«الهلال» تعيد الحياة إلى سقطرى بعد إعصاري «تشابالا» و«ميج»

  • 5/9/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» كانت دولة الإمارات العربية المتحدة سباقة إلى إغاثة ومساعدة أهالي ارخبيل سقطرى اليمني بعد أن ضرب الإعصاران «تشالابا» و«ميج» الجزيرة وتوابعها في 2015، وسيرت جسراً جوياً لنقل المساعدات العاجلة للمتضررين من الإعصارين اللذين خلفا أضراراً مادية واسعة في المنطقة. وكعهدها دائماً، كانت الإمارات الدولة الأولى التي سارعت إلى إغاثة ومساعدة سكان أرخبيل سقطرى اليمني الذي ضربه إعصارا «تشابالا» و«ميج» في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015. ووجهت القيادة الرشيدة في الدولة «هيئة الهلال الأحمر الإماراتي» بتقديم المساعدات العاجلة والعون للأشقاء اليمنيين المتضررين في الجزيرة، تأكيداً لوقوف الدولة بجانب الأشقاء في اليمن في ذلك الظرف الطارئ. وهذا الموقف هو تجسيد لاهتمام الدولة، قيادة وشعباً، بتحسين الأوضاع الإنسانية على الساحة اليمنية. وعلى الفور، قامت الهيئة بتوفير المواد الغذائية والأغطية والخيام لإيواء المتضررين من الإعصار «تشابالا». ونقل جسر جوي عشرات الأطنان من المساعدات، ومعينات الإيواء العاجل للمتضررين في عدة مناطق في الأرخبيل.وتولت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي توزيع المساعدات العاجلة على المتضررين، وأكد الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر، الدكتور محمد عتيق الفلاحي حينها في السادس من نوفمبر، أن الهيئة وضعت برنامجاً إنسانياً يلبي احتياجات المتضررين في عدد من المجالات الحيوية كالغذاء والدواء والأغطية والملابس والمستلزمات الضرورية الأخرى التي تساهم في تخفيف المعاناة الناجمة عن الإعصار «تشابالا» الذي خلف أضراراً بالغة في الممتلكات وسبل كسب العيش. وثمن محافظ سقطرى آنذاك، سعيد سالم بزحقيبة الموقف الأخوي لدولة الإمارات، ولذراعها ألإنسانية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ووقوفها إلى جانب أبناء الجزيرة في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها سقطرى جراء الإعصار الذي ضرب سواحل المحافظة، وتسبب بنزوح آلاف السكان من قراهم، وتضرر البنى التحتية ومنازل المواطنين، مؤكداً أن المواقف الإنسانية الإماراتية تجسد معاني التلاحم والروابط المشتركة بين البلدين، والشعبين الشقيقين.كما ثمن مسؤولون يمنيون في جزيرة سقطرى، مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة المشرفة ودورها الفعال والإيجابي وقت الأزمات والكوارث والصراعات في العالم، والتي تجسد معاني التضامن الإنساني.وكانت الإمارات سباقة أيضاً عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر لإغاثة سكان سقطرى مرة أخرى بعد الإعصار «ميج» الذي ضرب سقطرى في أقل من أسبوع على سابقه«تشابالا»، فأقامت جسراً جوياً، لمساندة المتأثرين من الإعصار المداري، ووصلت خلاله 29 طائرة إلى الأرخبيل، محملة بكميات كبيرة من المواد الإغاثية. ولم يتوقف فريق الهلال الأحمر الاماراتي عن توصيل المساعدات إلى المتضررين، ووصل الفريق إلى السكان في قراهم حتى النائية، مثل مروي نوجهر وقاضب شمال الجزيرة،وشاعب، والمناطق المجاورة لها غرب المحافظة.ولم تكن الهلال الأحمر الإماراتي هي الهيئة الإماراتية الوحيدة التي هبت إلى المساعدة وعون الأشقاء في اليمن، فقد أرسلت «مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية»، في يونيو/ حزيران 2016 طائرتي شحن إلى سقطرى على متنهما مساعدات غذائية، في إطار مشروع توزيع 10 آلاف سلة غذائية رمضانية، أعلنت عنها المؤسسة، ليتم توزيعها على الأسر الفقيرة والمحتاجة في الأرخبيل، بالتزامن مع حلول شهر رمضان.كما دشّن فرع مؤسسة الشيخ سلطان بن خليفة آل نهيان، في محافظة أرخبيل سقطرى، مشروع السلة الغذائية الرمضانية للأسر الفقيرة والمحتاجة. وفي حين استمرت عمليات توزيع السلال الغذائية على المتضررين في مختلف المناطق، بمحافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، كان فريق من الهيئة يعمل ميدانياً على تقييم احتياجات المناطق المتضررة من إعصاري «تشابالا» و«ميغ» المداريين، لتقديم الدعم اللازم للمحافظة. وزار مندوب هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، المهندس سعد حسن، أرجاء المنطقة التي تعتبر من المناطق النائية في محافظة سقطرى، بهدف الاطلاع على احتياجاتها، ورفعها إلى الهيئة. واطلع برفقة المحافظ على الأضرار التي خلفها الإعصاران في مختلف المرافق الخدمية والتنموية، والاحتياجات المطلوب توفيرها، لتحسين مستوى المعيشة فيها. وثمن محافظ سقطرى الدعم الإنساني، والاهتمام الذي توليه دولة الإمارات لسكان محافظة سقطرى، مؤكداً أن هذا الدعم ليس بغريب على أبناء إمارات الخير، التي كانت منظماتها الإنسانية من أولى المنظمات التي أغاثت سكان الجزيرة، بعد نكبة الإعصارين.وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وقعت في مطلع مارس/ آذار 2016، بحضور رئيس الوزراء ووزراء الصحة والإسكان والشباب، اتفاقية تعاون مع محافظة سقطرى اليمنية لتعزيز جهود التنمية والإعمار في الجزيرة، ومساندة المتأثرين من الإعصارين. وأكد رئيس وفد الهيئة محمد يوسف الفهيم اهتمام القيادة العليا للهيئة بتحسين الخدمات والأوضاع الإنسانية في سقطرى، انطلاقاً من المسؤولية الإنسانية تجاه الأشقاء في اليمن.وبموجب الاتفاقية مولت هيئة الهلال الأحمر ونفذت عدداً من البرامج الإنسانية، والمشاريع التنموية في المجالات السكنية، والصحية، والتعليمية، وخدمات الكهرباء والمياه، إلى جانب العمليات الإغاثية.وأوفت الإمارات بما وعدت وتعهدت، وتم تباعاً خلال العامين الاخيرين، تدشين مشاريع جديدة من قبل الهلال الأحمر الإماراتي، تشمل مشاريع بناء المنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد والحدائق العامة، ومراكز للصيادين، وسوق للسمك، وتقديم 100 قارب صيد للصيادين الذين تحطمت زوارقهم، أو فقدت في هوجة الإعصارين.وأكد رئيس مجلس الوزراء أن استجابة الهيئة للأوضاع الإنسانية في الأرخبيل فاقت كل التوقعات، وتعتبر فاعلة ومؤثرة بكل المقاييس، في إعادة الحياة إلى طبيعتها، وما كانت عليه قبل الإعصارين المدمرين. وأكد أن مبادرات الهيئة في هذا الصدد تناولت قضايا رئيسية تحتاجها الساحة الإنسانية في الأرخبيل، خاصة في المجالات الإغاثية، والصحية، والتعليمية، والخدمية الأخرى، وأشار إلى أن تحركات الهيئة الميدانية، ووجودها اليومي وسط المتأثرين من الكارثة، ومواكبتها لتطورات الأوضاع، جعلتها تحتل مكانة متقدمة بين المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن حالياً. وكانت الاتفاقية وقعت تحت ظلال شجرة «دم الأخوين» النادرة، التي لا توجد في أي مكان في العالم إلا في الأرخبيل اليمني. وأشار وزير يمني إلى أن «أشقاءنا الإماراتيين من الهلال الأحمر الإماراتي أصبحوا من أبناء سقطرى»، وقال انه في رسالة من أهالي سقطرى بأن الإمارات واليمن أخوة ومصيرهم واحد تم توقيع الاتفاقية، تحت شجرة «دم الأخوين» التي كانت نبتة مقدسة في الديانات القديمة لدى الحميريين، والفراعنة، والآشوريين.وكان محافظ سقطرى الراحل سالم السقطري قال: إن الجزيرة التي يقطنها نحو 100 ألف نسمة شهدت أوضاعاً سيئة بسبب الإعصار الذي أثر مباشرة في السكان ومرافق الجزيرة الحيوية، كالصحة والتعليم وخدمات المياه والكهرباء، إلى جانب تضرر جزء كبير من المنازل. وأكد المحافظ أنهم يعتبرون الهلال الأحمر الإماراتي الشريك الدائم، وأحد الأعمدة التي ستقوم عليها عمليات البناء والإعمار في سقطرى، لما له من خبرات ومبادرات سابقة في المجال الإنساني والإغاثي تجاه سكان الجزيرة.

مشاركة :