معركة لي أذرع بين واشنطن وطهران حول الاتفاق النووي

  • 5/8/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

طهران/لندن – دخلت إيران والولايات المتحدة في معركة لي أذرع في ما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني فيما تكثف واشنطن والشركاء الغربيين الضغوط لإيجاد صيغة جديدة للاتفاق تكون مقبولة لجميع الدول الموقعة على الاتفاق. وصعد كل طرف من جهته باتجاه فرض فكرته حيث تمسكت طهران بعدم القبول بأي تغييرات على الاتفاق وهددت بالانسحاب منه قبل أن تتراجع الاثنين وتعلن التزامها بالاتفاق، فيما يتمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتغيير الاتفاق كشرط لعدم الانسحاب منه. وقال مسؤول إيراني كبير الثلاثاء إن إيران لن تقبل أي مطالب بجانب ما تم الاتفاق عليه ضمن الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية. وتأتي تصريحات المسؤول الإيراني بينما يترقب العالم اعلان الرئيس الأميركي خلال الساعات القادمة قرارا حاسما سيحدد مصير الاتفاق النووي فيما يتوقع أن يعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وبالتالي العودة إلى العمل بنظام العقوبات. ويسبق اعلان ترامب المرتقب الموعد الذي حدده للشركاء الأوروبيين أي في 12 مايو/ايار لإدخال تعديلات على الاتفاق النووي الذي وصفه مرارا بـ"الكارثي" لتضمنه "عيوبا" كثيرة. وقال المسؤول الإيراني طالبا عدم نشر اسمه نظرا لحساسية المسألة "الدول الأوروبية الموقعة تحاول إقناع ترامب بالبقاء في الاتفاق، لكن عليها أن تعلم أن إيران لن تقبل أبدا أي مطلب خارج نطاق الاتفاق". وأضاف "على ترامب أن يعلم أنه مسؤول عن كل العواقب إذا انهار الاتفاق. دائما ما تفي إيران بالتزاماتها الدولية". واتهم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني من جهته الولايات المتحدة بانتهاك التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية في 2015 وذلك قبل ساعات من إعلان ترامب موقفه من الاتفاق. ونسبت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) إلى لاريجاني قوله "الأميركيون لم يفوا بالتزاماتهم. يبدو أنك لا تستطيع الحديث مع الأميركيين إلا بلغة القوة ولا يوجد حل آخر". وتراهن إيران على الأرجح على الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي لدعم موقفها إلا أن هذه الدول تدفع بدورها لتضمين الاتفاق قيودا جديدة على برنامج طهران للصواريخ الباليستية وعلى كبح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، وهي تعديلات ربما تقنع ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق. وفي هذا السياق قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الثلاثاء إنها ستواصل العمل مع حلفاء بريطانيا لمعالجة أي قصور في الاتفاق النووي مع إيران، لكن الحكومة البريطانية ترى أنه من المهم الحفاظ عليه. وقال المتحدث للصحفيين "ما زلنا نرى أنه من الصواب الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران كأفضل سبيل لتحييد خطر إيران مسلحة نوويا". وأضاف "نقر في الوقت نفسه بأن هناك مسائل لم يشملها الاتفاق نحتاج لمعالجتها ومنها الصواريخ الباليستية وما سيحدث عندما ينقضي أجل الاتفاق وأنشطة إيران التي تزعزع استقرار المنطقة". وأضاف "سنواصل العمل عن كثب مع الولايات المتحدة وشركائنا الأوروبيين بشأن كيفية التعامل مع التحديات التي تفرضها إيران بما في ذلك الموضوعات التي قد يشملها اتفاق جديد".

مشاركة :