كشفت نتائج دراسة ألمانية حديثة أن أمراض الغدة الدرقية يمكن أن تكون أحد أسباب حالات الاكتئاب التي تصيب الكثيرين. ومن شأن الكشف المبكر عن مرض الغدة الدرقية علاج حالات الاكتئاب دون اللجوء إلى العقاقير. كيف ذلك؟. أشرفت الطبيبة الألمانية تييا فولفغانغ غرومر على علاج مئات الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو حالات القلق والخوف النفسي. ولاحظت الطبيبة التي تعمل في مدينة بامبرغ (ولاية بافاريا) أن الكثير من المصابين بتلك الأمراض يعانون أيضًا من التهاب مزمن في الغدة الدرقية. ودفعت تلك الملاحظة الطبيبة الألمانية إلى جانب زملاء لها من الباحثين بالقيام بدراسة مقارنة شملت أكثر من 36 ألف من الأشخاص الأصحاء والمرضى الذين يعانون من مختلف أشكال اضطرابات الغدة الدرقية، نقلاً عن موقع مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (Jama) التي نشرت ملخص الدراسة. وكشفت نتائج الدراسة أن المشاركين الذين يعانون من التهاب الغدة الدرقية مهددون بالاصابة أكثر بخطر الاكتئاب بنسبة ثلاثة أضعاف مقارنة مع الذين لا يعانون من تلك الاضطرابات. وفيما يخص خطر الاصابة بحالات القلق والخوف النفسي وتجاوزت نسبته 2،3 مرة مقارنة بالأصاء. وحسب تقديرات الخبراء يعاني كل شخص من أصل خمسة إلى ستة أشخاص في ألمانيا من الاكتئاب. وبناء على الدراسة التي أنجزتها الطبيبة الألمانية تييا فولفغانغ غرومر مع فريق عملها فان 45 بالمئة من حالات الاكتئاب و30 بالمئة من اضطرابات القلق والخوف لها علاقة مباشرة باضطرابات الغدة الدرقية. تقع الغدة الدرقية أمام القصبة الهوائية وتحتوي على خلايا خاصة تدعى الخلايا الكيسية وظيفتها إفراز هرمونات الغدة. والغدة الدرقية هى من الغدد الصماء، أي تفرز هرموناتها مباشرة إلى الدم بدون قناة. وتختلف أعراض مرض الغدة الدرقية من شخص لآخر. ومن بين العوامل التي تعلب دورا في تلك الاختلافات عمر الشخص ووزنه. ومن أبرز أعراض مرض الغدة الدرقية الشعور المستمر بالتعب والخمول والإعياء. إضافة إلى عدم تحمل الجو البارد، وسقوط الشعر وجفاف الجلد وتقشره، والإمساك المزمن، وزيادة الوزن غير الطبيعية رغم ضعف الشهية، وبطء النبض واضطراب في دقات القلب وتورم في العنق، بطء في التفكير وعدم القدرة على الاستنتاج، ضعف العضلات وعدم قدرتها على الحركة بشكل جيد. وفي السابق كانت أشكال أخرى من الالتهابات محط اشتباه لدى الأطباء كأحد العوامل المسؤولة عن الإصابة بالاكتئاب والقلق والخوف. ومن بين تلك الالتهابات التهاب المسالك البولية، نقلاً عن موقع "دير شبيغل" الذي نشر ملخصا للدراسة الطبية الألمانية. ويوصي الأطباء الألمان المتخصصين خلال فترة علاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات الاكتئاب والقلق والخوف التأكد أولاً من إصابتهم من التهاب الغدة الدرقية أم لا. ومن شأن ذلك المساعدة على تقديم علاج فعال للمصابين بالاكتئاب يراعي إصابتهم بالتهاب الغدة الدرقية أيضاً. وبدل تقديم أدوية خاصة بالاكتئاب يمكن للأطباب تقديم أدوية لعلاج الغدة الدرقية. كما ينصح الأطباء الماصبين بالتهاب الغدة الدرقية بتناول الأغذية الغنية باليود، مثل الأسماك ومنتجات الألبان، لتفادي أمراض الغدة الدرقية والاكتئاب الذي تتسبب فيه. ع.ع/ع.ج.م
مشاركة :