عصر سلمان.. ترتيب البيت الداخلي وهيكلة الدولة الجديدة

  • 5/7/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عبدالوهاب العريض – الدمام – القبس خاص| يعتبر الكثير من المتابعين للشأن السعودي بأن تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم في منتصف 2015 حمل بداية جديدة للتغيير الشامل في المملكة العربية السعودية، بدأ من ترتيب البيت الداخلي، وهيكلة الدولة لبداية عصر جديد تستطيع من خلاله المملكة الصمود أمام كل المتغيرات الاقتصادية كانت أو الاجتماعية، وكان في جميع خطاباته يؤكد ع&##x200d;لى أن المواطن وسعادته ورفاهيته من العلم والعمل والاجتهاد هو أهم عنصر يمكن الاستثمار به داخل الوطن، فكانت الكثير من القرارات التي جاءت لمصلحة البناء الاقتصادي ومعها الجوانب الترفيهية.مملكة اليوم غيرها بالأمسولعل أبناء الجيل الجديد في المملكة، القريبين من الأوساط الثقافية والاجتماعية، يشعرون بأن هذه المتغيرات كانت في يوم من الأيام ضربا من الأحلام، حيث اعتبرت عضوة جمعية الثقافة والفنون في الدمام زهراء الفرج ما يحدث اليوم في الوسط الاجتماعي والثقافي «بداية ضخمة وجامحة تتصاعد وتتمدد لتشكل كل شيء».وتقول الفرج إن البعض سيعتبره تغيراً حضارياً، بينما أقول إن مملكة اليوم تختلف عن الأمس، حيث جاءت جميع تلك المتغيرات والقرارات تلبية لرغبات وتطلعات الجيل الجديد، ربما يسميها البعض لاحقاً تغيرا حضاريا حقيقيا».عودة الحياة الموسيقيةفي منتصف شهر مايو 2016 صدر قرار إنشاء هيئة الترفيه لتكون مسؤولة عن كل البرامج الترفيهية التي تقرر انطلاقها عام 2017 في كل مناطق المملكة، وهذا ما جعلها تجمع ما بين رغبات جميع الأجيال وتقدم حفلات عالمية وخليجية واوركسترا عالمية ايضاً، حيث قدمت أول برامجها في فبراير 2017 بمدينة جدة من خلال المعرض الترفيهي «كوميك كون» شارك فيه ما يزيد عن 50 عارضاً و150 فناناً، منهم فنانون سعوديون وممثلون عالميون ومغنيون راب وبيت بوكس وغيرهم، وأصبحت تتكرر في الرياض ضمن مركز الملك فهد الثقافي وفي مركز الملك عبد العزيز الثقافي في المنطقة الشرقية أيضاً.الأميرة بسمة والتغييروفي هذا الإطار، تقول سمو الأميرة بسمة بنت سعود إن «التغير جوهري ومطلوب، ولكن يجب أن يكون مدروساً بعناية من ناحية التطبيق، وذلك للحصول على نتائج إيجابية»، مؤكدة على ضرورة سعودة وتوطين الثقافة والفنون في البرامج الترفيهية كما حدث مع توطين المهن في المملكة، ودعم الرؤية المحلية في «السينما والغناء والمسرح»، و«كلنا أمل بنجاح رؤية خادم الحرمين في التغيير وتطبيق هذه المتغيرات الجديدة. مع العلم بأن أي جديد يمر بعدد من المراحل والخطوات المتعثرة، وسنكون بحاجة إلى تجاوزها سريعاً في بقية الخطوات المقبلة».الاندماج مع العالمبينما تقول الدكتورة زينب الخضيري «ما يحدث الآن من حراك في قطاع السياحة والترفيه هو جهد عظيم وشرارة لشعلة كبيرة جداً ألا وهي رؤية 2030؛ لقد كان الترفيه منحصراً في الماضي في الطريقة التقليدية من مطاعم ومقاه ومولات تجارية وبعض أماكن الترفيه، أما ما حصل هذا العام فهو نقلة نوعية في الاندماج مع العالم الحديث ومواكبة العالم في مشاركة الثقافات المختلفة للشعوب، وقد تقبل المجتمع، بكل بهجة وتفاعل ومسؤولية، هذه التغيرات، وكان الجمهور هو العنصر الفعال لإنجاح مثل هذه التظاهرات الثقافية والترفيهية والرياضية، فمن استضافة فرق موسيقية للأوبرا إلى إقامة مسرحيات كوميدية إلى حفلات غنائية، وكذلك استضافة بطولة المصارعة الحرة، بالإضافة إلى المعارض المقامة.. وغيرها الكثير، وما هي إلا مقدمة لما تصبو وتطمح إليه رؤية الأمير الطموح عراب التغيير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ فهناك مدن ترفيهية عالمية مقبلة، ودور للأوبرا، وسباقات الرالي، وإنشاء مدن سياحية وعصرية، وما كل ذلك إلا من أجل الارتقاء بالمملكة العربية السعودية والنهوض بها في كل القطاعات بجانب السياحة والترفيه وجعلها وجهة يقصدها كل سائح في العالم وبما تمثله المملكة من مساحة ممتدة على الخريطة وبما تمثله من تنوع جغرافي وتاريخي وتنوع مناخي وبيئي، مما يجعلها تقدم للسائح جمال الطبيعة وسحر الأرض وتقلبات المناخ المتناقضة؛ فيجد في فترة واحدة أجواء ساحيلة حارة وفي مناطق المرتفعات سيجد الأجواء المعتدلة الباردة، ما يحدث اليوم من عمل مضن هو إرهاصات مشرقة مخبرة بمستقبل مشرق بإذن الله للوطن ولأبنائه الأوفياء».إسعاد المجتمعوفي هذا الشأن، يقول الكاتب والباحث سعود البلوي «ومن ثمار هذا التغيير بروز الظاهرة الاحتفالية والكرنفالية بما يسهم في إسعاد المجتمع وترفيهه بإيجاد الخيارات لدى فئة من المجتمع تبحث عنها وتقدر الثقافة والفنون بمفهومها الواسع، ومن ذلك إقامة حفلات موسيقية، حيث لم نتصور في يوم ما حضور الموسيقار العالمي ياني، وإذا بهذا الحلم يتحقق في ثلاث مدن رئيسية، بالإضافة إلى حفلات الموسيقى العربية الطربية، كالتي أُقيمت لفرقة دار الأوبرا المصرية وغيرها الكثير. أما في ما يخص الشأن الثقافي، فالفعاليات الثقافية الكرنفالية سوف تعود مجدداً من خلال الهيئة العامة للثقافة، بل ان المشاريع الثقافية والاقتصادية الكبرى التي أسست أخيراً مثل مشروع القدية في منطقة الرياض ومشروع نيوم في تبوك، تعتبر من أهم انجازاتنا المستقبلية التي تأخذ الطابع العالمي.وهذا ما يعني بأن المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030 أخذ من خلالها على عاتقه الأمير الشاب ولي العهد محمد بن سلمان ان يجعلها مملكة لكل المواطنين بكل شرائحهم وطبقاتهم؛ اهتم بقطاع الشباب، وذلل الصعاب أمامهم ليقدموا ابداعاتهم ضمن البرامج المخصصة، وفتح الأبواب الاقتصادية المغلقة من خلال جيل جديد يقود البلاد بطريقة متزنة، لا يحتاج المواطن إلى السفر كي يحضر حفلة موسيقية أو عرضاً مسرحياً، وكذلك في ما يخص السينما التي أصبحت على الأبواب تنتظر افتتاح مئات الصالات في كل مدن المملكة، بعد ان تم تدشينها في العاصمة الرياض 18 أبريل الماضي.صناعة الثقافةومن بين القرارات المهمة في الشأن الثقافي، صدرت الموافقة خلال ابريل الماضي بتأسيس الهيئة العامة للثقافة تحت رئاسة وزير الثقافة، وذلك من أجل تطوير قطاع الثقافة والفنون والارتقاء به الى مستوى منافس عربياً وعالمياً، لابراز الجوانب الثقافية التي تزخر بها المملكة والاستفادة من المعطيات الثقافية العالمية وذلك بما يحقق رؤية السعودية 2030، وحول هذا التشكيل يقول الكاتب سعود البلوي «نتمى ان ترتقي الهيئة الجديدة بهذا القطاع المهم نظراً لخطورة التأخر الثقافي على المجتمع من حيث اختراق التطرف والأفكار المتزمتة والايديولوجيا للمجتمعات، ولذلك فاننا نطمح إلى ان يأخذ مجلس الهيئة دعم قضية «صناعة الثقافة» من أجل انتاج سلع الفكر والآداب والفنون والتنمية الثقافية كأي سلع تجارية يمكن انتاجها ودعمها، وبما ان ذلك يحتاج إلى رأسمال بشري فان ابراز الجوانب الثقافية في المملكة والاستفادة من المعطيات الثقافية العالمية وتعزيز جوانب التبادل الثقافي مع الشعوب وتعريف العالم بالجوانب الابداعية والفنية السعودية ونشر رسالة المحبة والسلام من خلال المنتج الثقافي الأدبي والفكري والثقافي وتهيئة استثمار المواهب والطاقات هو المحرك الرئيسي للجانب الثقافي في رؤية المملكة 2030 الأمر الذي أدى إلى إنشاء الهيئة ثم تشكيل مجلس إدارتها على هذا الأساس، الذي نطمح إليه كمثقفين أن يمتد عطاء الهيئة إلى شراكة مع مبادرات ومؤسسات المجتمع المدني الثقافية في المملكة بما يحقق أهداف الرؤية.بين المرأة والسينمافي نهاية سبتمبر 2017 وبعد جدل محلي وعالمي حول قيادة المرأة للسيارة في المملكة العربية السعودية، صدر الأمر السامي بالسماح للمرأة بإصدار رخص قيادة للسيارات، واعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية الجديدة، بما فيها إصدار رخص القيادة، على الذكور والإناث، على حد سواء، على أن يكون التنفيذ اعتباراً من العاشر من شهر رمضان المقبل الموافق 25 مايو المقبل، ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة وجاء في نص القرار بأن أغلبية هيئة كبار العلماء يرون أن الحكم الشرعي في قيادة المرأة للسيارة «من حيث الأصل الإباحة، وأن مرئيات من تحفظ عليه تنصب على اعتبارات تتعلق بسد الذرائع المحتملة التي لا تصل إلى يقين ولا غلبة ظن، وأنهم لا يرون مانعاً من السماح لها بقيادة المركبة في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية اللازمة لتلافي تلك الذرائع ولو كانت في نطاق الاحتمال المشكوك فيه».ولقي هذا القرار بعد صدوره ترحيباً محلياً وعالمياً، حيث أثلج صدور الغالبية العظمى من الجيل الجديد، وتحفظ عليه البعض، لكنه أصبح واقعاً تنتظره المرأة السعودية قريباً حيث تقول سمو الأميرة بسمة بنت سعود إن جميع القرارات ومنها قيادة المرأة للسيارة إيجابية وممتازة لكن آليات تطبيقها لم تكن مهيأة في جميع مدن المملكة، مؤكدة ضرورة أن يكون التطبيق تدريجيا في المدن الجاهزة والمكتملة من الناحية الخدمية التي تحتاجها المرأة في القيادة، وذلك كي ننتقل تدريجيا من خلالها إلى كل مدن المملكة مع تهيئة كاملة لمدارس التدريب والبنية التحتية الخاصة بالشوارع.بينما تراه الدكتورة زينب الخضيري فتقول (جاء قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة لتمكينها من ممارسة حقها الطبيعي في التنقل والقيادة)، معتبرة أن هذا القرار (سيكون داعما كبيرا للمرأة السعودية في تميزها وتفاعلها مع المجتمع والدفع بعجلة التنمية إلى الأمان)، مضيفة أن المرأة السعودية وصلت اليوم إلى مراتب عالية ومهمة، فهي لها صوتها ورأيها في مجلس الشورى، ونائبة وزراء في بعض الوزارات، وقريبا سنراها وزيرة وعضوة في مجلس الوزراء، متأملة بأن ترى «بعض القوانين التي تهتم بقضايا المرأة النور قريباً حتى يتم حسم كل القضايا وليس قضية القيادة فقط، وذلك من أجل تمكينها كالرجل على حد سواء».الأمان للمرأةالشاعرة والكاتب هدى المبارك تقول «أغلب المخاوف تنبع من كيفية تمكين القيادة نفسها وكيفية تطبيق نظم المرور المحكمة التي تضمن السلامة والأمان للمرأة خلال التنقل داخل المدن وخارجها، وقد بدأت تظهر بعض البوادر المطمئنة من خلال المخالفات المرورية والتي برأيي الخاص تسهل دخول المرأة في القيادة، إذ ان القوانين الواضحة سواء المرورية أو القوانين المدنية تعرف الشخص في المجتمع ما الذي له وما عليه».أبريل وتدشين السينمافي ديسمبر 2017 وافق مجلس إدارة الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع، في السعودية، على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة ضمن لائحة تتم الموافقة عليها خلال ثلاثة شهور من تاريخ صدور القرار، وبدأت الشركات العالمية بالتوافد وتوقيع العقود مع المستثمرين السعوديين في افتتاح صالات السينما، وتوقع الخبراء أن يصل عددها خلال 3 سنوات إلى 300 صالة موزعة على انحاء المملكة، وكان الافتتاح الرسمي لأول العروض في صالة سينما تتسع لــ 620 مقعداً في مركز الملك عبدالله المالي بالرياض، حيث دشن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد، أول دار عرض سينمائية في السعودية وذلك بحضور عدد من المسؤولين والدبلوماسيين والمختصين وخبراء عالميين وعرب في مجال صناعة السينما، علماً بأن السينما دخلت المملكة من خلال الشركات الاجنبية، حيث كانت توجد دور للعرض السينمائي داخل المجمعات السكنية مثل شركة ارامكو السعودية وذلك عام 1965، وكانت تعرض بشكل بدائي في الأندية الرياضية وبعض الأمكنة في كل مدن المملكة ما بين 1970 إلى 1983، لكنها اليوم تعود وبشكل يتواكب مع رؤية المملكة 2030 كي تكون ضمن قطاع الترفيه والاستثمار السياحي.التدرج في التغييروحول بداية العروض السينمائية في المملكة والتدرج لقياس درجة القبول للصالات السينمائية في المملكة، تقول سمو الأميرة بسمة بنت سعود انه كان ايجابيا، حيث كان العرض الأول تجريبي كي نستطيع من خلاله قياس جاهزية المجتمع، مع تحفظها على فيلم الافتتاح. وترى الأميرة بسمة «أنهم لو اختاروا عرضاً محلياً أو عالمياً يحمل نكهة سعودية فسيكون أفضل». ولكن الانطلاقة كانت ضرورية لقياس مدى جاهزية المجتمع وتقبل وجود السينما فيه.السينما كانت موجودة بينما يرى الباحث والكاتب سعود البلوي «العالم كله يعرف أنها كانت موجودة بقوة خلال فترة السبعينات في قاعات تجارية متواضعة (مثل سينما الحمراء بجدة)، ومتواجدة أيضاً في بيوت السعوديين ومناسباتهم، إلى أن حلت كارثة احتلال جهيمان وجماعته الحرم، وتوافق ذلك مع المدّ الإسلاموي المسمى بالصحوة في العالم العربي بوجه عام، فتوقفت السينما، بل أوقفت؛ نتيجة تطرف فئة من المجتمع، الأمر الذي حرم المجتمع لعقود من هذا الفن، وحرم السينمائيين السعوديين من ممارسة هذا الفن وترويجه داخل المملكة. ومن اللافت أن من القرارات الملكية الأولى تعيين أقدم مخرج سينمائي سعودي، وهو الأستاذ المحيسن، مستشاراً في الديوان الملكي، وكان هذا مؤشراً إيجابياً للمجتمع باحتمالية عودة السينما، وبالتالي عودة المجتمع إلى طبيعته، التي من أهم أركانها الاهتمام بالفنون البصرية. وباختصار، فإن كل القرارات التي تم اتخاذها من أجل تحقيق رؤية المملكة 2030 تهدف إلى جعل المملكة وشعبها في الصدارة والتميز لمشاركة العالم في بناء حضارته الحديثة». استقرار عائلي الدكتورة زينب الخضيري تنظر إلى وجود صالات السينما بشكل مختلف، حيث تراه باعثاً على الاستقرار العائلي وإعادة الحياة الى المواطنين بشكل مختلف، وتقول «لقد مر وقت طويل من دون أن يخرج رجل يصطحب زوجته ويذهبان معاً إلى دار عرض سينما في السعودية في نهاية الأسبوع، هذه التفاصيل البسيطة في حياة أي زوجين عاديين في أي مكان في العالم كاتن بالنسبة لنا بمنزلة الحلم، السينما ليست شاشة عرض كبيرة تعرض مادة سينمائية فحسب، بل هي ثقافة تزرع في نفوس النشء، كما أننا شعب واع نؤثر في العالم ونتأثر به، العالم هو هذا البيت الكبير الذي لا يمكن لإنسان أن يجلس في صالة البيت ألا يتأثر بآخر يجلس في صالون استقبال الضيوف». وتضيف الدكتورة زينب «السينما اليوم هي المنبر العالمي الذي يصل بصوت الشعوب وثقافتها إلى بعضها، أغلبنا تقريباً لم يتعرف على ولاية تكساس إلا من خلال أفلام الكاوبوي، وكذلك ربما قلة من كانوا يعرفون قصة أكبر سفينة في تاريخ البشرية وغرقها إلا من خلال فيلم التايتنيك، وكذلك قصص الخيال العلمي.. وغيرها، السينما لم تعد كما كانت في السابق فنا فحسب، بل أصبحت تعمل دور الحمام الزاجل بين الشعوب وسفيرا فوق العادة لنقل عادات وثقافات الشعوب، واليوم إذ تتوجه المملكة إلى إنشاء دور ومعارض سينما فما هي إلا جسور تنشئها لتصل إلى العالم الخارجي، حيث إن السعودية بلد متحضر جداً ولديها تنوع ثقافي مميز ولديها رسائل حب وسلام لكل العالم وبإمكان السينما أن تفعل وتبرر ذلك». الرياض تخطط لإنشاء مراكز ترفيهية في أنحاء المملكة يعتزم صندوق الثروة السيادي الرئيسي في السعودية تأسيس شبكة من المراكز الترفيهية في أنحاء المملكة، مع سعي الحكومة لتحفيز قطاع الترفيه المحلي، وفقا لما ذكره رئيس مجلس إدارة الشركة المنفذة للخطة. وقال عبد الله الداوود، رئيس مجلس إدارة شركة الترفيه للتطوير والاستثمار إن شركته تخطط لتأسيس نحو 20 مركزا، تتراوح مساحة كل منها بين نحو 50 ألفا و100 ألف متر مربع، في 14 أو 15 مدينة. وذكر الداوود أن شركة الترفيه، التي أسسها صندوق الاستثمارات العامة في يناير، ستدعو الشركات الخاصة للاستثمار معها على أساس تجاري، وتستهدف إنشاء المراكز خلال السنوات المقبلة. وستتضمن المراكز منشآت ترفيهية مثل دور السينما وأماكن مخصصة للعروض العامة، في إطار خطة الحكومة الرامية لتعزيز قطاع الفن والثقافة الذي يزدهر في السعودية، إلى جانب مطاعم ومتاجر للبيع بالتجزئة. وقال الداوود على هامش مؤتمر في جدة: نحتاج لتحفيز الاستثمار من القطاع الخاص، لذا تمسك الحكومة بزمام القيادة في هذا الشأن. ولا يوجد سوى قليل من وسائل الترفيه العامة في السعودية بسبب القيود الاجتماعية المشددة التي استمرت عقودا في المملكة. لكن الحكومة تهدف الآن إلى تغيير ذلك الوضع، لأسباب من بينها الرغبة في استخدام قطاع الترفيه لخلق وظائف وتنويع موارد الاقتصاد وتقليص اعتمادها على صادرات النفط. ورغم أن شركة الترفيه للتطوير والاستثمار ستقود المشروعات الرئيسية في قطاع الترفيه، بتمويل مبدئي قيمته عشرة مليارات ريال (2.7 مليار دولار) من صندوق الاستثمارات العامة الذي يتمتع بوفرة في السيولة، شدد الداوود على أن الشركة تعقد النية على أن تكون كل مشروعاتها ذات جدوى تجارية. وفي الشهر الماضي، نظمت شركة التطوير للاستثمار والترفيه وشركة إيه.إم.سي انترتيمنت هولدنغ الأميركية لتشغيل دور السينما أول عرض سينمائي تجاري فيما يقرب من 40 عاما مع رفع حظر على دور السينما. وبعد أيام قليلة، حضر الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان مراسم وضع حجر الأساس لمنتجع ضخم قرب الرياض سيضم مدينة ملاه لسكس فلاجز ومتنزهات للألعاب المائية ورياضات المحركات وأماكن لاستضافة الفعاليات الثقافية. وقال الداوود، وهو أيضا الرئيس التنفيذي لمجموعة الطيار للسفر إحدى كبرى شركات السفر في السعودية، إن شركة الترفيه للتطوير والاستثمار تخطط أيضا لإنشاء سلسلتين أخريين من مدن الألعاب الترفيهية إحداهما في منطقة جدة والأخرى في المنطقة الشرقية. (جدة – رويترز)

مشاركة :