القدس - نصب عمال الاثنين في القدس أولى اللافتات التي تدل على اتجاه السفارة الأميركية التي ستفتح أبوابها في 14 من مايو، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقلها إلى القدس والذي رحبت به اسرائيل وأدانه المجتمع الدولي. ورأى مصور فرانس برس عمالا يرتدون ملابس برتقالية اللون وهم ينصبون الإشارات في الشوارع المؤدية إلى مقر السفارة الجديد، التي تقول "سفارة الولايات المتحدة" باللغات العبرية والعربية والانكليزية. وكان إعلان ترامب في 6 ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل ابيب إلى القدس، أثار غبطة الاسرائيليين وغضب الفلسطينيين. وقطع القرار مع موقف مستمر لعقود من الدبلوماسية الأميركية والإجماع الدولي على ان مسألة القدس، وهي من أهم قضايا النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، يجب ان تحل عبر التفاوض. وقال رئيس بلدية القدس الإسرائيلية نير بركات في بيان "هذا ليس حلما، بل حقيقة" شاكرا الرئيس الأميركي على قراره "التاريخي". وبحسب بركات فإن "القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي، والعالم في طريقه إلى البدء بالاعتراف بهذه الحقيقة". وسيتم تدشين السفارة الأميركية في احتفال الأسبوع المقبل، يتزامن مع الذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل"، في التقويم الغريغوري. وفي البداية، ستكون السفارة في مبنى القنصلية الأميركية في القدس، لحين تخطيط وبناء موقع دائم للسفارة، بحسب وزارة الخارجية الاميركية. وشهدت العلاقات الفلسطينية الأميركية توترا شديدا بعد قرار ترامب، ويتزامن افتتاح السفارة مع الذكرى السبعين للنكبة، ذكرى تهجير أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948. ومن جانبه، طالب امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في بيان الاثنين جميع ممثلي الدول بما فيهم أعضاء السلك الدبلوماسي ومنظمات المجتمع المدني والسلطات الدينية مقاطعة الحفل. وقال عريقات ان "المشاركة في حفل الافتتاح يضفي الشرعية على قرار غير شرعي وغير قانوني، ويعزز الصمت على سياسات الاحتلال الاستعماري والضم" مؤكدا ان مشاركة اي دولة في حفل افتتاح السفارة الأميركية يجعلها "شريكة في جريمة انتهاك حق الشعب الفلسطيني بعاصمته السيادية واستباحة أرضه". واتهم عريقات الإدارة الأميركية بالإصرار على "انتهاج سياسة تشجيع الفوضى الدولية وتجاهل القانون الدولي"، كما اتهمها "بانتهاك التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 478، والتزاماتها تجاه عملية السلام". وأضاف أن "هذه الخطوة ليست غير قانونية فحسب، بل ستفشل أيضا تحقيق سلام عادل ودائم بين الدولتين، ومن يحضر هذا الحفل غير القانوني يوجه رسالة تشجيع على انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف والقانون الدولي".
مشاركة :