خليفة رسّخ التسامح والتعايش ركيزتين للتقدم والسلام

  • 5/9/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حكيم العرب، طيّب الله ثراه، أسس دولة ناجحة تنبذ الصراعات وتتجنب التعصب والتطرف، وتسعى إلى أن تكون وطناً يعيش فيه الجميع دون تفرقة أو تمييز. وقال معاليه إن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يرى في التسامح والتعايش السلمي بين جميع السكان وسيلة أكيدة لتحقيق السلام والتنمية والتقدم. وكذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يرى أن التعايش والتسامح والقدرة على تحقيق كل ما وهبه الله للإنسان من طاقات وإمكانات هي مكونات أساسية في سعي الإمارات لأن تكون دوماً وباستمرار دولة رائدة على مستوى العالم أجمع. وأشار معاليه إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يؤكد دائماً أننا في عصر يجعل من التعايش والتسامح وتحقيق المشاركة الكاملة للجميع ضرورة أساسية لتقدم المجتمع والعالم، وأن علينا في الإمارات أن نقدم للعالم كله القدوة والنموذج الأمثل للمجتمع الناجح بجميع سكانه وعناصره. وأشاد معالي الشيخ نهيان بن مبارك بمبادرة إنشاء منظمة دولية تحت مسمى «المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة» ومقرّه في أبوظبي، عاصمة التسامح والسلام، ليكون أداة فعالة في إدراك الفرص المواتية أمام المجتمعات المسلمة حول العالم، والتعرف على التحديات التي تواجهها، واستخدام طرائق التفكير الخلاق، والعمل المشترك، من أجل إيجاد نماذج واستراتيجيات ملائمة، للإفادة من الفرص المتاحة، والنجاح في مواجهة المخاطر والتحديات. جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية لـ«المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة.. الفرص والتحديات» الذي تستضيفه العاصمة أبوظبي بمشاركة دولية وإسلامية واسعة. وذلك بفندق سانت ريجيس في جزيرة السعديات في أبوظبي بحضور رجب ميداني رئيس ألبانيا السابق، والدكتور طارق الكردي رئيس مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون الأقليات في العالم، وكيشو نيفانو رئيسة الحركة البوذية-اليابان، وأندرياس كريفر الأمين العام لمؤتمر السلطات المحلية والإقليمية لمجلس أوروبا، وعدد من وزراء وقيادات المجتمعات المسلمة في العالم.علاقات إيجابية وتحدث معاليه عن العلاقات الإيجابية بين أفراد المجتمع بقوله: «إن الإمارات قد أظهرت وبكل وضوح أن العلاقات الإيجابية بين كل الجماعات في المجتمع مصدر قوة وتنمية واستقرار، وأنها كذلك سبيل لبناء العلاقات الدولية على أسس قوية لتحقيق الخير في العالم كله». وأضاف أن انعقاد هذا المؤتمر في العاصمة أبوظبي انعكاس صادق لمكانة هذه الدولة في مسيرة الأمة والعالم، بل تعبير واضح عن ارتباطنا القوي في الإمارات بمسيرة الأمة الإسلامية. وحرصنا الكامل على دعم قدرات هذه الأمة الخالدة على الإفادة من الفرص والتعامل مع التحديات، مؤكداً أن الإمارات دولة قوية بمؤسساتها وتعتز بنظامها وقادتها، وتتسم بالوفاق بين جميع سكانها، وتحرص دائماً على تحقيق التواصل والتعارف والمحبة بين الناس، والعمل الصادق على تحقيق عالم يسوده الحكمة والتعاون والعمل المشترك بين الجميع.عام زايد وتطرق معالي الشيخ نهيان بن مبارك إلى احتفال الإمارات بعام زايد 2018، وقال: «هذا القائد العظيم الذي حقق الكثير للوطن والعالم، ونحن نتذكر في هذا العام بالشكر والعرفان والامتنان مؤسس دولة الإمارات حكيم العرب والمسلمين، يؤكد بالقول والفعل أهمية الحوار والتعايش بين الجميع لتأسيس وبناء دولة ناجحة تنبذ الصراعات وتتجنب التعصب والتطرف». وأضاف معاليه: «إن تجربة الإمارات في إشاعة قيم التسامح والتعايش السلمي بين كل الأفراد والجماعات، والعمل المشترك في سبيل خدمة الوطن والعالم، أمرٌ يتطلب توافر عوامل متعددة، منها وجود قيادة وطنية واعية وحكيم وشعب مسالم، حريص على تحقيق كل ما يترتب عن التسامح والسلام من تقدم إنساني ومجتمعي واقتصادي مرموق. بالإضافة إلى مؤسسات التعليم والإعلام التي تقوم بدورها دون تعصّب أو تشدد أو انحياز إلى جانب تكاتف مؤسسات المجتمع العامة والخاصة الدينية والمدنية على حد سواء لمكافحة التعصب والتطرف والحث على احترام الآخر والتمسك بالقيم الإنسانية التي نشترك فيها جميعاً، كسكان في هذا العالم الواحد». لافتاً إلى أن شعب الإمارات ينطلق في ذلك كله من تعاليم الإسلام الحنيف ومن تراثه الوطني والقومي الخالد، ومن العزم والتصميم على أن تكون الإنجازات الهائلة التي تحققها الدولة في كافة المجالات قوة دفعٍ إيجابية لتحقيق السلام والرخاء في المجتمع.نموذج الإمارات ودعا الشيخ نهيان المشاركين في المؤتمر إلى أن يكون نموذج الإمارات في بناء المجتمع البشري الناجح عند البحث في سبل تمكين المجتمعات المسلمة في العالم، وعند دراسة دور الدول ذات الأغلبية المسلمة في تشكيل نظرة العالم إلى الإسلام والمسلمين. وأشار معاليه إلى أن المسلمين الذين يعيشون الآن في كل دول العالم يمثلون الغالبية في حوالي 50 دولة منها، بينما هم أقلية عددية في الدول الأخرى، مؤكداً أن المجتمعات البشرية الآن أصبحت جميعها تتسم بالتنوع والتعددية، وأصبح التعامل مع ظاهرة التنوع في خصائص السكان واحداً من أهم التحديات التي تواجه البشرية. وأعرب الشيخ نهيان في ختام كلمته عن أمله بأن يكون المؤتمر مجالاً نافعاً للحوار وتبادل الآراء والخبرات، وأن يتم عرض مقترحات وتوصيات نافعة تسهم في تحقيق الخير والتقدم والسلام في هذا العالم الذي تتداخل فيه المصالح والغايات، والذي أصبح في الواقع قرية عالمية صغيرة. قبول الآخر من جانبه، أشار رجب ميداني، رئيس ألبانيا السابق، إلى المشكلة الكبرى التي تواجه المجتمعات المسلمة بين الأغلبيات في العالم، مؤكداً أن الطريقة الناجعة لاستيعاب المجتمعات المسلمة هي التكامل وقبول كل طرف ثقافة الطرف الآخر. وأوضح أنه لا بد للمجتمعات المسلمة أيضاً من استيعاب ثقافة المجتمعات الأخرى والأغلبية ليتمكنوا من التأقلم. وأضاف أن هناك التزامات يجب علينا أن نتبعها من بينها احترام الأقليات وإيجاد قوانين تحمي الأقليات بغضّ النظر عن ديانتهم وتبني رؤية مجتمعية متماسكة ودعم ثقافة الحوار والتواصل. وأكد الدكتور طارق الكردي، رئيس مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون الأقليات في العالم، أن هناك وسائل إعلامية تقوم بتصوير المجتمعات المسلمة على أنها مهمشة اقتصادياً وتهدد المجتمع بالعنف والتطرف. وأضاف أنه آن الأوان لإشراك المجتمعات المسلمة كصُناع قرار في البلدان التي يعيشون بها. مشيراً إلى أن الثقافة والفنون تعد أساليب ناجعة لدمج المجتمعات المسلمة في بلدانهم، معرباً عن شكره لدولة الإمارات لاستضافتها هذه الفعالية المهمة. بدوره، أكد الدكتور شوقي عبدالكريم علام، مفتي الديار المصرية، لـ «البيان» أهمية المؤتمر الذي جاء في وقته وسيكون نقطة انطلاق حقيقية لمعالجة المشكلات الآنية التي تعترض مسيرة السلم والعيش المشترك والاندماج الذي يريده الإسلام. وأعرب عن أمله بأن يكون المؤتمر فاتحة خير لمعالجة قضايا المسلمين في الخارج، خاصة إذا كانوا أقليات في الدول التي يعيشون فيها.مبادرة و قال الدكتور محسن بن موسى رئيس رابطة العلماء المسلمين بأميركا اللاتينية: «إن الأمة الإسلامية على شفا حفير من الخطورة بمكان، مؤكداً أهمية الدعوة إلى المؤتمر لاستدراك ما فات وتجنب مخاطر ما هو آت، وأن نكون عوناً لدولة الإمارات في مبادرتها الرائدة لتصحيح الأخطاء وسد الفجوة». بدوره، قال السيد علي الهاشمي مستشار الشؤون الدينية والقضائية بوزارة شؤون الرئاسة لـ«البيان»: «لا شك أن المؤتمر يستضيف عدداً كبيراً من علماء الإسلام ويهتم بالأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة. مشيرا إلى أن توصيات المؤتمر سوف يكون لها مردود فعال على المسلمين الذين يعيشون في الدول الغربية، معرباً عن أمله في الخروج بمعطيات إيجابية لهذا التجمع الطيب المبارك في دولة الإمارات، والتي نهجها وقيادتها الرشيدة تدعو إلى السلم والأمن والأمان والتكاتف والتعاون على البر والتقوى والتآزر في كل ما هو خير». فرص قال الدكتور عبد الناصر أبو البصل وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالأردن: إن الجاليات الإسلامية لها واقعها الذي تعايشه ويحتاج إلى منهجية خاصة، وكثيرون نظروا الى أهمية أن يكونوا فاعلين في مجتمعاتهم وأن يقتنصوا الفرص لحل مشاكلهم. ولفت الى وجود فجوة بين المجتمعات الإسلامية والبلدان التي يعيشون فيها، ووجود مواقف ضد الأقليات المسلمة في كثير من الأحيان وكثير منها أصبح أكثر تطرفا وتحريضا على المسلمين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار خطاب الكراهية وأسوأها ما يحدث ضد مسلمي بورما، موضحا أنه في بعض الأحيان فإن الحكومات هي التي تخلق «الإسلاموفوبيا»، ولفت إلى أن وضع الأقليات إجمالاً يعاني من صعوبة ما ويحتاج إلى تدخل من جانب أممي.دراسة خلصت دراسة قدمها فضيلة الشيخ أبو بكر الهندي بشأن «وضع الأقليات المسلمة في السياق العالمي.. الفرص والتحديات» إلى أنه يمكن أن تساعد على تحقيق المصالح للأقليات المسلمة على مستوى العالم، تتلخص في إبداع برامج عديدة تهتم بنشر منهج الوسطية والاعتدال على مستوى عالمي وإقدام أهل الخير والصالح على توحيد صفوف المسلمين حسب المستطاع، وإعداد حلقات توعوية، مما تساعد على تراجع المنحرفين عن منهج المسلم الصحيح من أفكارهم الخاطئة. ويبحث المؤتمر وضع إطار يساعد الأقليات المسلمة في القيام بدورها الفاعل في خدمة أوطانها وإبراز الصورة المشرقة للإسلام ويعد فرصة لإيجاد حاضنة وبوتقة لدراسة التحديات التي مرت بها الأقليات المسلمة من إنجازات وتحديات عبر السنين، وذلك لإحداث نقلة تخدم الأجيال القادمة من تلك الأقليات وتسليط الأضواء على النماذج الناجحة.تحديات أكد فيرناندو دوفاريين، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعنيّ بقضايا الأقليات، ضرورة مواجهة التحديات التي تواجه الأقليات وإيجاد حلول نهائية لها، وأن مستقبل الأقليات يحتاج إلى طرق عملية وأن تجد الرعاية من الجهات ذات الصلة، داعياً الحكومات إلى التجاوب مع حقوق الأقليات المسلمة وحماية حقوق الإنسان. الإمارات مثال في نبذ العنف وتقبل الآخر أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح أن دولة الامارات تحتفل هذا العام بمئوية القائد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل من الإمارات وطناً للجميع يعيشون على أرض الدولة في وئام وسلام دون تعصب لمذهب أو دين أو عرق، حيث أصبحت دولة الإمارات مثالاً يحتذى به في العالم وعنواناً للتسامح ونبذ العنف والكراهية وتقبل الآخر واحترامه. جاء ذلك خلال استقبال معاليه أمس المشاركين في المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة الذي تستضيفه العاصمة أبوظبي حالياً. تفعيل الحوار وتطرق معالي الشيخ نهيان بن مبارك بحضور الدكتور علي راشد النعيمي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر إلى مختلف المواضيع التي يناقشها المؤتمر كتفعيل دور الحوار الديني لمواجهة العنف والكراهية وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار العالمي. وأثنى معاليه على مبادرة إنشاء المجلس العالمي للأقليات المسلمة في أبوظبي عاصمة السلام والمحبة ورمز التسامح العالمي معرباً عن أمله في أن يكون المجلس محققا لآمال وتطلعات المجتمعات المسلمة ويعزز من هوية المجتمعات.

مشاركة :