محلل أميركي: الموقف بين إيران وإسرائيل ينذر بخطر نشوب حرب مفتوحة

  • 2/8/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يرى المحلل الأكاديمي الأميركي، الدكتور بول بيلار، أن خطر اندلاع حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران يتزايد. وأحد المؤشرات الأخيرة التي تنذر بذلك تمثل في هجوم بطائرة مسيرة على منشأة عسكرية في مدينة أصفهان الإيرانية، وقد نسبه كل المراقبين تقريباً لإسرائيل. ويقول بيلار، الذي عمل لمدة 28 عاماً في أجهزة المخابرات الأميركية، في تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنتريست الأميركية، إن إسرائيل دأبت على القيام بعمليات هجومية مميتة في إيران منذ خمسة أعوام، لكن الخطر المتزايد الحالي لنشوب حرب أوسع نطاقاً يتعلق بسياسات الدولتين، حيث أصبحت سماتها المتطرفة وغير الديمقراطية واضحة بشكل خاص في الشهور الأخيرة. ويمكن اعتبار الموقف واجهة نظرية السلام الديمقراطي، التي وفقاً لها لا تشن الدول الديمقراطية حرباً ضد دول ديمقراطية أخرى. نذير خطر ويضيف بيلار أن هناك نذير خطر ظهر أخيراً، وهو تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تخلله هجوم إسرائيلي على مخيم للاجئين في جنين بالضفة الغربية، ما أدى إلى مقتل 10 فلسطينيين، من بينهم جدة تبلغ من العمر 61 عاماً. وليس من الغريب أن يؤدي العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين إلى محاولات انتقام فلسطينية، كما حدث في هذه الحالة. وتتصاعد دوامة العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين بدرجة أكبر. فقد لقي أكثر من 150 فلسطينياً حتفهم، العام الماضي، في عمليات عنيفة من جانب القوات الإسرائيلية، مقابل مقتل نحو خمس هذا العدد من الإسرائيليين، نتيجة العنف الفلسطيني. وفي الشهر الماضي، قتل الإسرائيليون 35 فلسطينياً في الضفة الغربية المحتلة، ما جعل شهر يناير أكثر شهر يشهد هذا العدد من القتلى منذ أكثر من 10 سنوات. ويقول بيلار إن الصلة بين العنف الإسرائيلي - الفلسطيني، وخطر التصعيد الإسرائيلي الإيراني، ذات شقين، أحدهما هو محاولة إسرائيل الدائمة لصرف اللوم والاهتمام الدولي عن أي شيء له علاقة بإسرائيل، من خلال إرجاع كامل عدم الاستقرار في الشرق الأوسط إلى إيران. ويعد هذا سبباً رئيساً وراء تأجيج إسرائيل التوتر والمواجهة مع إيران، ورفضها وتقويضها للدبلوماسية التي تهدف إلى الحد من التوترات مع إيران. ومع اجتذاب التزايد في سفك الدماء بين الفلسطينيين مزيداً من الاهتمام الدولي، غير المطلوب، باحتلال الضفة الغربية، سيكون الدافع الإسرائيلي لتأجيج المزيد من التوتر مع إيران أقوى تماماً. أما الصلة الثانية فهي أن إسرائيل تستطيع بصورة مشروعة الاستناد إلى الدعم الإيراني للجماعات الفلسطينية، مثل «حماس» و«الجهاد»، رغم أنه من الصعب أن يكون هذا الدعم هو الذي يحرك المقاومة. تأثيرات التطرف ويظهر تولي السلطة أكثر الحكومات اليمينية تطرفاً في تاريخ إسرائيل، تأثيرات كل من هاتين الصلتين، حيث إن ذلك التطرف، إلى جانب الإجراءات المختلفة من جانب حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، مثل تقويض القضاء، أدى إلى تساؤلات متزايدة بشأن اتجاه إسرائيل، من قبل بعض أبرز مؤيديها التقليديين، بما في ذلك في الولايات المتحدة. وتؤدي الحاجة المتزايدة لصرف الأنظار الدولية، خصوصاً من الولايات المتحدة، عن التطرف وتعزيز التأييد الخارجي، إلى زيادة الدافع لدى نتنياهو لمواصلة إلقاء اللوم على إيران، واستمرار تعزيز العداء ضدها، كما فعل في مؤتمره الصحافي الأخير مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. من ناحية أخرى، يرى بيلار أنه ربما تجد طهران أسباباً لتأجيج الصراع الخارجي مع إسرائيل، وبوجه خاص منذ بداية الموجة الحالية من الاحتجاجات الشعبية في إيران، في أعقاب وفاة الفتاة الكردية الإيرانية مهسا أميني، العام الماضي، أثناء احتجازها رسمياً، والتي أظهرت أن نظام إيران فقد تأييد الكثير من مواطنيه، لكنه لم يفقد الإصرار على استخدام كل الوسائل الضرورية للبقاء في السلطة. وسقوط هذا النظام غير متوقع، لكن المؤكد توقع المزيد من العنف. أمر داخلي ويرى بيلار أن معظم العنف الذي يتم بصورة رسمية هو أمر داخلي بالنسبة لإيران. وحتى الآن، استهدف العنف خارج حدود إيران المعارضين في المنفى، وهي عودة للتصرف الذي سلكته إيران خلال سنواتها الأولى. وعلى أي حال، سيحاول القادة الإيرانيون الرد على العنف الإسرائيلي ضد إيران، وهو ما كانت تهدف إليه تقريباً كل محاولات طهران لمهاجمة الأهداف الإسرائيلية. وتم منح القادة الإيرانيين القليل من الحوافز، أو لم يتم منحهم أي حوافز على الإطلاق، للامتناع عن أي تصعيد، في ظل العقوبات والازدراء الذي تعاني منه بلادهم بالفعل. وفي ظل استمرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في اتباع سياسة «الضغط الأقصى» الفاشلة تجاه إيران، التي اتبعتها الإدارة السابقة، يرى صناع القرار في إيران - تماماً مثلما لا يرى الفلسطينيون اليائسون أي نهاية للاحتلال الإسرائيلي- أنه ليس هناك ما سيفقدونه سوى القليل، أو ربما لن يفقدوا شيئاً على الإطلاق، إذا حاولوا القيام بشيء غير عادي أو يتسم بالعنف. ويوضح الموقف الحالي في ما يتعلق بإسرائيل وإيران كيف يمكن أن تتنافس الدولتان المتخاصمتان، كل منهما ضد الأخرى، وتصبحان بالفعل أفضل الحلفاء، كل منهما للأخرى، وفي الوقت نفسه تتحولان معاً إلى عدوين للسلام والاستقرار. ويعتبر خطر جر الولايات المتحدة إلى هذا الوضع الخطر كبيراً للغاية، فقد سمحت واشنطن لنفسها بأن تكون مرتبطة عسكرياً بحكومة إسرائيلية سيسعدها وجود أميركا في الجبهة الأمامية لأي حرب مع إيران. ولن يرى النظام الإيراني أي فارق بين أميركا وإسرائيل. وإضافة إلى ذلك، لم تغلق إيران صفحة اغتيال إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قبل ثلاث سنوات لواحد من أبرز الشخصيات العسكرية والسياسية الإيرانية، وهو الجنرال قاسم سليماني. • الشهر الماضي، قتل الإسرائيليون 35 فلسطينياً في الضفة الغربية المحتلة، ما جعل شهر يناير أكثر شهر يشهد هذا العدد من القتلى منذ أكثر من 10 سنوات. • ربما تجد طهران أسباباً لتأجيج الصراع الخارجي مع إسرائيل، وبوجه خاص منذ بداية الموجة الحالية من الاحتجاجات الشعبية في إيران، في أعقاب وفاة الفتاة الكردية الإيرانية مهسا أميني، العام الماضي، أثناء احتجازها رسمياً. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :