انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي قد يزيد صعوبة مساعيها ضد إيران

  • 5/9/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يرى خبراء أن الولايات المتحدة تجازف بمزيد من العزلة والضبابية في مسعاها ضد إيران بعدما اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني رغم تحذيرات الحلفاء الأوروبيين والمستشارين بل وبعض زملائه في الحزب الجمهوري. وقال ترامب أمس الثلاثاء إنه قرر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العالمي مع إيران مبررا قراره بأن الاتفاق يوفر لإيران تخفيفا سخيا للعقوبات دون أن يفرض ما يكفي من القيود الصارمة على برنامجها النووي أو أنشطتها “الشريرة” الأخرى. لكن محللين قالوا إن القرار قد يزيد الأمر صعوبة على الولايات المتحدة لحشد دعم الحلفاء الأوروبيين وغيرهم لأي تحرك في المستقبل ضد طهران يتجاوز نطاق الملف النووي ليشمل مخاطر من يحاربون بالوكالة عن طهران في اليمن وسوريا والعراق وحتى أفغانستان. وقد تتسبب الخطوة الأمريكية أيضا في بيئة أكثر ضبابية في الشرق الأوسط حيث قد تقرر إيران استهداف المصالح الأمريكية بعلانية أكبر أو تواصل تقليصها وتوسع نطاق نفوذها الإقليمي. وكتب مارتن ديمبسي، وهو جنرال متقاعد في الجيش الأمريكي ورئيس سابق للأركان المشتركة، على تويتر يقول “نحن الآن وحدنا على طريق أخطر ومع خيارات أقل”. وتأكيدا على التوتر في المنطقة رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب إلى القصوى أمس الثلاثاء تحسبا لأي تصعيد في سوريا المجاورة حليفة إيران. وقال نيكولاس بيرنز الذي كان ثالث أكبر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن إن قرار ترامب “سيضعف الولايات المتحدة” مضيفا أنه سيزيد المحافظين في إيران قوة وسيفاقم عزلة الولايات المتحدة عن روسيا والصين فيما يتعلق بالسياسة مع إيران وسيزعج الحلفاء الأوروبيين. وأضاف “سيكون لهذا تأثير سلبي بشدة على استعداد الأوروبيين للعمل معنا بالطريقة التي يتبعونها منذ وقت طويل جدا”. وأشار مسؤول أمريكي إلى أن تدهور العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران سيخلف آثارا سلبية على الأرجح عبر الحدود في العراق المجاور الذي سيدلي ناخبوه بأصواتهم يوم السبت لاختيار برلمان جديد. وأضاف المسؤول طالبا عدم نشر اسمه “مع تصاعد التوتر في العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران دائما ما يكون الأمر سيئا بالنسبة للعلاقة بين الولايات المتحدة والعراق”. واتهم وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس إيران “بالتدخل” في الانتخابات البرلمانية العراقية التي ينافس فيها رئيس الوزراء حيدر العبادي للفوز بفترة أخرى بعد حرب ناجحة دعمتها الولايات المتحدة ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية. * “اتفاق منقوص” وخفف ماتيس الذي جاهر يوما ما بالحديث عن ضرورة الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران من حدة تصريحاته وقال للكونجرس “إنه اتفاق منقوص للتحكم في الأسلحة” وبحاجة للإصلاح. وقال مسؤول أمريكي مطلع على النقاشات لرويترز إن ماتيس أكد في مناقشات خاصة على الحاجة للعمل مع الحلفاء في ضوء الخطر الذي يرى أن إيران تشكله في المنطقة. وفي تصريحات للكونجرس بتاريخ 26 أبريل نيسان قال ماتيس “نحتاج للتركيز على استقرار الشرق الأوسط والخطر الذي تشكله إيران”. وذكر أن هذا الخطر يتجاوز البرنامج النووي ويشمل “دعمهم للإرهاب” إلى جانب الخطر الإلكتروني الذي يشكلونه. وشكك دبلوماسي غربي في أن يرد الإيرانيون على الولايات المتحدة في سوريا وذلك بسبب مخاوف من رد إسرائيلي أو أن يرد الإيرانيون في العراق الذي توسع النفوذ الإيراني فيه كثيرا منذ الغزو الأمريكي الذي أطاح بنظام صدام حسين عام 2003. وقال الدبلوماسي “ليس من مصلحتهم زعزعة استقرار العراق. الأمور لا تسير على نحو سيء بشدة بالنسبة لهم في العراق. وفي سوريا هناك عصا كبيرة للغاية وهي العصا الإسرائيلية وهم يشعرون بأن العصا جاهزة للضرب”. وأضاف “لن يجازفوا بحرب مع إسرائيل… لمعاقبة الأمريكيين”. وتبادلت إسرائيل الضربات مع قوات إيرانية في سوريا منذ فبراير شباط مما أثار مخاوف من تصعيد كبير وشيك. وقال الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء إنه أصدر تعليمات للسلطات المدنية في مرتفعات الجولان بفتح وتجهيز المخابئ ونشر دفاعات جديدة وتعبئة بعض قوات الاحتياط وذلك بعد رصد “نشاط غير عادي للقوات الإيرانية في سوريا”. * حرب اليمن تتهم الولايات المتحدة إيران بتصعيد الحرب الأهلية في اليمن والتهديد بتحويلها إلى صراع إقليمي أوسع عن طريق إمداد المقاتلين الحوثيين بأسلحة متطورة من بينها صواريخ. ويطلق الحوثيون صواريخ على أهداف في السعودية. وأقر مسؤول أمريكي في مجال المخابرات بمخاوف من أن إيران قد تواصل، مع بعض الإنكار، مساعدة الحوثيين في اليمن في استهدافهم لخصمها اللدود السعودية. ويرى خبراء أن سقوط عدد كبير من القتلى السعوديين في هجوم صاروخي ناجح من ناحية اليمن قد يشعل فتيل رد كبير مما يثير مخاطر حرب إقليمية أوسع نطاقا. وعلى الصعيد النووي فإن انهيار الاتفاق قد يعجل أيضا بخطر سعي إيران دون مواربة لإعادة تشكيل برنامج نووي استنفد يوما ما طاقة مسؤولي المخابرات الأمريكية والمخططين العسكريين. وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة ذرية وتقول إن أغراض برنامجها النووية سلمية بحتة.

مشاركة :