القدس ـــ أحمد عبدالفتاح – تشير المواقف التي طيرها معظم قادة وزعماء الاحزاب الاسرائيلية، وبخاصة المشاركة في الائتلاف الحكومي الى ترجيحها خيار الذهاب الى انتخابات مبكرة، على الاستمرار في حكومة «عرجاء» تقوم بتسيير اعمال الدولة، ولكنها مغلولة بعجزها بسبب انحسار قاعدتها السياسية والحزبية في الكنيست، جراء استقالة وزير الدفاع افيغدور ليبرمان وانسحاب حزبه منها. ووفق تقارير اعلامية اسرائيلية، فقد اخفق رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو باستمالة شركائه في الائتلاف الحكومي، وحتى بعض اقطاب حزبه «الليكود»، لانقاذ الحكومة من الازمة التي تعصف بها، وابعاد شبح حل الكنيست واجراء انتخابات مبكرة غير مضمونة النتائج بالنسبة لمستقبله السياسي، سواء على صعيد عدد المقاعد، التي يمكن ان يفوز بها «الليكود»، وتؤهله للترشح مرة اخرى لرئاسة الحكومة، ولا على صعيد حيازة مجمل الاحزاب اليمنية على اغلبية مريحة تؤهلها للائتلاف مرة ثانية، في ظل الخلافات بينها ازاء التعامل مع قطاع غزة، و«صفقة القرن» في حال طرحها، لان احزاب اليمين القومي والديني ترفض تقديم اي تنازل مهما كان ضئيلاً للفلسطينيين، وبخاصة الانسحاب من اي شبر من الضفة الغربية. يضاف الى ذلك ان معظم الاحزاب اليمينة واليسارية سواء بسواء ترى في اجراء انتخابات مبكرة فرصة لرفع مستوى تمثيلها في الكنيست القادمة، وبالتالي تحسين شروطها التفاوضية للمشاركة في الحكومة. انتخابات مبكرة وفي ظل ترجيحات وسائل الاعلام الاسرائيلية بالدعوة الى انتخابات مبكرة، نفى حزب الليكود بزعامة نتانياهو أن يكون رئيس الوزراء يعتزم الدعوة إلى انتخابات مبكرة، بعدما أفاد مصدر مقرب من وزير التربية وزعيم حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، نفتالي بينت، عن اتخاذ هذا القرار، إثر اجتماع بين بينيت ونتانياهو. واكدت وسائل إعلام إسرائيلية امس أن الانتخابات المبكرة باتت تلوح في الأفق، بعد فشل اجتماع بين نتانياهو وبنيت. وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة «فشل الاجتماع بين نتانياهو وبنيت، إسرائيل تتجه نحو الانتخابات المبكرة». ومن جهتها، قالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية على موقعها الإلكتروني «إسرائيل تتجه إلى الانتخابات بعد فشل اجتماع نتانياهو ـ بنيت». وكان حزب «البيت اليهودي» اليميني لوح بالانسحاب من الحكومة في حال عدم تكليف بنيت بحقيبة الدفاع. وفي حال انسحاب حزب «البيت اليهودي» من الحكومة، فإنها ستسقط فورا لعدم وجود ما يكفي من المقاعد لها في الكنيست. وسعى نتانياهو، خلال لقاءات مع قادة الأحزاب، إلى بحث إمكانية استمرار حكومته بائتلاف حكومي يضم 61 عضو كنيست (البرلمان) من بين 120 إجمالي أعضاء الكنيست. وأدى انسحاب ليبرمان إلى خسارة الائتلاف 5 مقاعد، بعد أن كانت كتلته تتألف من 66 عضوا. ورجحت هيئة البث الإسرائيلية اجراء الانتخابات على الأرجح في مارس المقبل. وفي سياق ترجيح خيار الانتخابات المبكرة، ابلغ كل من رئيس حزب «كلنا» (يمين الوسط) الوزير موشيه كحلون، ورئيس حزب «شاس» (يمين ديني شرقي)، الوزير اريه درعي نتانياهو موقفهما بانه يجب الذهاب الى انتخابات مبكرة في اقرب وقت ممكن، بتنسيق مع سائر الأحزاب، مضيفاً «انه لا يمكن تحقيق الاستقرار في ظل الأوضاع الراهنة، وبالتالي يجب تشكيل حكومة جديدة قوية ومستقرة. وبدوره، شدد درعي على أن «مصلحة إسرائيل تقتضي الذهاب لاجراء انتخابات مبكرة». «لا يزال يحاول» وتوقعت صحيفة «إسرائيل اليوم»، المؤيدة لنتانياهو، أن يفعل رئيس الوزراء المخضرم كل ما بوسعه لتجنب اللجوء لانتخابات مبكرة وسط جدل قائم حول أهليته الأمنية. وذكرت أنّ «إجراء انتخابات في أجواء الفشل في غزة تسقط صورة الزعيم التي بناها عبر السنين». وتابعت أن «فرص وقف هذا القطار السريع تبدو مستحيلة لكن نتانياهو لا يزال يحاول». والخميس، ألغى نتانياهو زيارة كان يفترض أن يقوم بها الأسبوع المقبل إلى النمسا.
مشاركة :