بقي شيء لم يظهر يا هلال

  • 5/8/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

التغيرات المتسارعة في الوسط الرياضي السعودي، خاصةً في منصب رئيس النادي؛ حظيت بحصة كبيرة في الفترة الأخيرة، مثل تولي نجم الهلال سامي الجابر رئاسة النادي. وفور إعلان الخبر تباينت ردود الفعل لدى عشاق النادي؛ فمنهم من صُدم به، ومنهم من كذبه، ومنهم من تظاهر بالسعادة، ومنهم من طار من الفرح له. وفور تسلم الجابر زمام الأمور في النادي، قطع وعدًا بحمل لولاء الشفافية، مقتديًا برئيس الهيئة الذي انتهج الشفافية في التعامل مع الشارع والإعلام الرياضي، فظهرت على إثر ذلك بعض الأسرار الحبيسة في أدراج رئيس النادي ومعاونيه فقط وبعض جنبات النادي، على السطح، لتسطع الحقيقة التي كانت تُرَدَّد بأعلى صوت، وكان الإعلام الهلالي ينكرها محاولًا إخفاءها، وتسويق أن الهلال نادٍ بلا ديون ولا قضايا، مُشكِّلًا غطاءً إعلاميًّا حديديًّا. سامي لم يختلق الديون والقضايا، ولم يتسبب بها، بل كشف عما وجده من مديونيات متأخرة وقضايا مرفوعة وأحكام واجبة التنفيذ فورًا حاول حلها بالتواصل مع أعضاء الشرف، لكنه لم يجد حلًّا، فما كان إلا أن رفعها إلى معالي المستشار الذي أنقذ الهلال من الدخول في دوامة العقوبات، كما أنقذ باقي الأندية السعودية. ولعل إعلان الهيئة عن ديون الأندية، عبر بيان، كشف الحقيقة كاملةً وهي أن أندية دوري المحترفين، تتراكم فيها الديون، وتئن فيها جيوب اللاعبين وباقي العاملين من تأخر الرواتب لشهور طوال -والهلال والأهلي من ضمنها- ليكون البيان بمنزلة مِعول حق هدَم السور الوهمي الذي شيده إعلام الهلال، وكسر الصورة التي حرص إعلامه على إقناع الشارع الرياضي بها، رافعًا الغطاء الإعلامي عن الهلال والأهلي، لتتساوى "الروس تحت الموس"، فلم يعد الهلال النادي الفاضل وكأنه يعيش في المدينة الفاضلة التي تفوق مدينة أفلاطون. المتلقي العاقل تتصادم في ذهنه أسئلة تبحث عن إجابات: هل إعلام الهلال شريك في المشكلة؟ ألم يكن الأولى أن يكون جزءًا من الحل لا أن يكون جزءًا من المشكلة؟ من المستفيد من حجب الحقيقة عن جمهور الهلال؟ كيف يمكن أن يثق المشجع الهلالي بمن دافع -وبشراسة- عن أخطاء إدارية ومالية كلفت الملايين من الريالات رغم المداخيل الضخمة التي كنا نسمع عنها؟ المرحلة التي يعيشها الوسط الرياضي، مرحلة تصحيح معايير ومفاهيم كثيرة. يعود الفضل في ذلك إلى رأس الهرم الرياضي معالي المستشار الذي يعمل ليل نهار على تطوير الرياضة عامةً، وكرة القدم خاصةً، وعلى تهيئة الأجواء للاستثمار الرياضي وفق رؤية واضحة المعالم، لكن بعض الإعلاميين لا يزالون مصرين على العيش في المراحل السابقة، كأنهم لا يشعرون أن الزمن قد تعداهم. دورنا -نحن الإعلاميين- أن يتوافق طرحنا مع هذا العمل الكبير من قبل الهيئة، وأن تكون المهنية والأمانة الصحفية هي نبراسنا ودافعنا، لا أن تسيطر الميول على كل ما نقول وكل ما نكتب. ويجب أن يكون هدفنا خدمة رياضة الوطن.. ودام عزك يا وطني.

مشاركة :