ثلاث سنوات مضى على الأمر الملكي السامي بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ليمثل الذراع الإنسانية لمملكة العطاء، حيث تنوعت فيها البرامج والمساعدات المقدمة لأكثر من 40 دولة في أربع قارات، ويزيد إجمالي قيمة المشروعات التي نفذها المركز منذ تأسيسه حاجز المليار و700 مليون دولار. خدمة الإنسان في كل مكان ولم يشكل تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة انطلاقة العمل الإنساني للمملكة، بل على مر العقود كانت المملكة لاعباً رئيساً في المحفل الدولي، إذ تصدرت مشهد مد يد العون والمساعدة لنصرة المحتاجين وقدمت الدعم لكل مستحق، للإسهام في التخفيف من معاناتهم جراء الكوارث الطبيعية أو الحروب، ومن هنا انطلقت الرؤية الحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتعزيز الدور الإنساني للمملكة، والعمل مع المنظمات الدولية لضمان تدخل محايد يهدف لخدمة الإنسان في كل مكان دون النظر إلى عرق أو دين أو لون، ودفع عملها العالمي بمزيد من البذل والعطاء، إلى جانب انتداب الشركاء الدوليين من المنظمات الأممية ليتواجدوا في قلب المملكة ويشاركوا المركز في صناعة البرامج وتطبيقها على الأرض وفق أعلى وأدق المعايير الإنسانية، وبعد مضي ثلاث سنوات يبرز اليوم دور مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من خلال الدعم السعودي المتواصل كواحد من أهم الحلول الإنسانية في العالم، وهو ما اتضح بارزاً بحضور برامج المركز في عدد من الدول في مقدمتها اليمن وسورية والصومال وبنجلاديش، وعبر 122 شريكاً دولياً نفذ من خلالهم المركز أكثر من 419 مشروعاً في 40 دولة بهدف رئيس تمثل في ضمان صناعة الفارق على الأرض، وضمان القدرة على التغيير، وكذلك تحسين الظروف المعيشية للمستحقين أينما كانوا مع التأكيد على مبدأ الحيادية الذي عرفت بها المملكة، كما يحرص المركز على دراسة المشهد الإنساني، وتقييم الاحتياج للوصول إلى صناعة البرنامج المطلوب، واختيار الشريك المناسب لتنفيذه، لتبدأ مرحلة المتابعة والتقييم ثم دراسة الأثر. تقوية المجتمعات وبناء القدرات لقد برز اليوم دور مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تقديم برامج نوعية مميزة، وتغيير معادلة الأزمات من خلال تقوية المجتمعات وبناء القدرات، وتمكين الأفراد ما يقلل الاحتياج، ويمنح المستحقين فرصة بناء قدراتهم الذاتية، وتقديم المساعدات العاجلة لهم، كما يقوم المركز بدور فاعل في إنهاء الأزمات وإلغاء الاحتياج على المدى الطويل، عبر تفعيل برامج التمكين وبناء القدرات وإعادة التأهيل ولذلك يحرص على دعم الأسواق المحلية للدول المنكوبة وإعادة النهوض بالعجلة الاقتصادية لديهم، إضافة إلى منح المستحقين فرص عمل سواء في مجالات زراعية أو صناعية ما يضمن بناء قوام المجتمع وقدرة أفراده على التعاون. إعادة الأطفال المجندين للمجتمع كما يولي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اهتمامه بالعديد من البرامج الدقيقة الموجهة للأطفال وتأتي تلك على رأس الأولويات، وقد شكلت جرائم الميليشيا الحوثية في حق الأطفال واحدة من أهم التحديات التي تصدى لها المركز، حينما ضربت تلك الميليشيا بالأنظمة والأعراف الدولية عرض الحائط وعملت على تجنيد الأطفال واستخدامهم كجنود في تعدياتها الإجرامية، حيث بادر مركز الملك سلمان للإغاثة بإطلاق برنامج إعادة التأهيل للأطفال من أجل إعادة المجندين إلى المجتمع وتوفير فرص التعليم لهم، وقد سارع المركز في تقديم الدعم اللازم لهؤلاء الأطفال، خصوصاً وأنهم نجوا من سيطرة الميليشيات الحوثية وباتوا بحاجة ماسة إلى التأهيل النفسي اللازم وتوفير العلاج قبل إعادة دمجهم في المجتمع ليستعيدوا فرص الحصول على التعليم عبر المدارس القائمة أو برامج التعليم عن بعد التي يقدمها المركز لليمنيين، بالإضافة إلى تهيئة حياة طبيعية لهم ليعيشوا الطفولة التي يستحقونها، كما يقوم برنامج إعادة تأهيل الأطفال بقياس مستوى الجاهزية للعودة لمشاركة المجتمع وضمان تجنيبهم استغلال الميليشيات الإرهابية، وقد احتوى البرنامج أكثر من عشرة آلاف طفل وطفلة وتأهيلهم خلال عامين. توفير المياه والإصحاح البيئي ويأتي ضمن برامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية توفير المياه والإصحاح البيئي لضمان سلامة المجتمعات حيث فقد أكثر من 361 ألف طفل -أعمارهم دون الخامسة- حياتهم العام الماضي نتيجة الجفاف الناجم عن غياب المياه المعقمة وبسبب الأمراض المصاحبة لاستخدام المياه الملوثة، فيما يفتقد ثلث سكان الكرة الأرضية فرص الوصول إلى المياه المعقمة، ولذلك حرص مركز الملك سلمان للإغاثة على تفعيل برامجه النوعية الرامية إلى استدامة توفير المياه في كثير من الدول التي تعاني من نقصه، وقد نفذ حتى اليوم 24 مشروعاً بتكلفة إجمالية تقارب 125 مليون دولار لتوفير المياه وتنظيم آليات صرفها، حيث سعى المركز في طاجكستان إلى توفير المياه اللازمة في صورة مستعجلة للمستحقين، وباشر العمل على حفر آبار المياه الجوفية وإيصالها إلى القرى والمدن المستحقة، ومن أجل استمرار تدفق المياه الصالحة للشرب بشكل مستدام سعى إلى نقل المياه الجبلية لأنها أكثر نقاء عبر الأنابيب إلى ما يزيد عن خمسين قرية مجاورة، وقد كلف مشروع تصفية مياه العيون الجبلية في طاجكستان 485 ألف دولار على مدى السنوات الثلاث لكنه في المقابل سيظل قائماً دون الحاجة إلى مصروفات تشغيلية لأنه اعتمد على نقل المياه عبر أنابيب بلاستيكية، يسهل التعاطي مع مشكلاتها إضافة إلى ضمان عدم تعرضها للصدأ. كما أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن مشروعات مشابهة هادفة لتوفير المياه، ولضمان الاستدامة حرص على استخدام الطاقة الشمسية لتنقية المياه، عوضاً عن استخدام المولدات الكهربائية التي تتطلب في الغالب توفير الوقود، وتعد بدائل الطاقة حلولاً بالغة الأهمية للمستحقين، إذ تضمن استدامة المشروعات وانخفاض كلفتها التشغيلية، ورغم تعدد مجال الاصحاح البيئي وتنوع مشروعات الصرف الصحي الهادفة إلى صد مسببات التلوث، يحرص المركز على تقديم دورات مخصصة للسكان من أجل تعليمهم آليات الحفاظ على صحة المجتمع من خلال التخلص من النفايات بصورة سليمة، إذ يؤدي غياب التعاطي مع المخلفات أو زيادة المحروقات إلى حالات تلوث كبيرة في جل المدن التي تستقبل الدعم، ولذلك يمثل رفع الوعي المجتمعي أفضل الحلول المستدامة. لقد أصبح مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مركزاً رائداً على مستوى العالم بأدائه المهني ونموذجاً شامخاً لمعنى العمل الإنساني بشموليته في تغطية مختلف الجوانب عبر برامجه النوعية سواء في الأمن الغذائي أو الصحة أو التعافي المبكر أو القطاعات المتعددة، وكذلك في برامج المياه والإصلاح البيئي والإيواء والمواد غير الغذائية، ودعم وتنسيق العمليات الإنسانية، بالإضافة إلى برامج الحماية والخدمات اللوجستية والتعليم وأيضاً التغذية والاتصالات في حالات الطوارئ. المركز أثناء تقديم مساعدات غذائية للروهينقا نقل الجرحى والمساعدات الطبية قام بها المركز في دول الاستحقاق البرامج التعليمية وتوفير الاحتياجات المدرسية جزء من برامج المركز
مشاركة :