الذاكرة الحية لا تموت

  • 9/18/2013
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

خلال أسبوع واحد أهداني الصديق الأديب حمد القاضي نسخة من كتابه الجديد «قراءة في جوانب الراحل د. غازي القصيبي الإنسانية» وأرسل لي الدكتور إبراهيم المنيف نسخة من مجلة «المدير» الشهرية التي كان عنوان غلافها «القيادة الإدارية من منظور المرحوم غازي القصيبي». الأخ حمد أشار في مقدمته إلى أن الناس عرفوا القصيبي وزيراً وسفيراً وأديباً واقتصادياً وسياسياً إلى آخر صفاته ومسؤولياته لكن قليلا عرفوه إنساناً تفيض دمعته وتسهر مقلته ويسخر الكثير من جاهه ووقته لمؤازرة محتاج وإغاثة ملهوف ومسح دمعة يتيم وإقالة عثرة معاق وكانت هذه فعلا أبرز مفاتيح كتابه. كل فصول الكتاب كانت جميلة ومؤثرة لأن الجانب الإنساني الخفي كان أبرز سمات وملامح المرحوم وأن غازي «إنسان» بكل دلالات هذه المفردة وحمولاتها كما أشار المؤلف، لكن عذوبة ما جاء في الكتاب كانت نابعة من صدق الرجلين هذا فيما كتب وذاك فيما فعل. الدكتور المنيف رجل الإدارة ومنظرها الأول زامل المرحوم بضع سنوات وكان تناوله لسيرته من منطلق آخر وهو طلب بعض المديرين أن يبسط لهم الظاهرة العالمية المتقدمة والمفقودة في العالم العربي وهي القيادة الإدارية فكان أن استخدم نموذج غازي في عرض هذه الظاهرة. قبل غازي ــ وفقاً لرواية المنيف ــ كان في كل مدينة صغيرة أو متوسطة أو كبيرة شركة للكهرباء مستقلة وذات سيادة وعندما تولى الوزارة في ذروة عنفوانه الإداري شن عليه بعض مؤسسي شركات الكهرباء حرباً شرسة لأنه جاء برؤية متقدمة لدمج هذه الشركات المبعثرة التي تزيد على مائة شركة اندمجت في أربع شركات فقط وكانت نواة لشركة واحدة حالياً. رحم الله ذلك الرجل، وشكر فضل هؤلاء الرواد على وفائهم.

مشاركة :