كثيراً ما يتساءل الناس عن مرضى الإيدز هل يمكنهم أن يتزوجوا؟ أستطيع الإجابة المباشرة ولكني أرغب في وصول الرسالة الأهم، وأن تصلكم المعلومات التي تفيد في أمراض كثيرة سواء الإيدز أو غيره، وهو الحديث عن فحص ما قبل الزواج، فهو أمر مهم جداً بل أجده لا غنى عنه، فهناك أمراض وراثية وأمراض فيروسية يتم الفحص عنها خلال فحص ما قبل الزواج، فالإيدز هو من الأمراض الفيروسية التي يتم الفحص بخصوصها، وأهمية فحص ما قبل الزواج هو ليس بالكشف عن الأمراض الوراثية أو الفيروسية فقط ولكن أهميته تكمن بالكشف المبكر والقيام بخطوات للحد من انتشار هذه الأمراض، وإحدى أهم الخطوات هي حماية الطرف الآخر والحرص على اعطائه اللقاحات التي تحميه مناعياً، والقيام بخطوات علاجية ومساعدات طبية من خلال الجمعيات أو الهيئات المعنية من شانها الحفاظ على أسرة آمنة وصحية، كذلك القيام بخطوات من شأنها ضمان (بعد إذن الله سبحانه) عدم ولادة أطفال مصابين بالجينات المورثة لهذه الأمراض. فمثلاً هناك جمعيات تهتم بمرضى الإيدز وتقوم بتزويجهم، وتقوم بالتنسيق لهم مع المراكز الطبية بحيث يتم الحمل بطريقة طبية معينة تضمن عدم انتقال الفيروس للجنين أثناء الحمل وعند الولادة، وذلك من خلال أدوية وليست اجراءات طبية معقدة، وقد تم حوالي 40 حالة ولادة لأطفال أصحاء من تزاوج لحاملي أو مصابي فيروس الإيدز في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، إذا الإجابة على السؤال، هل يمكن أن يتزوج مريض الإيدز؟ فهي نعم يمكن ولكن من خلال اجراءات طويلة بدايتها فحص ما قبل الزواج ثم العناية بالأسرة من خلال الجمعيات أو الهيئات الصحية حتى يتجنب أطفاله حمل هذا الفيروس الخطير. وأضيف فحص بعض الأمراض المعدية الخطيرة لمجموعة فحص ما قبل الزواج مثل مرض الزهري (Syphilis)، الإيدز(HIV) والتهابات الكبد الوبائية ب و ج (Hepatitis B,C)، منذ ذلك الحين نجد أن كثير من الشباب أصبح يذهب إلى المراكز الخاصة للكشف المبكر ليفحص نفسه عن فيروس الإيدز، وذلك قبل أن يقدم على خطوة الخطوبة وهذا يعطي مؤشراً على زيادة وعي الشباب فيما يتعلق بهذا الجانب وحرصهم على خلوهم من هذا المرض وهو أمر ايجابي. علماً أن حامل المرض لا يعطى نتيجة علنية عن اصابته بفيروس الإيدز، فهناك تشديد على سرية المعلومات الطبية الخاصة بكل شاب، وهناك تأكيد كبير على عدم افشاء أي معلومة، في مقابل التزام كبير بحماية الطرف الآخر من خلال اعطاء النتيجة على شكل (لم يتم التوافق) وبدون شرح أسباب أو تفاصيل وذلك لخصوصية المصاب بأي فيروس أو جين مرضي سواء الإيدز أو غيره، ولكن حماية الخصوصية والسرية هذه يقابلها التزام شديد بحماية الطرف الثاني، فلا يعتقد أي أحد أن جملة (لم يتم التوافق) تعني الإيدز، فهي قد تعني أي مرض جيني أو فيروسي. * مركز الأبحاث
مشاركة :