خالد بن خليفة يتحدث عن الريادة التاريخية للبحرين في تعزيز قيم التسامح والتعايش عالميا

  • 11/29/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي إن مقولة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة «الجهل عدو السلام» تؤكد أن المعرفة بحقيقة الوجود تجعل البشرية تدرك أن التنوع والاختلاف ضرورة من ضرورات الحياة، والتي تستدعي التسامح والتعايش كأساس للبقاء. جاء ذلك في محاضرته التي قدمها في النادي الملكي «سيركل رويال غاولوا» الشهير بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بحضور نخبة من السياسيين والدبلوماسيين والبرلمانيين والمثقفين الأوروبيين، حول «ريادة مملكة البحرين التاريخية في ترويج قيم التسامح والتعايش السلمي عالميا»، إذ قدم تحليلا لدلالات مقولة جلالته التي أكد فيها أن الجهل المعرفي هو منبع التطرف والإرهاب والتمييز العنصري في كل مكان. وأشار الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة إلى أن واقع التسامح والتعايش في منطقة الشرق الأوسط يتطلب جهودا مكثفة من قبل الدول والحكومات لاعتماد سياسات وطنية قائمة على التسامح الديني كمبدأ لتحقيق الاستقرار والتعايش بمعناه الحقيقي كالمعهود في البحرين. وأضاف أن بعض الأنظمة والجماعات الإرهابية تتعمد استغلال النصوص الدينية لتحقيق آمالها السلطوية، واستغلال جهل الشعوب بتفاصيل فلسفة الوجود الإنساني، داعيا إلى التركيز على المنظور الديني والمذهبي والطائفي في تعزيز التسامح والتعايش على اعتباره العامل الرئيس لازمات المنطقة. واستعرض رئيس مجلس الأمناء تاريخ التسامح الديني في البحرين في العصر القديم والحديث والمعاصر، حيث أكد ان التسامح متأصل منذ حضارة دلمون التي تمتد لأكثر من 5000 عام، مشيرًا إلى تبني الحكام من آل خليفة تطوير هذه القيم وجعلها كسياسة وطنية لدى نشوء الدولة في الزبارة عام 1762م. وأضاف الدكتور الشيخ خالد أن سياسة التسامح أسهمت في استقطاب العلماء وجذب رؤوس الأموال من جميع إرجاء المنطقة، مما حول الزبارة لتكون منارة علمية وميناء اقتصاديا مزدهرا، مشيرًا إلى انه بفضل هذه السياسة توسعت الدولة لتشمل جزر البحرين التي كانت تعاني من هيمنة واضطهاد الفرس بدعوة من أهاليها المسالمين. وذكر أن مفهوم التعايش في البحرين مطبق فعليا ومتجسد في مظاهر التفاعل اليومي الاجتماعية والتجارية، حيث أوضح أن الأقليات في دول العالم تعيش في عزلة جغرافية واجتماعية بعيدا عن المجتمعات المحلية، في حين أن المنامة تحتضن بين أزقتها الكنائس والمعابد اليهودية والهندوسية والبوذية والسيخية جنبا إلى جنب مع الجوامع والمساجد والمآتم، منوها إلى أن هذه المظاهر يوازيها التنوع العرقي والثقافي وحرية الممارسات الدينية لأكثر من 200 عام، ما يجعل المجتمع البحريني نموذجا مميزا لاستلهام التسامح والتعايش السلمي في العالم. وقدم رئيس المركز خلال عرضه مجموعة من الوثائق التاريخية التي تضمنت تراخيص ببناء دور العبادة للمسيحيين، مع ضمانات حرية الممارسات العقائدية، منوها إلى ان البحرين في 2019 ستحتفل بمرور 200 عام على إنشاء المعبد الهندوسي في المنامة. وتناولت المحاضرة استعراضا لأهم محطات مسيرة التسامح والتعايش السلمي ومبادرات جلالة الملك المفدى العالمية، إذ قدم الشيخ خالد شرحا مفصلا لفلسفة ورؤى جلالته التي صيغت في مضامين إعلان مملكة البحرين، وتتويج هذه الجهود المباركة بإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وتدشين كرسي الملك حمد لحوار الأديان والتعايش السلمي في روما، والتأكيد على ان المجتمع البحريني كان ولا يزال نموذجا فريدا من نوعه على مستوى العالم. وقد افتتح الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة معرضا للصور والوثائق التاريخية التي تحكي مسيرة التسامح الديني والتعايش السلمي في مملكة البحرين، والتي تدلل على أصالة القيم والمظاهر ذات العمق التاريخي، مشيرًا إلى ان ما وصلت إليه البحرين في خدمتها للإنسانية وتعزيز التسامح والتعايش السلمي العالمي هو بفضل اهتمام جلالة الملك المفدى ورغبته في الحفاظ على هذه القيم التي توارثها شعب البحرين كابرا عن كابر. وفي كلمتها الترحيبية، أشادت الدكتورة بهية الجشي سفيرة مملكة البحرين لدى مملكة بلجيكا والاتحاد الأوروبي بدور جلالة الملك المفدى في إطلاق مبادرات التسامح والتعايش السلمي عالميا. وأوضحت أن هذه المبادرات الرائدة تسهم في فتح قنوات الاتصال بين مملكة البحرين والعالم على المستوى الثقافي والأكاديمي، وستعمل على بناء جسور التواصل بين شباب العالم، وتمكينهم من تبادل الأفكار وتطوير الحلول العملية للتحديات التي يواجهها العالم، مشيرة إلى ما حققه إطلاق إعلان مملكة البحرين وإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وتدشين كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي من أصداء إيجابية على المستوى الدولي. وأعربت السفيرة عن بالغ شكرها لما يبذله مركز الملك حمد العالمي وعلى رأسه الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، في تنظيم وترتيب إقامة هذه المحاضرة بما يخدم إيصال رسالة البحرين وتحقيق تطلعات جلالة الملك وحسن تنفيذ مبادرات المركز على مستوى العالم. وقد أبدى المشاركون في المحاضرة تفاعلاً إيجابيًا مع موضوع اللقاء، حيث قام رئيس مجلس الأمناء بالرد على جميع استفساراتهم وإيضاح العديد من الجوانب التي تضمنتها المحاضرة بكثير من التفصيل، كما قدم العديد من المشاركين رؤاهم ومناقشة الأفكار الممكنة في سبيل مد جسور التعاون التي تساهم في تطوير مبادرات المركز، معربين عن سعادتهم بما تشهده مملكة البحرين في ظل قيادة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من تطور وازدهار ورقي على كافة المستويات. يُذكر أن النادي الملكي «سيركل رويال جاولوا»، الذي تأسس في القرن التاسع عشر، أحد الأندية الأكثر شهرة في بروكسل. ويضم أعضاؤه وزراء ومسؤولين حكوميين، وسفراء، وبرلمانيين، وقضاة، وأساتذة جامعات وأكاديميين، وقادة تجارة أعمال، وفنانين وكتابا من مختلف دول العالم، حيث يجتمعون بانتظام في بروكسل، مقر الاتحاد الأوروبي، لمناقشة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الراهنة وذات الأهمية.

مشاركة :