الاتفاق النووي الجديد مع إيران قد يزيد في إضعاف أمريكا

  • 4/12/2022
  • 09:16
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم‭: ‬برت‭ ‬ستيفنس‭ ‬   ماذا‭ ‬يعتقد‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬أنه‭ ‬سيخرج‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الجديد‭ ‬مع‭ ‬إيران؟ قبل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الآن،‭ ‬بدت‭ ‬الإجابة‭ ‬واضحة‭ ‬بشكل‭ ‬معقول‭ ‬للإدارة‭ ‬الأمريكية‭: ‬لقد‭ ‬ردت‭ ‬طهران‭ ‬الفعل‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬بالانسحاب‭ ‬من‭ ‬صفقة‭ ‬2015‭ ‬الأصلية‭ - ‬المعروفة‭ ‬باسم‭ ‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة‭ - ‬بتخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬النقاء،‭ ‬أو‭ ‬جعله‭ ‬قريبًا‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬من‭ ‬القنبلة‭ ‬النووية،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬واحدة‭ ‬بسرعة‭.‬ باستثناء‭ ‬صفقة‭ ‬جديدة‭ ‬تضع‭ ‬قيودًا‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم،‭ ‬فإن‭ ‬الدلائل‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬متجهة‭ ‬إلى‭ ‬عبور‭ ‬خط‭ ‬النهاية‭ ‬النووي‭ ‬عاجلاً‭ ‬وليس‭ ‬آجلاً‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تأتي‭ ‬الضرورة‭ ‬الملحة‭ ‬لإبرام‭ ‬هذه‭ ‬الصفقة‭.‬ لكننا‭ ‬نعيش‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬مختلف‭. ‬إنه‭ ‬عالم‭ ‬تعيش‭ ‬فيه‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭  ‬–وهما‭ ‬طرفان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة‭ ‬المبرمة‭ ‬سنة‭ ‬2015‭ ‬كما‭ ‬أنهما‭ ‬طرفان‭ ‬فاعلان‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‭ ‬الحالية–‭ ‬وهما‭ ‬لاتحملان‭ ‬لنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الود‭ ‬والأماني‭ ‬الطيبة‭ ‬–‭ ‬نحن‭ ‬نعيش‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬لا‭ ‬ترد‭ ‬فيه‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬مكالمات‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬أكبر‭ ‬أزمة‭ ‬جيوسياسية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭.‬ قد‭ ‬تكون‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬التداعيات‭ ‬الأوسع‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تترتب‭ ‬على‭ ‬إبرام‭ ‬صفقة‭ ‬جديدة‭ ‬بعناية‭ ‬أكبر‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬توقع‭ ‬عليها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬ هذا‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬يقال‭ ‬إن‭ ‬معظم‭ ‬الاتفاق‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬الانتهاء‭ ‬منه،‭ ‬مسألة‭ ‬باستثناء‭ ‬المساومة‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬الأخيرة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ستزيل‭ ‬فيلق‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإسلامي‭ -‬الذي‭ ‬قالت‭ ‬واشنطن‭ ‬إنه‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬قتل‭ ‬مئات‭ ‬الأمريكيين‭- ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬المنظمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الأجنبية‭ ‬الخاضعة‭ ‬للعقوبات‭.‬ عندما‭ ‬سُئل‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬الروسي‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬سيؤثر‭ ‬على‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية،‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أنطوني‭ ‬بلينكين‭ ‬لمارجريت‭ ‬برينان‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬سي‭ ‬بي‭ ‬إس‭: ‬‮«‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬مختلفة‭ ‬تمامًا‭ ‬وهي‭ ‬عادلة،‭ ‬وليست‭ ‬مرتبطة‭ ‬ببعضها‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‮»‬‭.‬ خلافا‭ ‬لما‭ ‬قاله‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فإن‭ ‬هاتين‭ ‬المسألتين‭ ‬مرتبطتان‭ ‬ببعضهما‭ ‬البعض‭ ‬بطرق‭ ‬تكتيكية‭ ‬واستراتيجية‭ ‬كبيرة‭ ‬وصغيرة‭. ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لا‭ ‬تتفاوض‭ ‬حتى‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬نظام‭ ‬طهران‭ - ‬لن‭ ‬يسمح‭ ‬الإيرانيون‭ ‬للأمريكيين‭ ‬بالدخول‭ ‬إلى‭ ‬الغرفة،‭ ‬وقد‭ ‬وافقت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يصدق‭ - ‬لكنها‭ ‬تعتمد‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬وسطاء‭.‬ لكن‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬هؤلاء‭ ‬الوسطاء؟‭ ‬قال‭ ‬ميخائيل‭ ‬أوليانوف،‭ ‬كبير‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الروس‭ ‬في‭ ‬المفاوضات،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬أجري‭ ‬معه‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬صادق‭ ‬تمامًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬عندما‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬إيران‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتوقعه،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭.. ‬كان‭ ‬أصدقاؤنا‭ ‬الصينيون‭ ‬أيضًا‭ ‬مفاوضين‭ ‬مشاركين‭ ‬فعالين‭ ‬ومفيدين‭ ‬للغاية‮»‬‭.‬ قد‭ ‬يكون‭ ‬أوليانوف‭ ‬يبالغ‭ ‬كثيرا‭ ‬فيما‭ ‬قاله‭ ‬من‭ ‬كلام‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحوار،‭ ‬لكن‭ ‬سواء‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬فإن‭ ‬روسيا‭ ‬ستكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬محطات‭ ‬طاقة‭ ‬نووية‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬العقوبات‭ ‬المفروضة‭ ‬عليها‭ ‬جراء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭.‬ أما‭ ‬سلطات‭ ‬بكين‭- ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬على‭ ‬شراكة‭ ‬استراتيجية‭ ‬مدتها‭ ‬25‭ ‬عامًا‭ ‬مع‭ ‬طهران‭ ‬بقيمة‭ ‬400‭ ‬مليار‭ ‬دولار–‭ ‬فإنها‭ ‬ستكون‭ ‬بدورها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بأعمال‭ ‬تجارية‭ ‬مربحة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬مع‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالعقوبات‭ ‬الأمريكية‭.‬ إذا‭ ‬أضفنا‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬الصداقة‭ ‬‮«‬بلا‭ ‬حدود‮»‬‭ ‬المبرمة‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬بين‭ ‬الرئيسين‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬والصيني‭ ‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ،‭ ‬فإن‭ ‬صفقة‭ ‬إيران‭ ‬تمثل‭ ‬خطوة‭ ‬أخرى‭ ‬نحو‭ ‬اتفاق‭ ‬ثلاثي‭ ‬جديد‭ ‬مناهض‭ ‬للديمقراطية‭.‬ ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬للاتفاق‭ ‬النووي؟‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬تعهد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬بلينكين‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬أطول‭ ‬وأقوى‮»‬،‭ ‬ملمحًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ستسعى‭ ‬إلى‭ ‬تمديد‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬انتهاء‭ ‬صلاحية‭ ‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬صلاحيتها‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬المقبل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬قيود‭ ‬على‭ ‬اختبار‭ ‬إيران‭ ‬للصواريخ‭ ‬الباليستية‭.‬ ليس‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الصفقة‭ ‬الجديدة‭ ‬ستحقق‭ ‬أيًا‭ ‬من‭ ‬الهدفين،‭ ‬ولكنها‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬ستمدد‭ ‬‮«‬وقت‭ ‬الاختراق‮»‬‭ ‬لإيران‭- ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصب‭ ‬لصنع‭ ‬قنبلة‭ - ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬وإنشاء‭ ‬نظام‭ ‬تفتيش‭ ‬نووي‭ ‬تدخلي،‭ ‬وإعطاء‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المستقبلية‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬للعمل،‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬حدوث‭ ‬أزمة‭ ‬نووية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬بينما‭ ‬ينصب‭ ‬اهتمام‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭.‬ هذا‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬إنجازا‭ ‬كبيرا‭. ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إتمام‭ ‬الصفقة،‭ ‬ستعمل‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬إثبات‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الصفقة‭ ‬تمثل‭ ‬إجابة‭ ‬جيدة‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية‭ ‬لمشكلة‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬حل‭ ‬آخر‭ ‬لها‭ ‬أسوأ،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ستظل‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جميع‭ ‬الخيارات‭ ‬مطروحة‭ ‬على‭ ‬الطاولة‮»‬‭ ‬إذا‭ ‬اختارت‭ ‬إيران‭ ‬صنع‭ ‬قنبلة‭.‬ لكن‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬أحدًا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬يؤمن‭ ‬بهذا‭ ‬الخط‭ ‬الذي‭ ‬ترسمه‭ ‬واشنطن‭ ‬أو‭ ‬يثق‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬ضمانات‭ ‬أمنية‭ ‬أمريكية‭ ‬أخرى‭ - ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ ‬رفض‭ ‬السعوديين‭ ‬والإماراتيين‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬المكالمة‭ ‬الهاتفية‭ ‬الواردة‭ ‬من‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭. ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬بمثابة‭ ‬انتصار‭ ‬دبلوماسي‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية‭.‬ يجب‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الصفقة‭ ‬ستمثل‭ ‬هزيمة‭ ‬استراتيجية‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬تفعل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬تأخير‭ ‬أزمة‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬تعزيز‭ ‬خصومنا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭. ‬هاجمت‭ ‬طهران‭ ‬العراق‭ ‬بصواريخ‭ ‬باليستية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬وشنت‭ (‬من‭ ‬خلال‭ ‬وكلائها‭ ‬من‭ ‬الحوثيين‭) ‬ضربات‭ ‬صاروخية‭ ‬وطائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬على‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭.‬ ما‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتوقعه‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬من‭ ‬لإيران‭ ‬عندما‭ ‬تمتلئ‭ ‬خزائنها‭ ‬بعائدات‭ ‬نفطية‭ ‬تبلغ‭ ‬عشرات‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬الدولارات،‭ ‬وترفع‭ ‬عنها‭ ‬العقوبات؟ على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وأصدقاؤها‭ ‬سوف‭ ‬ينفون‭ ‬ذلك‭ ‬بشدة،‭ ‬فإن‭ ‬التحدي‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬تواجهه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬التصور‭ ‬الذي‭ ‬يتشاركه‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والأعداء‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬بأننا‭ ‬نحن‭ ‬الأمريكيين‭ ‬ضعفاء‭ - ‬خائفون‭ ‬ومشتتون‭ ‬ومنقسمون‭.‬ قد‭ ‬يكون‭ ‬صمود‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬روسيا،‭ ‬مدعومين‭ ‬بالمساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والعقوبات،‭ ‬قد‭ ‬اسهم‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬هذا‭ ‬التصور،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬لكننا‭ ‬مازلنا‭ ‬بعيدين‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الانتصار‭ ‬هناك،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المحور‭ ‬الجديد‭ ‬للاستبداد‭.‬ لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬إعطاء‭ ‬انطباع‭ ‬بالقوة‭ ‬التي‭ ‬اهتزت‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وأفغانستان‭. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الصفقة‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬تجعلنا‭ ‬أضعف‭ ‬وأضعف‭ ‬من‭ ‬الصفقة‭ ‬السابقة‭ ‬تحقق‭ ‬العكس‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬فيها‭ ‬تحمل‭ ‬انتكاسة‭ ‬أخرى‭.‬   نيويورك‭ ‬تايمز

مشاركة :