الجيلي جمعة (أبوظبي) فجأة ودون سابق إنذار، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي الأيام الأخيرة بخبر يفيد برحيل الطبيب السوداني القدير البرﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﺯﺍﻛﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ، وذاع مع الخبر قصة مؤثرة للغاية حققت انتشاراً غير عادي بين رواد «السوشيال ميديا» لما انطوت عليه من تفاصيل مثيرة.. لكن لم يكن الخبر ولا حتى القصة.. حقيقيين. فالرجل، رحمه الله، لم يُتوف قبل أسبوع أو اثنين، بل انتقل إلى رحمة العلي القدير عام 2014. والقصة التي راجت هي الأخرى نموذج لما يسمونه «الأخبار المفبركة». وهي تحكي عن أن الطبيب السوداني الشهير استطاع بمهارة استثنائية وأدوات جراحية بسيطة أن ينقذ في منتصف السبعينيات ابنة إمبراطور اليابان من موت محقق في الخرطوم.. نعم ابنة إمبرطور اليابان، وزوجة السفير الياباني لدى السودان، بحسب القصة الرائجة التي تشير أيضاً إلى أن اليابان، رداً لجميل البروفيسور زاكي الدين قامت بتشييد مستشفى ابن سينا أعظم مستشفيات الخرطوم. من كثرة انتشار القصة، ظن كثيرون أنها حقيقية، ولم يتوانوا عن الإشادة بالطبيب الراحل. لكن المفارقة أن إنجازات الرجل الحقيقية وما قدمه لبلده تفوق بكثير هذه القصة الوهمية.. لكن كعادة «السوشيال ميديا».. لا أحد يدقق كثيراً فيما يروج وينتشر.. مع أن الحقيقة في بعض الأحيان أقوى وأفضل كثيراً. وفي إطار المتابعة، اتصلت «الاتحاد» بأحد أفراد أسرة البروفيسور زاكي الدين، فقال: «نرجو أن يعلم الجميع أن الرواية التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي عن علاج الفقيد لابنة إمبراطور اليابان، والتي أزعجت وأحرجت أفراد البعثة الدبلوماسية اليابانية بالخرطوم، ما هي إلا تلفيق لا يدري أحد مصدره». أما القصة الحقيقية، كما جاءت في مذكرات البروفيسور زاكي الدين، فقد بدأت «في مايو 1975 عندما ذهب لليابان في منحة من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) لمدة شهرين. وهناك طرأت على ذهنه فكرة الاستعانة بالدعم الياباني من أجل تشييد مركز علاجي لأمراض الجهاز الهضمي في الخرطوم». ... المزيد
مشاركة :