سلط موقع «أويل برايس» البريطاني، الضوء على الحرب المالية والاقتصادية التي تشنها السعودية على قطر، وأشار إلى أن الدوحة لم تعان بالشكل الذي توقعت دول الحصار حدوثه، على خلفية علاقتها مع إيران وبعض الحركات العربية.  وأشار الموقع، في تقرير له، إلى أن الهدف كان إقامة حاجر اقتصادي بين قطر والاستثمارات الأجنبية لجعلها تبدو غير جذابة للمستثمرين، مضيفاً أن المصير الجيوسياسي لقطر يمنعها من قطع علاقاتها مع إيران التي تشاركها أكبر حقل غاز في العالم وهو حقل الشمال، ومن ثم فعلاقات طهران-الدوحة أمر ضروري. لفت الموقع إلى أن البحرين دعمت الحصار السعودي، لأنها معولة اقتصادياً وعسكرياً من قبل نظام الرياض، أما مصر فساهمت في الحصار لدعم الدوحة جماعة الإخوان المسلمين، التي يسعى النظام المصري لتقليم أظافرها. لكن الموقع يشير إلى أن خطة السعودية لم تنجح في حصار قطر التي لم تتضرر، وهو ما تجلى في إصدار قطر لسندات دولية جلبت أموالاً أكثر من السندات التي طرحتها السعودية قبلها بيوم، وهو دليل إضافي على أن الرياض ربما بالغت في طموحها بشأن تركيع جارتها الصغيرة. وأشار الموقع إلى أن قطر جمعت 12 مليار دولار في أول إصدار سندات لها منذ عامين، وهو رقم أعلى من الذي جمعته السعودية وقيمته 11 ملياراً، رغم قول بعض المحللين إن الرياض حاولت ضرب الإصدار القطري عبر طرح سنداتها أولاً لإضعاف شهية المستثمرين عن شراء سندات قطر. وتابع الموقع أن دول الحصار حاولت خنق قطر عبر تخيير البنوك العالمية الكبرى بين التعامل مع قطر أو السعودية والإمارات، وهو الموقف الذي أبلغته تلك البنوك للحكومة القطرية.  وأشار الموقع إلى أن السعودية لا يمكنها الاستمرار في توقعها بأنها ستتمكن من إقناع الجميع بحصار قطر، لأنها ليست البحرين الدولة الصغيرة، بل هي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وهي أحد أغنى دولة بموارد غاز طبيعي ضخمة. وأكد أويل برايس، أن نجاح إصدار قطر للسندات سيساعدها في تعزيز وضعها المالي الذي تضرر بفعل الحصار، مع تأكيد مؤسسات مالية دولية على أن اقتصاد قطر مستقر، بل متوقع أن تتسارع وتيرة نموه بمقدار 2.8% هذا العام، وهي نسبة تعادل ضعف نسبة النمو الاقتصادي السعودي.;