كان مشهد ابتسامة نواف المقيرن رئيس اتحاد جدة المستقيل تعكس كل ما يشعر به الاتحاديون شهر مايو الماضي، فالعقوبة انقضت، والرئيس الشاب المتقد حماسة قادم لإحداث التغيير، والفريق خرج من موسمه ببطولة، لكن بعد 6 أشهر بالتحديد غابت ابتسامات الاتحاديين، وترجل الرئيس القادم من الرياض من منصبه عقب هزيمة جديدة أمام الغريم التقليدي. وخسر اتحاد جدة للمرة الثامنة في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين أمام أهلي جدة يوم الأحد بنتيجة 3-1 ليستمر في تذيل ترتيب الدوري برصيد نقطتين وعقب مضي 10 جولات من المسابقة المحلية، في أسوأ مرحلة يمر بها عميد الأندية السعودية. واستقال المقيرن من منصبه في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، وكلّف تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة نائبه لؤي ناظر برئاسة النادي ونائبه حمد الصنيع. عرف مشجعو الاتحاد المقيرن بشكل واضح عام 2015 عندما دخل داعماً لإدارة إبراهيم البلوي، وكانت مساهمته الأولى هي المساهمة في انتقال لاعب الوسط السابق معتز تمبكتي قادماً من الوحدة، قبل أن يقف مع القائد الأسطوري محمد نور في قضية المنشطات من خلال تكليف محامِ متخصص لإثبات براءة "الأواكس"، وتوارى بعد ذلك عن الأنظار حتى تم الإعلان عن تكليفه رئيساً للاتحاد شهر فبراير الماضي، على أن يستلم النادي رسمياً بعد نهاية مهمة حمد الصنيع. وصل المقيرن إلى النادي منتصف مايو الماضي وأمامه ملفات لا حصر لها، ديون، تجديد عقود، تقرير مصير لاعبين، والتعاقد مع مدرب جديد بعدما رحل التشيلي خوسيه لويس سييرا، وفي ذلك الصيف كانت أخبار اتحاد جدة تطغى في السعودية أحياناً على أخبار المونديال الروسي، والكل يترقب ما سيفعله الرئيس المولود عام 1987 لإنقاذ النمر الغارق في الديون. كان قرار المقيرن الأول بعد تشكيل إدارته هو التعاقد مع الأرجنتيني الخبير رامون دياز لقيادة الفريق، فأسطورة ريفير بليت رحل عن الهلال ويرى البعض أنه لم يكن يستحق الإقالة، واستبشر الاتحاديون بمدربهم الجديد خيراً، وبعد ذلك تخلص من 14 لاعباً مثلوا الفريق الموسم الماضي بإجماع كامل من أعضاء مجلس الإدارة، وتعاقد مع فريق كامل لتجديد دماء الفريق، واستفاد من دعم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتسديد ديون الأندية الخارجية ليدخل الاتحاديون صيفهم الأول منذ أعوام دون شبح قضية دييغو سوزا الشهيرة أو بيتوركا أو حتى سولي مونتاري. يقول مقربون من النادي العريق أن منشآت الأخير كانت قديمة للغاية وكانت تنقصها الكثير من الخدمات الأساسية مثل المياه على سبيل المثال بعدما اعتاد على تعبئة المياه عبر الشاحنات، بالإضافة إلى تحديث كامل منشآت النادي وإدراج برامج بيانات حديثة لاستخدامها في العمل المكتبي، وفوق ذلك تسديد الديون التي كانت بعض مكاتب تأجير السيارات والشقق المفروشة تطالب بها إدارة النادي، وحقوق اللاعبين القدامى. وبعد 3 أشهر من العمل جاء الاختبار الأول أمام الهلال في عاصمة الضباب، وسقط به "العميد" وخسر مجدداً في الدوري أمام الشباب والقادسية وظهر بمستوى باهت على أرضه أمام الوصل الإماراتي في كأس زايد للأندية الأبطال، ليطير رأس دياز الذي اعتبره المقيرن "رجلاً خذله" بعد صيف مليء بالأماني والعمل. توالت الهزائم على الاتحاد حتى في غياب دياز وحضور بندر باصريح وسلافين بيليتش، وبدأت تغيب الابتسامة فعلاً عن وجه الرئيس الشاب، والغليان الجماهيري أصبح أمراً يواجهه في كل مرة، حتى جاءت مباراة الأهلي التي شاهد فيها المقيرن فريقه للمرة الأخيرة من الملعب وخرج قبل نهاية المباراة ليتخذ قرار استقالته، ويعود إلى ما كان عليه، داعماً شرفياً، بعدما تلاشت الابتسامة ورحلت الأماني مع الرياح.
مشاركة :