بيروت - حثت الولايات المتحدة لبنان على التمسك بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية وبقرار لمجلس الأمن الدولي يستهدف نزع سلاح جماعة حزب الله بعد أن فازت الجماعة الشيعية وحلفاؤها بأكثر من نصف مقاعد البرلمان في الانتخابات التي جرت يوم الأحد. وتعتبر الولايات المتحدة حزب الله جماعة إرهابية كما تنتقد دوره في الحرب السورية ولكنها تقدم للبنان دعما عسكريا كبيرا. وكانت الولايات المتحدة وفرنسا قد باشرتا تحقيقات مع مشتبه بانتمائهم لحزب الله بتهم تتعلق بتجارة المخدرات وتبييض أموال لصالح حزب الله ضمن اطار تعقب شبكات الجماعة وتجفيف مصادر تمويلها. وقالت السفارة الأميركية في بيروت في بيان "في الوقت الذي يتطلع فيه لبنان إلى تشكيل حكومة جديدة نحث جميع الأطراف على احترام التزامات لبنان الدولية بما في ذلك تلك الواردة في قراري مجلس الأمن 1559 و 1701، بالإضافة إلى سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية". ويتعلق القراران بانسحاب كل القوات الأجنبية من لبنان ونزع سلاح كل الفصائل بما في ذلك حزب الله وبنود اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في 2006 بين لبنان وإسرائيل. وأعلن لبنان سياسة النأي بالنفس في 2012 كي يبعد نفسه عن الصراعات الإقليمية مثل الحرب الأهلية في سوريا المجاورة. وعلى الرغم من هذه السياسة يتدخل حزب الله بشكل مكثف هناك ويقوم بإرسال آلاف المقاتلين لدعم الرئيس بشار الأسد. وتطالب قوى سياسية لبنانية بنزع سلاح حزب الله إلا أن النقاش والدعوات المتكررة خفتت في الفترة الماضية بتعلة ضمان التوافق السياسي. ويثير فوز حزب الله وحلفائه في الانتخابات البرلمانية قلقا بالغا داخليا وخارجيا كون فوزه بالغالبية يتيح له تمرير تشريعات قد لا تتوافق مع الواقع اللبناني وتخدم أجندة أيران أكبر داعمي الجماعة الشيعية. وتقدم طهران دعما سخيا لحزب الله ملا وتسليحا ما يثير مخاوف من تغلغل ايراني أكبر في مفاصل الدولة اللبنانية وارتهان قرارها السيادي. وسبق أن حذرت السعودية ودول عربية أخرى من تنامي النفوذ الإيراني في لبنان عبر حزب الله. ودعت الرياض إلى نزع سلاح حزب الله وتحوله إلى حزب سياسي اذا أراد لبنان أن ينعم بالاستقرار، في اشارة إلى أن سلاح الجماعة الشيعية وارتباطها بشكل وثيق بإيران يضع أمن لبنان واستقراره على المحك.
مشاركة :