علي آغا (تركيا) (أ ف ب) - استؤنفت الاثنين في تركيا محاكمة القس الأميركي آندرو برونسون التي اثارت توترا في العلاقات بين أنقرة وواشنطن حيث رفض المدعى عليه مجددا الاتهامات الموجهة إليه بالارتباط بمجموعات "إرهابية". ويواجه القس الذي كان مسؤولا عن كنيسة للبروتستانت في مدينة ازمير بغرب تركيا عندما اعتقل في تشرين الأول/اكتوبر 2016 عقوبة بالسجن قد تصل إلى 35 عاما في حال إدانته. ويتهم برونسون بالقيام بنشاطات مؤيدة لحركة الداعية الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، الذي تتهمه انقرة بتدبير محاولة الانقلاب في 2016، وحزب العمال الكردستاني. وتحظر تركيا كل من حركة غولن وحزب العمال الكردستاني باعتبارهما مجموعتين إرهابيتين. وتم كذلك اتهام برونسون الذي يقيم ويعمل في تركيا منذ أكثر من عقدين بالتجسس لأهداف سياسية أو عسكرية. وخلال جلسة الاستماع الثانية الاثنين في إطار المحاكمة التي بدأت في 16 نيسان/ابريل، نفى برونسون بشدة افادة أحد شهود العيان الذي أفاد أن كنيسته كانت وسيطا لحزب العمال الكردستاني ومقرا للترويج لشعاراته. وقال برونسون "أرفض جميع الاتهامات بشأن منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية. لم أدعمهم قط". وتم تعريف الشاهد باسم "سرهات" حيث قال إنه مسيحي حضر إلى الكنسية باستمرار لدى ظهوره عن طريق اتصال بالفيديو عبر الانترنت وقد تم حجب صورة وجهه. -"هل الامر يعود لي؟"- في مؤشر على مدى أهمية القضية في واشنطن، حضر القائم بأعمال السفارة الأميركية فيليب كوسنيت إضافة إلى نائبة رئيس المفوضية الأميركية للحرية الدينية الدولية ساندرا جولي جلسة الاثنين. وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة الشهر الماضي أن القس "رجل نبيل" يحاكم "دون سبب". وقال ترامب "يصفونه بالجاسوس، لكنني أنا جاسوس أكثر مما هو كذلك. آمل بأن يسمح له بالعودة إلى بلاده وعائلة الرائعة حيث ينتمي". لكن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الذي سيلتقي نظيره الأميركي مايك بومبيو في واشنطن خلال الأيام المقبلة، قال إن قضية برونسون في يد القضاء وحده. وصرح لشبكة "سي ان ان تورك" الأحد "يقولون إن +على الحكومة الإفراج عنه+. هل الأمر يعود لي؟" وتشهد العلاقات التركية-الأميركية توترا أصلا اثر دعم واشنطن لمجموعات كردية مقاتلة في سوريا والتي تتهمها أنقرة بالارتباط بحزب العمال الكردستاني وعلى خلفية سجن موظفين من البعثات الأميركية في تركيا. وفي ايلول/سبتمبر، أشار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى أن بلاده قد تفرج عن برونسون في حال سلمت واشنطن غولن وهو ما استبعدته الأخيرة. وتسعى واشنطن للتوصل إلى إطلاق سراح برونسون، لكنها رفضت على الدوام فكرة إجراء عملية تبادل. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ نحو عشرين عاما وينفي اي ضلوع له في محاولة الانقلاب ليل 15-16 تموز/يوليو 2016. وبرونسون واحد من عدة مواطنين أميركيين تم توقيفهم في إطار الحملة الأمنية التي تبعت الانقلاب الفاشل. وفي شباط/فبراير، حُكم على العالم التركي سركان غولج الذي يعمل مع وكالة الفضاء الاميركية ( ناسا) ويحمل الجنسية الاميركية، بالسجن سبع سنوات ونصف لادانته بالانتماء إلى حركة غولن ما قوبل بتنديد من واشنطن. فوليا اوزركان © 2018 AFP
مشاركة :