أكّد محلّلون أردنيون، أنّ التصعيد بين إيران وإسرائيل قد يتطوّر لحرب مباشرة بين الطرفين، مشيرين إلى أنّ التوترات انطلقت من بوابة الأزمة السورية. وأشار المحلّلون إلى أنّ إسرائيل تعيش حالة من القلق والتوجّس من الاستراتيجيات الإيرانية التي باتت تشكل تهديداً خطيراً لأمنها واستقرارها، وأنّ الهدف الحقيقي من التصعيد هو إعادة تضييق الخناق على إيران. وقال وزير الإعلام الأردني الأسبق، نصوح المجالي، إنّ إسرائيل لن تتجرأ وحدها على شن هجوم مباشر على إيران، وفي حال عدم وجود طرف يدعم إسرائيل فلن يكون هنالك ضربة قريبة. مضيفاً: ما قدمه نتنياهو للولايات المتحدة من وثائق تبين أنّ هنالك مفاعلات نووية إيرانية غير المتفق عليها، هو وسيلة من أجل التصعيد واتخاذ إجراءات عديدة بشأن إيران، من أهمها منع التمدد الإقليمي لإيران في المنطقة، ووقف تطوير الأسلحة النووية، وإيجاد ظروف تتحول إلى حصار خانق اقتصادياً. وأردف المجالي: «إيران تشكل بالنسبة لإسرائيل مصدراً للقلق والإزعاج، فوجود إيران في كل من لبنان وسوريا والعراق واقتراب المسافة بينها، في الوقت الذي تمتلك به إيران صواريخ بعيدة المدى، إذا كان هنالك ضربة ستكون لحزب الله في لبنان، وحماس في غزة وكل القوى الإيرانية في سوريا، وإذا أقدمت إسرائيل على ضرب إيران، سيكون لهذه الضربة ارتدادات عديدة ستؤثّر على المنطقة بالمجمل، وستكون البداية لحرب عالمية». ضربات للعمق في السياق، أشار الكاتب الصحافي كمال الزكارنة، إلى أنّ إسرائيل تحاول منذ فترة استدراج إيران إلى صدام مسلح، حيث بدأت هذه المحاولات على الأراضي السورية من خلال قصف المواقع الإيرانية، واستهداف مستودعات الأسلحة الإيرانية وخاصة الثقيلة منها بما فيها من صواريخ أرض جو بالتحديد، بهدف إرباك القيادة العسكرية الإيرانية التي تشرف على القوات الإيرانية المتواجدة في سوريا، ومحاولة إضعافها إلى أقصى درجة ممكنة. وأضاف: «إيران لم ترد بالمثل على الضربات الإسرائيلية واكتفت بامتصاص هذه الضربات لعدد من الأسباب بالنسبة لها، من بينها الوقت غير المناسب للرد، إسرائيل تحضر حالياً على ما يبدو لهجوم عسكري خاطف على مواقع مختارة داخل العمق الإيراني، ولكنها لن تنفذ هذا الهجوم وحدها بل بمؤازرة أميركية للقيام بمثل هذه المخاطرة، وطلبت الحماية علناً وفي حال توافرها ستقوم بها في أقرب وقت».
مشاركة :