أنقرة - (أ ف ب): انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوجان أمس الثلاثاء مطلب شخصيات فرنسية بحذف آيات من القران لاعتبارها معادية لليهود والمسيحيين والكفار في مواجهة تزايد المعاداة للسامية. وكانت رسالة مفتوحة قد نشرت بتاريخ 22 ابريل في صحيفة «لو باريزيان» وقعها نحو 300 شخصية، ذكرت أن عددا من الآيات تدعو إلى «قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والكفار»، ودعوا إلى حذفها باعتبار أنها أصبحت «غير مناسبة للوقت الحالي». وبين الموقعين على الرسالة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق مانويل فالس إضافة إلى عديد من المفكرين والشخصيات العامة. وطالب الموقعون بأن «تعلن السلطات الدينية أن آيات القرآن التي تدعو إلى قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والكفار باطلة، كما حدث في عدم التجانس في الكتاب المقدس ومعاداة السامية الكاثوليكية التي ألغاها (مجلس) الفاتيكان الثاني، حتى لا يتمكن أي شخص من الاعتماد على نص مقدس لارتكاب جريمة». وقال أردوجان: «من أنتم لكي تهاجموا نصوصنا المقدسة؟ نحن نعرف كم أنتم حقيرون». وتساءل: «هل سبق لكم أن قرأتم كتبهم الإنجيل والتوراة؟.. إذا قرأتموها فربما ترغبون في حظر الإنجيل». وذكر الموقعون على الرسالة أن «التطرف الإسلامي» هو المسؤول عما وصفوه بـ«عملية» التطهير العرقي الصامتة في منطقة باريس بعد أن أُجبرت عائلات يهودية على الانتقال من المدينة بسبب الإساءات التي تتعرض لها. وتستهدف ثلث جرائم الكراهية المسجلة في فرنسا اليهود رغم أنهم لا يشكلون سوى 0.7% من السكان. إلا أن أردوجان أشار كذلك إلى الإسلاموفوبيا المنتشرة في الغرب قائلا إن أنقرة حذرت شركاءها من «الإسلاموفوبيا والمشاعر المعادية للأتراك والأجانب». وفي كلمة أخرى في وقت لاحق قال أردوجان إن الموقعين على الرسالة لا يختلفون عن تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد. وأضاف: «يجب أن يكون توجهنا بمثابة درس للسياسيين الأوروبيين الكارهين للإسلام الذين يحمون من يهاجمون الإسلام باسم الدفاع عن القيم الغربية، ومن ربتوا على كتف من أحرقوا المساجد». وأضاف أن كلامه موجه «بشكل خاص إلى ساركوزي». وتشهد العلاقات بين تركيا والغرب توترا في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة للإطاحة بأردوجان في يوليو 2016، إلا أن العلاقات بين تركيا وفرنسا توترت بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة؛ فقد ازداد التوتر بعد أن عرض الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التوسط بين أنقرة والمسلحين الأكراد المحظورين. ورفضت أنقرة العرض بشدة في مارس. ورغم أن الرسالة نشرت الشهر الماضي فإن أول رد فعل للحكومة صدر قبل أيام من استعداد البلاد للانتخابات البرلمانية والرئاسية في يونيو المقبل. وقال الوزير التركي للشؤون الأوروبية عمر جيليك يوم الأحد إن الرسالة «هي أوضح مثال على العنف الفكري والهمجية». ويوم الإثنين قال نائب رئيس الوزراء بكر بوزداغ إن الموقعين على الرسالة هم «حمقى القرن الحادي والعشرين».
مشاركة :