استعرضت فرقة «كوستروما» مجموعة كبيرة من الأزياء الروسية، ومنها ما يسمى «السارافان»، وهو أحد أهم الأزياء التقليدية في العالم. قدم المسرح الروسي "كوستروما" على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا في السالمية عرضا مبهرا. وشهد المسرح حضور السفير الروسي أليكسي سولوماتين، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش، وجمع مع السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وأيضا جمهور ملأ المسرح، محب للأغاني العالمية والفلكلور الروسي. «السارافان» وعرض مسرح "كوستروما" مجموعة متنوعة من القوالب الاستعراضية التي تعكس تراث الشعب الروسي بجميع أطيافه التي تعبر عن التاريخ الروسي، من خلال مزيج من الفقرات المتنوعة الفلكلورية التي تبرز ثراء الثقافة الروسية، وأيضا مقتطفات من مسرحيات عالمية ومنها مسرحية "هاملت"، وهي قصة مأساوية وواحدة من أهم مسرحيات ويليام شكسبير، كتبت في عام 1600 أو 1602، وهي من أكثر المسرحيات تمثيلاً وإنتاجاً وطباعة، وعرض لمسرحية "شبح الأوبرا" التي ألّفها أندرو لويد ويبر اقتباساً من رواية فرنسية تحمل العنوان نفسه، كتبها غاستون لورو، وأيضا تخلل الحفل غناء أوبرالي شارك فيه جيرنا أننا، وألكسندر دوفنسكي، وتعد أصواتهما في حد ذاتها موسيقى تفيض ألحانا داعبت حواس الجمهور، وقاما بغناء مقتطفات من أوبرا "الناي السحري"، وهو أحد أشهر الأعمال الأوبرالية الـ22 التي قام المؤلف الموسيقي النمساوي فولفغانغ أماديوس موزارت (1756-1791) بكتابتها. وقد قام موزارت بتأليف هذه الأوبرا في ربيع وصيف عام 1791. اللافت في العرض هو حالة التنوع التي مارسها أعضاء المسرح في كل الفقرات، وشكل أعضاء المسرح حالة من الإثارة والتفاعل في الختام بأغنية ذات طابع حديث بعنوان " It’s my life "، ونالت على استحسان وإعجاب الجمهور. من جانب آخر، استعرضت الفرقة مجموعة كبيرة من الأزياء، ومنها الزي الروسي الشعبي (السارافان)، وهو أحد أهم الأزياء التقليدية في العالم، وهو كثير التنوع بسبب تعدد أصول الشعوب الروسية، ويتميز بألوانه الزاهية وقبعة الرأس المسماة (كاكوثنيك). وأيضا أزياء من القرن 18، و19 عبرت عن التنوع في التراث من خلال ثراء وتنوع أزياء الرجال والنساء، وامتازت أزياء النساء بألوانها الزاهية. وعلى هامش الحفل، قال السفير الروسي أليكسي سولوماتين إن مسرح " كوستروما" هو أحد المسارح الفنية الروسية المعروفة في مدينة "كوستروما" التاريخية العريقة. وكما هو ملاحظ في الحفل فإن أعضاء الفرقة ارتدوا العديد من الأزياء المسرحية القديمة، سواء من التراث الشعبي الروسي أو الأزياء العالمية، مشيرا إلى أن تلك الأزياء التي عرضت من أقدم الأزياء في المسارح الروسية. وأضاف سولوماتين أن مسرح "كوستروما" أسس عام 1808، لافتا إلى أن الهدف من العرض هو أن يرى الجمهور في الكويت العرض المقدم، ويتعرف على أحد أقدم المسارح الروسية. وأوضح أن تلك الفعاليات التي تقام تساهم في تطوير العلاقات الثقافية والصداقة ما بين الشعبين الروسي والكويتي. من جانبه قال د. الدويش إن تلك الفعالية من الفعاليات المهمة وهي ثمرة تعاون ما بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والسفارة الروسية، وعلق قائلا: "حرصنا في هذه المرة على استضافة (كوستروما)، باعتباره أول مسرح غنائي يزور الكويت، متضمنا فرقة عريقة، قدمت لوحات مسرحية وغنائية، تتحدث عن التنوع الثقافي". يذكر أن مسرح "كوستروما" سمي باسم مدينة كوستروما، التي تعد من أجمل مدن ضفاف حوض الفولغا، ومن أقدم المراكز الثقافية في روسيا. وهي تشتهر بطبيعتها الخلابة وبمنسوجاتها الكتانية وبمأكولاتها الروسية الأصيلة. وتقع كوستروما على بعد 350 كم شمال شرقي موسكو، وتعد واحدة من مدن "الطوق الذهبي" الروسي، ويفترض أنها أسست عام 1152. وتتميز عن كثير من المدن الروسية بكنائسها القديمة وبمتحف الفن المعماري الخشبي في الهواء الطلق. وتستقبل الكنيسة الزوار ليصل بهم طريق مرصوف إلى قرية تذكر بالحياة الروسية القديمة. وصار هذا المكان محلاً للنزهة يقصده الكبار والصغار، كما تقام فيه حفلات وفعاليات الاعراس.
مشاركة :