قال الدكتور فارون سيفارام الخبير في العلوم والتكنولوجيات في مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، إن الإمارات من الدول الرائدة في توفير الطاقة الشمسية الرخيصة في العالم، مؤكداً أن منطقة الخليج هي أكثر المناطق الواعدة التي يمكن أن تصبح أكثر نجاحاً في استخدام الطاقة الشمسية في العالم؛ لأن الشمس متوافرة طوال العام. وأشار في محاضرة نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أول من أمس، إلى أن الطاقة الشمسية هي الأفضل بالمقارنة بمصادر الطاقة الأخرى بالنظر إلى تكلفتها المنخفضة، وقد تصاعد استخدامها بشكل كبير خلال العقد الأخير، مع انخفاض تكلفة إنتاجها بشكل أكبر. وشدَّد الدكتور فارون سيفارام على أن الحكومات في دول العالم المختلفة يجب أن تدعم الاستثمارات في مجال الطاقة الشمسية؛ حتى نتوسع في استخدام هذه الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة؛ حيث تشير الإحصائيات إلى أن الطاقة الشمسية تسهم بنحو 2 في المئة فقط من إجمالي الطاقة المستخدمة في العالم، وهذه نسبة قليلة للغاية بالمقارنة مع توافر أشعة الشمس طوال السنة في كثير من مناطق العالم. مصادر وأكد الدكتور فارون سيفارام أن استخدامات الطاقة الشمسية في الماضي كانت محدودة، ولكنها أصبحت اليوم مصدراً للطاقة الأرخص والأسرع نمواً في العالم، في ظل الإمكانيات غير المحدودة لهذه الطاقة، حيث إنه في كل ساعة ترسل الشمس أشعة تحتوي على كمية من الطاقة تفوق مجموع ما يستهلكه العالم خلال عام واحد. وأضاف أنه يجب أن تكون هناك خريطة طريق واضحة لمستقبل استخدام الطاقة الشمسية، يتم من خلالها وضع آليات محددة لتعزيز هذا الاستخدام عبر الإبداع في وسائل إنتاج هذه الطاقة. وقال إن ما يعوق التوسع في الاستفادة من الطاقة الشمسية أن العالم لا يملك التجهيزات الكافية بعدُ لتوظيف أشعة الشمس بالشكل المطلوب لتلبية معظم حاجاته من الطاقة. وأوضح أن بعض الدول مثل الصين قد حققت توسعاً كبيراً في مجال استخدام الطاقة الشمسية، وتوقع المحاضر أن تغطي الطاقة الكهربائية المتحصلة من الطاقة الشمسية نحو 15 في المئة من حاجة العالم من الكهرباء إذا استمر بناء محطات الطاقة الشمسية الكهربائية حتى عام 2040. وأشار إلى أنه إذا تراجعت وتيرة استخدام الطــــاقة الشمسية؛ فسوف تتقلص احتمالات تفادي حصول كارثة متعلقة بالتغير المناخي، كما ستتقلص نسبة استبدال الوقود الأحفوري؛ وهو ما يعني المزيد من التأثيرات السلبية في المناخ. وقال المحاضر إن التوسع في الاستفادة من الطاقة الشمسية يستلزم وجود استثمارات ضخمة، ويجب على المستثمرين الذين يملكون موارد ضخمة تمويل مشروعات الطاقة الشمسية حول العالم. وأشار إلى أنه كلما تم تطوير تكنولوجيا إنتاج الألواح الشمسية، وتم تركيب المزيد من هذه الألواح، أصبحت تكلفتها أقل. وهناك دول أصبحت تعتمد على الطاقة الشمسية خلال الوقت الحالي بنسبة 15 في المئة. وأكد أن الابتكارات التكنولوجية يمكن أن تحل محل الألواح الشمسية الموجودة، كما أن هناك إمكانية لتوظيف التمثيل الضوئي الاصطناعي لتخزين أشعة الشمس المتفرقة كوقود ملائم، ويمكن للتقدم التكنولوجي أن يوفر المرونة المطلوبة لشبكات الطاقة الشمسية في العالم. 600 محاضرة حقق مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إنجازاً فريداً من نوعه، حيث وصل عدد المحاضرات التي نظمها المركز منذ إنشائه عام 1994، إلى 600 محاضرة استقطبت شخصيات من مختلف دول العالم، ولقيت اهتماماً إعلامياً واسعاً، وتفاعلاً مجتمعياً لافتاً للنظر، حيث ألقى ميخائيل جورباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي السابق أول محاضرة بتاريخ 3 ديسمبر 1994، فيما ألقيت المحاضرة الـ600 أمس، ليكون بذلك أول مركز إماراتي وربما في المنطقة يصل إلى هذا العدد الكبير من المحاضرات خلال الأعوام الـ24 من عمر المركز القصير نسبياً مقارنة بنظرائه من مراكز الدراسات والبحوث العالمية. وتضمنت قائمة المحاضرين العديد من زعماء ورؤساء دول العالم، بينهم رئيسة وزراء بريطانية الراحلة مارجريت تاتشر، والرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد، ورئيس جورجيا جيورجي مارغفيلاشفيلي، هذا فضلاً عن نخبة من الخبراء والمفكرين والمثقفين من دول العالم المختلفة.
مشاركة :