بيروت - الوكالات: استبعد المراقبون سريعا الفكرة التي مفادها أن المكاسب الجديدة التي حققها حزب الله في الانتخابات البرلمانية، التي أجريت يوم الأحد يمكن أن تقوض علاقات لبنان مع القوى الغربية ودول الخليج. وأوضح رياض طبارة سفير لبنان السابق لدى الولايات المتحدة أن «عدد المقاعد التي حصل عليها حزب الله في الانتخابات لا يسمح له بتعريض علاقات لبنان مع الغرب ودول الخليج للخطر، ويعد حزب الله منذ عام 2009 جزءا من المشهد السياسي اللبناني، وهذا التطور الأخير ليس جديدا على الساحة السياسية». وقال طبارة «إذا حسبنا مكاسب حزب الله وحده في الانتخابات الأخيرة، لوجدنا أنها زادت مقعدا واحدا من 12 إلى 13 مقعدا، والذي أسهم في فوزه الانتخابي حلفاؤه من المجموعات الشيعية الأخرى وأيضا الحلفاء من المسيحيين والسنة، وكما نعلم جميعا أن التحالفات الانتخابية تتغير من حين لآخر». وأشارت النتائج الرسمية للانتخابات إلى أن حزب الله وحلفاءه فازوا بأكثر من نصف عدد مقاعد البرلمان البالغ عددها 128 مقعدا، مع خسارة رئيس الوزراء سعد الحريري ثلث عدد المقاعد التي كانت تتمتع بها كتلة حركة المستقبل التي يتزعمها عام 2009، وأعلن الحريري أن كتلته حصلت على 21 مقعدا في الانتخابات، وبذلك انخفضت حصتها من المقاعد البرلمانية التي بلغت 33 مقعدا في انتخابات عام 2009. وأضاف طبارة أن الحليف الرئيسي لحزب الله وهو حركة التيار الوطني الحر المسيحي التي يساندها الرئيس اللبناني ميشيل عون، ستقوم بمنع حزب الله من تهديد علاقات لبنان مع الدول الأخرى. وتابع طبارة «أعتقد أن الرئيس عون يريد إحداث توازن في صنع القرارات، وسيعمل بكل جد للحفاظ على علاقات لبنان مع الغرب والدول العربية، على الرغم من تحالفه مع حزب الله». وينص القانون على أن تشغل مقاعد البرلمان اللبناني مناصفة بين المسلمين والمسيحيين. وينظر إلى انتخابات يوم الأحد على أنها اختبار لقانون انتخابي جديد، قلص عدد الدوائر الانتخابية وذلك من بين مواد أخرى. ووضعت الولايات المتحدة ودول الخليج حزب الله في قوائم المنظمات الإرهابية. وتم إدانة العديد من أعضاء الحركة بالتورط في عملية اغتيال رفيق الحريري والد رئيس الوزراء اللبناني الحالي سعد الحريري عام 2005، وكان رفيق وقتها رئيسا لوزراء لبنان. وأكد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، وهو من المسلمين السنة، أن الانتخابات البرلمانية التي أجريت في لبنان ليست «صراعا بين السنة والشيعة، ولكنها صراع بين مجموعة تؤمن بالدولة والأمة ومجموعة أخرى لها انتماءات إقليمية وإيرانية». بينما أكد المحلل السياسي سعد كيوان أن «حركة التيار الوطني الحر» التي تعد الحليف الأكبر لحزب الله، ستحاول عدم إغضاب الغرب وجيران لبنان في منطقة الخليج في هذه المرحلة. ويتزعم حركة التيار الوطني الحر وزير الخارجية اللبناني الحالي جبران باسيل وهو زوج ابنة الرئيس عون. وقال كيوان إن «لبنان يقف الآن في مفترق الطرق»، وأضاف أن المستقبل مرهون بالطريقة التي تستجيب بها مختلف الأحزاب السياسية للضغوط التي قد يمارسها ائتلاف حزب الله فيما يتعلق بالقرارات المهمة في البلاد. ويتفق الدبلوماسي السابق طبارة مع الرأي القائل بأن لبنان وصل إلى نقطة حرجة. وقال طبارة «ستواجه المرحلة القادمة من الحياة السياسية في لبنان تحديات، وسيكون هناك الكثير من المساجلات السياسية مثلما حدث في العام الماضي».
مشاركة :