تأخذني الجملة الشهيرة التي قالها أديبنا الكبير الأستاذ محمد حسين زيدان «نحن مجتمع دفّان» ليصف بها حال المجتمع السعودي الذي لا يتذكَّر البارزين فيه إلا بعد موتهم ودفنهم في التراب، تأخذني إلى مأساة الإسباني فيديريكو غارثيا لوركا (Federico García Lorca) الشاعر والكاتب المسرحي والرسام وعازف البيانو، والمؤلف الموسيقي الذي يعده البعض أحد أهم أدباء القرن العشرين. *** لوركا استهدفه نظام الفاشيتي للجنرال فرانكو الذي لم يكن يطيق أحدا يتخطاه شهرة وشعبية. وقد كلف فريقا من ستة أشخاص للتخلص من لوركا، الذي ألقيت جثته وثلاثة من رفاقه داخل حفرة، حال آلاف من ضحايا الفاشية الإسبانية الذين أعدموا في بدايات الحرب الأهلية الإسبانية وألقيت جثثهم داخل مقابر جماعية. *** وكما تنبّأ في إحدى قصائده، لم يعثر على جسده حتى الآن. وقد نقلت لنا إيلاف أن هناك محاولة جديدة تجري، هي الثالثة على التوالي، بعد مرور ثمانية عقود للعثور على بقايا الشاعر الإسباني. فقد كان مقتل لوركا رمزا لفظائع الحرب الأهلية التي حاول نظام «فرانكو» إخفاءها وتغطيتها، ولذا يعتقد البعض أن البحث عن جثة لوركا والعثور عليها قد يكون عمل كفّارة يُعوّض عن هذه الممارسات، وكي تتخلص إسبانيا من جرحها الذي لم يندمل بعد. *** وهكذا فحتي محاولة دفن وإخفاء أولئك الذين يضعون بصمتهم في كتب التاريخ، وطمر ذكراهم لن يجعلهم يختفون.. فذاكرة الشعوب قوية لا تنسى العظماء من أبنائها. #نافذة: «وعرفت أنني قُتلت وبحثوا عن جثتي في المقاهي والمدافن والكنائس فتحوا البراميل والخزائن سرقوا ثلاث جثثٍ ونزعوا أسنانها الذهبية ولكنهم لم يجدوني قط» لوركا nafezah@yahoo.com
مشاركة :