لم يستطع أن يكون في تلك اللحظة سوى أب، بالكاد تحبس جفونه الدموع دون أن تنساب على خديه، مستذكراً سيرة ابنه الذي رأى فيه إكمال سيرته في خدمة الوطن، وتحقيق حلمه في أن يكون «منصور» رجلاً يسير على خطى أبيه في السعودية، بعد أن رأته عيناه طيلة 45 عاماً، طفلاً وشاباً ورجلاً يشق طريقه واثق الخطوة قبل أن يضيع تحطم الطائرة «حلم مقرن في منصور»، وتغير الحادثة من كاريزما مقرن المستبشرة التي عرفها السعوديون منذ أكثر من 39 عاماً، والابتسامة لا تفارق محياه، لتظهره عدسات مصوري الصحافة في حفلة تكريم شهداء طائرة عسير، الذين قضوا نحبهم في الـ5 من نوفمبر العام الماضي، والألم يعتصر قلبه، بوجه غابت عنه ابتسامة الأمير المعهودة. ظهور مقرن الأب الذي بدا أمام عدسات المصورين متوشحاً الحزن قبل بشته، بوجه غابت عنه قطعة قلبه فرحلت الابتسامة، مكرماً والألم الظاهر على وجهه يعتصر قبله، وحفيده الذي تسلم وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى تكريماً لأبيه الراحل أثناء خدمته لوطنه.حزن الأمير مقرن على رحيل ابنه الرابع الذي رافقه في إمارة المدينة المنورة العام 1999، خلال فترة توليه إمارتها، والذي تولى فيما بعد منصب نائب مجلس إدارة مؤسسة البيان للتعليم الخيرية «جامعة الأمير مقرن»، قبل أن يعود مجدداً إلى العمل الحكومي عبر بوابة إمارة منطقة عسير، بعد تعيينه في منتصف العام 2017 نائباً لأمير منطقة عسير. ليلة الوفاء التي أظهر فيها أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز والعسيريون أبلغ صور التكريم للرجال الذين كانوا الساعد الأيمن لابن خالد، ومرافقيه من خلال إطلاق مشروع الأمير منصور بن مقرن الخيري المشتمل على العديد من المسارات الإنسانية والإغاثية والخيرية والتطوعية والوقفية بأكثر من 12 مليون ريال، والذي ستستفيد منه أكثر من 500 أسرة محتاجة بمساعدات نقدية شهرية بلغت 3.168 مليون ريال، وإضافة إلى تقديم 12 ألف سلة غذائية بـ3.600 مليون ريال، وكفالة ألف يتيم بـ2.400 مليون ريال، وتقديم 65 ألف وجبة إفطار صائم بـ650 ألف ريال، وتوزيع 1.400 مليون عبوة ماء سقيا للمساجد بـ432 ألف ريال، إضافة إلى مساعدة 100 شاب وشابة على الزواج بـ250 ألف ريال، وتأهيل 100 شاب وشابة من الأسر المنتجة للعمل بنصف مليون ريال، ودعم برنامج المرضى بمليون ريال، ليبقى منصور والراحلون معه، ذكرى جميلة في قلوب من يحبونهم وفي قلوب السعوديين جميعاً.
مشاركة :