روما - زادت التوقعات بإعادة الانتخابات في إيطاليا الاثنين، مع إجراء الرئيس سيرجيو ماتاريلا لجولة أخيرة من المشاورات في محاولة منه لحل أزمة سياسية محتدمة منذ شهرين بسبب الخلافات بين زعماء الأحزاب، مهدّدا بتشكيل حكومة تكنوقراط في حال عدم توفر أكثرية سياسية قادرة على تشكيل الحكومة. ويستعدّ الرئيس الإيطالي إلى تشكيل حكومة تكنوقراط على غرار حكومة الخبير الاقتصادي ماريو موني (2011-2013)، حيث ستتولى هذه الحكومة إدارة البلد واستعادة موقعه على الساحة الدولية بعد أن فقده في الأشهر الأخيرة والبقاء حتى إقرار الموازنة على الأقل. وقال ماتيو سالفيني، رئيس حزب الرابطة اليميني المتطرف، إنه طلب من ماتاريلا تفويضا لمحاولة تشكيل حكومة بوصفه رئيسا لائتلاف يمين الوسط الذي فاز بغالبية المقاعد في انتخابات الرابع من مارس التي جاءت نتائجها غير حاسمة. وأضاف سالفيني “عرضنا على رئيس الجمهورية استعدادي، نيابة عن الائتلاف لولادة حكومة تبدأ في حل جميع مشاكل البلاد”، مؤكدا أن تحالفه الذي يفتقر إلى الأغلبية، واثق من العثور على الأصوات المفقودة في البرلمان. لكن ائتلاف يمين الوسط يلزمه نحو 50 مقعدا إضافيا على الأقل لتحقيق تلك الأغلبية، فيما أكد مصدر في مكتب الرئيس أنه دون التوصل إلى اتفاق سياسي واضح، فإن ماتاريلا سيسعى على الأرجح إلى تشكيل حكومة محايدة تقبل بها معظم الأحزاب. وقال حزب حركة 5 نجوم وحزب الرابطة إنه يتعين على إيطاليا إجراء الانتخابات يوم الثامن من يوليو القادم إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة على تشكيل حكومة جديدة. وترفض الرابطة وكذلك حركة الخمس نجوم فكرة تشكيل حكومة تكنوقراط بشكل قاطع. وقالت خبيرة الشؤون السياسية في صحيفة “إيل سولي فينتي كواترو اوري”، لينا بالميريني إن الرئيس “ليس لديه الكثير من الخيارات، إذا رفض البرلمان حكومة الرئيس، فإن الوضع سيكون صعبا جدا”. وبحسب لورينزو بريغلياسكو، أحد مؤسسي وكالة التحليل السياسي كوروم/يوتريند، فإن “استطلاعات الرأي تشير إلى أنه من المستبعد أن تغيّر انتخابات جديدة موازين القوى، وقد قمنا بمحاكاة مع أنظمة انتخابية أخرى مثل النظام الانتخابي المعتمد في إسبانيا، لن يحصل أحد على الأكثرية”. ويرى زعيم 5 نجوم، لويجي دي مايو، أنه جعل حزبه الأول في إيطاليا بحصوله على 32 بالمئة من الأصوات، بينما يشدد ماتيو سالفيني على جهوده التي سمحت بجعل حزبه الأول في تحالف اليمين بعدما حصل على 37 بالمئة من الأصوات. ومنذ شهرين، لم تسمح التصريحات والمشاورات ومحاولات انفتاح القادة الرئيسيين بالتوصل إلى أي اتفاق تنبثق عنه أغلبية حكومية، حيث تتمسك كبرى الأحزاب بمواقف متصلبة تجاه التحالفات.
مشاركة :