دمشق – فؤاد مسعد | هي رائحة الحياة والمجتمع والناس، فعمل الإنسان يدل عليه، الجيد والنقي يحقق حضوراً إيجابياً أما السيئ والفاسد فرائحته تشير إلى السوء الذي يخلفه وراءه. إنها دلالات عامة وعناوين عريضة لعمل درامي جديد يعج بالأحداث الحارة، ويتناول الواقع من خلال شبكة علاقات اجتماعية بما يتضمنه ذلك من حب وخيانة وصراع وطمع ورغبة بتسلق سلم الصعود الاجتماعي. هذه الرائحة بكل ما تتضمنه من تفاصيل وأحداث ترصدها عين أنثوية عبر المسلسل الاجتماعي «رائحة الروح» إخراج سهير سرميني وتأليف أيهم عرسان، وبطولة فراس ابراهيم، وائل شرف، سلمى المصري، وفاء موصللي، رنا أبيض، سليم صبري، غادة بشور، محمد قنوع، وائل أبو غزالة، روبين عيسى، ريم عبدالعزيز، جيانا عنيد، جوان خضر، رشا ابراهيم، عهد ديب. الرؤيا الإخراجية تؤكد المخرجة سهير سرميني، في حديثها لصحيفة القبس، أن العمل يحكي عن المجتمع بشكل عام من خلال خمس عائلات وكل ما يتفرع عنها من شخصيات وأحداث، تقول: ندخل من خلال المسلسل إلى عمق المجتمع بكل ما فيه من حكايات وتشابك علاقات يمكن أن نراها أو نسمع عنها، هي حكايات حب وخيانة وجشع وفساد.. نتابعها عبر العائلات الخمس المختلفة بعضها عن بعض، فمنها من ينتمي إلى الطبقة الفقيرة ومنها من ينتمي إلى الطبقة الغنية، أو المتوسطة، ولكل منها حكايته وحياته وعلاقاته، ولكن هناك ترابط وتشابك للأحداث وللخطوط والعلاقات بين أفراد هذه العائلة، وقد تم توظيف الربط فيما بين كل هذه العائلات بما يخدم الحبكة العامة، ومن خلالها نرى صورة عن المجتمع. أما حول مقدار الجرأة المطروحة في العمل، فتقول: الجرأة موجودة في المحاور كلها، منها حكاية الفنان التشكيلي، والتاجر الملتزم ظاهرياً وله أكثر من وجه، وعامل النظافة الذي يتحول للعمل في البلاستيك، الفساد داخل مسلخ للجلود. فهناك مجموعة بؤر تطرح موضوع الفساد وعموماً العمل غني بالحكايات الموجودة فيه. وعن ماهية العائلات الخمس التي يتناولها العمل، تقول: هناك عائلة التاجر (أبو نادر) الأرمل الذي يتهيأ له أنه يرى زوجته عند كل عمل فاسد يقوم به فتمثل الضمير بالنسبة إليه، وهناك عائلة الدكتور صباح الفنان التشكيلي، وعائلة (أبو صافي) الموظف المستقيم في عمله مما يوقعه في مشكلات فيترك عمله، وعائلة (أبو جواد) بائع الخضار في النهار وعامل النظافة في الليل ومن ثم يتحول للعمل في مجال البلاستيك، وعائلة (أبو حسين) الذي يعمل في مسلخ للعجول لكنه يُصاب بأذية مرضية في عمله بسبب فساده وبيع عجول فاسدة. الصراعات الدرامية ما المشكلات والهموم والقضايا الحارة التي يتم طرحها من خلال خمس عائلات متنوعة فيما بينها عبر المستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي؟.. يجيب الكاتب أيهم عرسان قائلاً: رائحة الروح التي تطوف بين هذه العائلات والشخصيات وطاقاتها وهالاتها السلبية والإيجابية هي ما تمثل التباينات بين ثري فاسد وبسيط متصالح مع ذاته وفنان ينوس بين نوازعه الحسية وثقافته التي تلجم نزواته، بين أب يسعى لفرض سطوته على أبنائه الذين لا يريدون إلا أن يكون لهم كيانهم الخاص في الحياة، بين فاسد يرى في وجود الانقياء من حوله تهديداً لوجوده رغم استكانتهم، إذاً هي مجموعة من الحالات والصراعات التي تدور في العمل معبرة عن الغنى في المجتمع. أما حول طبيعة الشخصيات ومدى التلون الذي يطبع آلية تعاطيها مع مفردات الواقع، فيؤكد الكاتب أنها شخصيات ليست من لون واحد وإنما هي تنوس بين أطياف الرماديات الواسعة، فكما في الحياة لا يوجد شخص سلبي بالمطلق او إيجابي بالمطلق كذلك الأمر في الدراما، وهذا ما سعى إلى إبرازه في العمل، لذلك نجد المُتجبّر الذي له نقاط ضعفه، والضعيف أو المستضعف الذي تتجلى قوته في حالات معينة، والمتحرر الذي تضبطه بعض المرجعيات التقليدية متأثراً بآثار من تربية تقليدية.
مشاركة :