا الحنيف السمحاء. وعلى الهاتف تحدث مع مقدم البرنامج الدكتور محمد الحربي المدير العام للإدارة العامة للحماية المجتمعية في وزارة الشؤون الاجتماعية حول صدور النظام الجديد من قبل مجلس الوزراء لحماية الطفولة، موضحاً أن النظام الذي صدر حديثاً يختص بحقوق الطفل، بينما النظام السابق يختص بحماية الطفل، حيث تم مناقشة الموضوع بشكل عام، مؤكداً أهمية تطبيقه للمساهم في الحد من العنف الأسري. بعد ذلك تم عرض مشهد خاص بغرفة تحقيق بين أن 78% من السجناء تعرضوا للإساءة في طفولتهم. وتابع الدكتور محمد الحربي حديثه حول لجان الحماية مبيناً أن لكل لجنة فريق تنفيذي مكون من مختص اجتماعي ومختصة اجتماعية ومختص نفسي أو نفسية، حيث ترفع اللجنة التنفيذية توصياتها عن الحالة المعنفة إلى لجنة الحماية. وفي هذا الوقت تم عرض استطلاع تضمن الإجابة على سؤال: ما الآثار التي تنعكس على الشخص المعنف ؟ حيث أكد الجميع على أن الآثار تكون جسيمة وتؤثر بالدرجة الأولى على شخصية الطفل أو المعنف، وأيضاً تترك آثاراً سلبية في العلاقة بين الأب والأم من جهة والأبناء من جهة أخرى. وفي نهاية الحلقة تم عرض مشهد مؤثر حول مدى تأثير العنف الأسري على نفسية الأطفال واستمرار تأثيره إلى فترة الشباب.
مشاركة :