القاهرة:  «الخليج» غيَّب الموت، أمس، الزعيم السياسي المصري الكبير خالد محيي الدين، عضو مجلس قيادة ثورة يوليو ومؤسس منبر اليسار في مصر، عن عمر ناهز السادسة بعد التسعين، قضى معظمه في خدمة العمل الوطني. وقالت مصادر بأسرة الزعيم الراحل إن جثمانه سوف يوارى الثرى اليوم الاثنين، في مقابر الأسرة بمحافظة القليوبية، عقب جنازة شعبية ورسمية، فيما نعت رئاسة الجمهورية في بيان لها «رمزاً من رموز العمل السياسي الوطني في مصر»، مشيدة بالإسهامات القيمة للسياسي الكبير الراحل، منذ مشاركته في ثورة يوليو عام 1952، وتأسيسه ل«حزب التجمع» الذي أثرى الحياة الحزبية والبرلمانية المصرية على مدار نحو نصف قرن، مشيرة إلى أن مصر ستبقى ممتنة لإسهامات الفقيد الوطنية وسيرته الخالدة، التي ستظل محفورة في تاريخ الوطن، وتحتفظ بمكانتها في ذاكرة العمل السياسي المصري بكل تقدير واحترام من الجميع.ولد خالد محيي الدين الذي عرف في الأدبيات السياسية المصرية باسم «الصاغ الأحمر» وهو اللقب الذي أطلق عليه نسبة إلى ميوله اليسارية المبكرة، في مدينة كفر شكر التابعة لمحافظة القليوبية في العام 1922، والتحق بالكلية الحربية وانضم إلى الخلية الأولى في تنظيم «الضباط الأحرار» وكانت تضم ستة من الضباط، ويشارك في ثورة يوليو وكان وقتها برتبة صاغ، قبل أن يستقيل من مجلس قيادة الثورة، ويبتعد لفترة من الوقت في سويسرا، ثم يعود مجدداً ليؤسس أول صحيفة مسائية في البلاد، وهي جريدة «المساء» التي لاتزال تصدر حتى اليوم. ظل خالد محيي الدين طوال حياته عازفاً عن تولي أي موقع رسمي، باستثناء بعض المواقع الصحفية، حيث تولى منتصف الستينيات رئاسة تحرير دار «أخبار اليوم» لمدة عام، ليشارك فيما بعد في التأسيس الثاني ل«مجلس السلام العالمي»، وهي منظمة دولية ذات طابع اجتماعي.أسس خالد محيي الدين «حزب التجمع» في إبريل من العام 1976، استجابة لدعوة «المنابر السياسية» التي أطلقها الرئيس الراحل أنور السادات، وظل رئيساً له حتى عام 2005 وهو العام الذي اعتزل فيه الحياة السياسية.