جاء بالأمثال: (من له حيلة فليحتل)، والحيلة التي أعنيها هنا هي الحيلة المغلفة بشيء من البراءة والمدعومة بشيء من الذكاء، وقد حاولت أن أجربها يوما عندما كنت في المرحلة الابتدائية، وتأخرت عن دخول الصف ما لا يقل عن نصف ساعة لأنني لهوت باللعب، وما إن دخلت واضعا يدي على أذني وفي نفس الوقت كنت أعرج قائلا للمدرس: إن سبب تأخيري هو الألم الشديد بأذني، فرد علي قائلا: لأول مرة في حياتي أشاهد أحدا يعرج بسبب ألم أذنه، وما كان منه إلا يوجه لي صفعة محترمة على أذني اليسرى قائلا لي: الآن يحق لك أن (تتحرول) لا أن تعرج فقط. طبعا حيلتي تلك كانت مغلفة بالغباء ولم تنطل على ذلك المدرس النبيه. غير أن هناك حيلة ذكية كنت شاهدا عليها، ولا بأس أن أحكيها لكم، وذلك عندما كنت في بلد أوروبي أقود سيارتي ليلا في طريق ضيق وطويل بمنطقة شبه نائية ولمحت على نور السيارة فتاة متوقفة على قارعة الطريق، ترفع يدها بالإشارة المتعارف عليها (بالأوتوستوب)، ولا أكذب عليكم أنني أشفقت وعطفت عليها خصوصا وأنها كانت ترتعد من البرد، أوقفت السيارة وفتحت زجاج النافذة المقابل لها، وسألتني هل من الممكن أن توصلني بالطريق معك ؟!، فقلت لها بكل شهامة عربية: على الرحب والسعة، أهلا وسهلا، وقبل أن أبلع ريقي تفاجأت بها تقول لي: لحظة لو سمحت ممكن أنادي على (ماما) لتركب معنا ؟!، فأسقط في يدي ولكنني ومع ذلك قلت لها وأنا لاويا بوزي بمقدار شبرين فلتتفضل، فأخذت تنادي على أمها التي خرجت من وراء شجرة، وركبت الاثنتان، عندها سألت الفتاة متعجبا: لماذا لم تخبريني من البداية أن أمك معك، ولماذا هي تختبئ خلف الشجرة ؟!، قالت لأن البعض عندما يشاهدونني مع والدتي لا يتوقفون، قلت لها: أصابع يدك ليسوا سواسية يا حلوة، وصدقيني أنني فرحان جدا بركوب والدتك معنا أكثر من ركوبك أنت وحدك معي فهي على الأقل (تونسنا)، قلت لها ذلك ثم دعست بقدمي على (البانزين) بطريقة (عربجية) لتنطلق السيارة بأقصى سرعة يعاقب عليها القانون، إلى درجة أن الأم صرخت واستلقت على قفاها من شدة نتعة السيارة. (لا بوها لا بو الكلب).
مشاركة :