ناقش المشاركون في ملتقى أكاديمي عن "دور الترجمة في مد جسور الحوار بين ضفتي المتوسط" أقيم مؤخرا بروما، دور الترجمة في دعم فرص الحوار بين شعوب المتوسط. أقيم الملتقي تحت رعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقاقة، ونظمته الأكاديمية المصرية للفنون في روما الدكتورة جيهان زكي بالتعاون مع المركز القومي للترجمة برئاسة الدكتور أنور مغيث. جمع الملتقى العلمي مجموعة من أعلام الترجمة ونخبة من أساتذة اللغة العربية والدراسات الشرقية بجامعة لاسابينزا ومركز الدراسات الشرقية في روما وجامعة الأورينتال في نابولي. وافتتح الجلسة الأولى الدكتوركلاوديو لوياكونو أستاذ التاريخ الإسلامي ومدير مركز الدراسات الشرقية بمداخلة عن تاريخ المركز وإسهامات المستشرق الفونسو نالينو في دراسات الأدب العربي وتدريسه للأدب العربي في جامعة القاهرة في الفترة من 1908-1911 وعلاقة الصداقة الوطيدة التي ربطت بينه وبين عميد الأدب العربي د.طه حسين. تلت مداخلة لوياكونو كلمة للدكتورة إيزابيلا كاميرا دافليتو أستاذة الأدب العربي بجامعة لاسابينزا وواحدة من رواد المستعربين ومترجمي الأدب العربي وخاصة أعمال الكاتب الكبير نجيب محفوظ. تحدثت دافليتو عن ترجمة الأدب العربي في إيطاليا وإشكاليات الترجمة والصعوبات اللغوية والثقافية وأثر التكوين الثقافي للمترجم في النص. أما الدكتور جوليانو لانشوني أستاذ اللغة والأدب العربي في جامعة روما 3 فقد اختتم الجلسة الأولى بمداخلة تطرق فيها إلى علماء اللغة العرب وأصول الألفاظ العربية وتحدث باستفاضة عن كتاب "المزهر" لجلال الدين السيوطي. وبدأت الجلسة الثانية بمداخلة للدكتور ميكالي بيرنارديني رئيس قسم الدراسات الشرقية بجامعة نابولي عن أهمية ترجمة الكتب التاريخية مثل كتاب المقريزي وأعقبها مداخلة للكاتب الصحفي سيد محمود عن جذور الفكرة المتوسطية في مصر الحديثة وتأصيل فكرة الحوار، أشار فيها إلى فكرة المتوسطية وموقف المثقفين منها عبر التاريخ المصري الحديث انطلاقا من رفاعة الطهطاوي مرورا بطه حسين ولويس عوض وصبحي وحيدة وحتى جمال حمدان. وتناولت مداخلة الدكتورة نجلاء والي أستاذة لغويات وترجمة بجامعة تورينو حركة الترجمة الأدبية من اللغة الإيطالية إلى العربية في مصر والعالم العربي وجهود جيل الرواد من المترجمين المصريين. واختتمت الدكتورة جيهان زكي فعاليات الملتقي بكلمة أعربت فيها عن سعادتها بإقامة هذا الملتقى الأكاديمي الذي يؤكد على الدور الحيوي للترجمة في مد جسور التواصل بين الأمم ودعم النسيج الإنساني والتفاعل بين الحضارات خاصة في حوض البحر المتوسط الذي انطلقت منه الحضارات العظيمة ذات التاريخ االمشترك.
مشاركة :