منتخبنا .. منا وفينا !!

  • 11/29/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكن هناك (سالفة) للناس، في اليومين الماضيين، سوى المنتخب وخروجه مهزوما في بطولة كأس الخليج على يد قطر، التي لعبت بشكل صحيح وحققت الكأس الغالية التي تشبه، عند كل الخليجيين، كأس العالم، من حيث انتظارها ومتابعتها ومنافساتها ومعنى أن يكون كأسها من حظك. أنا ــ شخصيا ــ كنت ممن تابع هذه الدورة الخليجية، الحامية دائما، في سنواتها الأولى يوم كانت الكويت، المهزومة في هذه الدورة بالخماسية العمانية، تصول وتجول وتضمن الكأس حتى قبل أن تحضر. وقتها ــ بالمناسبة ــ كان اسم مثل اسم جاسم يعقوب أو عبدالعزيز العنبري أو حمد بو حمد يصيبنا بالترقب ويعيش في حاراتنا لأشهر، باعتبار هذا الاسم أو ذاك من الأسماء المرعبة في عالم كرة القدم الخليجية. ثم تراجعت الكويت بأشواط، وتقدم منتخبنا كثيرا محققا بطولات آسيوية وخليجية مشهودة، كان أبرزها و(أحلاها) كأس آسيا عام 1984على يد المدرب الوطني خليل الزياني. الآن ماذا حدث؟ أو كيف أصبح منتخبنا مجموعة هواة يتحركون في الملاعب كيفما اتفق ويهزمون أو يحرجون من أقل الفرق خبرة وقدرة قبل سنوات قليلة؟! الجواب هو أن شخصية الرياضة في أي مجتمع هي شخصية المجتمع نفسه، فإذا كان هذا المجتمع حفيا بالإصلاح والتخطيط والتدبير الحصيف لكل شؤونه، فإن رياضته، بما فيها كرة القدم، تكون حاضرة وناجحة ومنافسة. وإذا كان هذا المجتمع يسير، أيضا في كل شؤونه، كيفما اتفق، فإن رياضته ستكون على نفس الشاكلة، ولن يكون لها حضور أو قدرة على المنافسة ولو في حدودها الدنيا. وهذا ــ في اعتقادي ــ هو ما يفسر تفوقنا الكروي، على مستوى المنتخب والأندية في وقت ما. وهو ما يفسر ــ حاليا ــ ضعفنا على المستويين حين ندخل في منافسات إقليمية أو قارية. حين كنا متفوقين كنا ــ كمؤسسات وأفراد في المجتمع ككل ــ أكثر مسؤولية وعناية بالتخطيط وحسن التدبير. وحين وصلنا إلى ما نحن فيه من (سبهللة) القرارات والابتعاد عن التخطيط والمراقبة والمحاسبة، خرجنا مهزومين من بطولة كأس الخليج على أرضنا وأمام ستين ألفا من جمهورنا الذي كان قبل مباراة اليوم الأخير، وهذا من مفارقاتنا الجديدة السيئة، يقاطع مباريات منتخبه انتصارا وغضبا لأنديته!! إذا، فإن منتخبنا هو منا وفينا، وهو، على أي وضع كان، صورة تعكس مشهدنا أو مزاجنا الاجتماعي العام. ولا يصح بأي حال من الأحوال أن نبحث عن شماعات لفشله في بطولة الخليج الأخيرة، مثل ما سمعت عن أن الجمهور الحاضر كان صامتا ولم يساعد المنتخب في تحقيق النتيجة المنتظرة. أو في شماعة أكبر أن المدرب هو سبب الهزيمة في يوم التتويج لضعف إمكانياته أو خبرته، وما إلى ذلك من هروبيات تريد أن تبحث عن أكباش فداء لهزيمتنا وخسارتنا الكأس. الحقيقة، وإن كانت مرة على أسماع البعض، هي أن من يعملون بصمت ويخططون بشكل علمي ممنهج ينتصرون وينافسون بحق، ومن يحدثون الضجيج ويفتقدون للمنهج ويمارسون فوضى القرارات ينهزمون وإن طالت وكثرت أمانيهم. وبما أن الاعتراف بالواقع هو أول الحلول، فأرجو أن نعترف بهذا الواقع ونكمل، كما يجب، بقية الحلول.

مشاركة :