إسرائيل تقصف مواقع إيرانية في سوريا

  • 5/11/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في تطوّر جديد ولافت، قصفت إسرائيل مواقع عسكرية لإيران في سوريا، ما أسفر عن مقتل 23 عنصراً من قوات النظام ومواليها، وفيما أعربت موسكو عن قلقها داعية البلدين إلى الحوار، شدّدت واشنطن ولندن على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بينما دعت برلين وباريس إلى ضبط النفس ونزع فتيل الأزمة. وذكر بيان للجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته استهدفت عشرات المواقع العسكرية التابعة لفيلق القدس الإيراني داخل سوريا، رداً على إطلاق نحو 20 مقذوفاً إيرانياً من سوريا على هضبة الجولان. وأكد الجيش الإسرائيلي أن من بين المواقع التي استهدفها المنصة التي أطلقت منها صواريخ إيرانية على موقع إسرائيلي في الجولان. وذكر بيان الجيش أن الطائرات الإسرائيلية عادت إلى قواعدها سالمة، فيما ذكرت وسائل إعلام سورية أن مضادات الصواريخ أسقطت بعض الصواريخ الإسرائيلية. وأضاءت سماء دمشق في ساعات الفجر نتيجة ما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه قصف تضمن إطلاق نحو 30 صاروخاً على مواقع عسكرية لإيران حول دمشق. وذكر ناطق عسكري إسرائيلي من قبل أن القصف على الجولان لم يسفر عن وقوع أي ضحايا في الجانب الإسرائيلي. وأسفرت الضربات الإسرائيلية على عدة مناطق في سوريا عن مقتل 23 عنصراً على الأقل، بينهم 5 من قوات النظام السوري، و18 عنصراً من القوات الموالية له، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس. وقال المرصد: «قتل ما لا يقل عن 23 مقاتلاً، بينهم 5 من قوات النظام أحدهم ضابط، وآخرون ما بين سوريين وغير سوريين في الغارات الإسرائيلية بعد منتصف الليل في عدة مناطق في سوريا». واستهدفت الغارات مناطق متفرّقة وسط سوريا، وبالقرب من دمشق وريفها، وريف السويداء الغربي، ومثلث درعا - القنيطرة - ريف دمشق الغربي. تدمير بالمقابل، أعلنت قيادة جيش النظام السوري أن الدفاعات الجوية أسقطت قسماً كبيراً من موجات الصواريخ الإسرائيلية. وأوضحت في بيان أن إطلاق عدد من الصواريخ تسبب بمقتل ثلاثة عناصر وإصابة اثنين آخرين بجراح، فضلاً عن تدمير محطة رادار ومستودع ذخيرة، وإصابة عدد من كتائب الدفاع الجوي بأضرار مادية. وذكرت وزارة الدفاع الروسية إن الجيش الإسرائيلي استخدم 28 طائرة وأطلق 70 صاروخاً خلال ضرباته الكثيفة التي نفذها ليلاً على مواقع في سوريا، موضحة أن الدفاعات الجوية السورية اعترضت ودمرت نصف تلك الصواريخ. عدوان سياسياً، أعلنت وزارة الخارجية السورية، أمس، أن أحدث تحرك من إسرائيل المواجهة بشكل مباشر، يؤشر إلى أن مرحلة جديدة من العدوان على سوريا قد بدأت، على حد قوله. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مسؤول بالوزارة قوله: «هذا السلوك العدواني للكيان الصهيوني لن يؤدي إلا إلى زيادة التوتر في المنطقة». دعوات حوار في الأثناء، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إيران وإسرائيل إلى الحوار. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي: «اللجوء إلى القوة اتجاه مثير للقلق، ننطلق من مبدأ أن كل المسائل يجب أن تحل عبر الحوار»، مضيفاً أن موسكو حذرت من أي عمل يمكن أن يكون استفزازياً. وكشف لافروف عن أن موسكو حضّت إيران وإسرائيل على تفادي أي تصرفات قد تؤدي إلى اندلاع صراع. بدوره، دعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إيران وإسرائيل إلى ضبط النفس، مردفاً: «لقد أجرينا اتصالات مع كل طرف وندعوهم جميعاً إلى ضبط النفس، بالطبع هذا يثير القلق لدى الجميع». من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، ليونيد سلوتسكي، إن الضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا هي عمل تم التخطيط له بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. تنديد على الصعيد، ندّدت الولايات المتحدة بإطلاق صواريخ إيرانية على مواقع إسرائيلية انطلاقاً من سوريا، مؤكّدة دعمها حق إسرائيل في التحرك للدفاع عن نفسها. وقال البيت الأبيض في بيان إن «الولايات المتحدة تدين الهجمات الاستفزازية بالصواريخ التي قام بها النظام الإيراني من سوريا ضد رعايا إسرائيليين، وندعم بقوة حق إسرائيل في التحرك للدفاع عن نفسها». نزع فتيل وفيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نزع فتيل التصعيد، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن الوضع في الشرق الأوسط بات مسألة «حرب أو سلام». وأضافت أن الوضع «معقد للغاية»، داعية كل الأطراف إلى ضبط النفس. وفي بيان مشترك دعت ميركل وماكرون إلى نزع فتيل التصعيد في المنطقة. إدانة كما أدانت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها إسرائيل، مشيرة إلى أن إسرائيل لها كل الحق في الدفاع عن نفسها. وقالت ناطقة باسم ماي في بيان: «ندين الهجمات الإيرانية على إسرائيل، تمتلك إسرائيل كل الحق للدفاع عن نفسها». وجاء في البيان: «ندعو إيران إلى الإحجام عن أي هجمات إضافية وندعو إلى الهجوم على كافة الأصعدة»، كما حضّ روسيا على استغلال نفوذها في سوريا لمنع المزيد من الهجمات الإيرانية. في السياق، أكد وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة في حسابه على «تويتر» أن إيران أخلّت بالوضع القائم في المنطقة وتسبب في زعزعة الاستقرار. إلى ذلك،دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمس إلى الوقف الفوري لكل الأعمال العدائية والاستفزازات لتجنب مواجهة جديدة في الشرق الأوسط .وطلب من مجلس الأمن البقاء ممسكاً بالملف السوري للتوصل إلى حل سياسي، كما دعاه إلى تحمل مسؤولياته استناداً إلى شرعية الأمم المتحدة. روحاني: لا نريد توترات جديدة في المنطقة في مؤشر على تراجع إيراني، أكد الرئيس حسن روحاني خلال محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من دون التطرق إلى الضربات الإسرائيلية في سوريا، أن «بلاده لا تريد توترات جديدة في الشرق الأوسط». وجاءت تصريحات روحاني عقب أن شنت إسرائيل الليلة قبل الماضية عشرات الغارات الجوية على أهداف عسكرية أكدت أنها إيرانية في سوريا. وذكر روحاني، بحسب الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية، «لقد عملت إيران على الدوام على خفض التوترات في المنطقة، في محاولة لتعزيز الأمن والاستقرار». وتابع الرئيس الإيراني «إن إيران لا تريد توترات جديدة في المنطقة». وبعد أن أشار روحاني إلى وجود خبراء عسكريين إيرانيين في سوريا، أوضح أن «قتال إيران إلى جانب الشعبين السوري والعراقي ضد إرهابيي داعش، أتاح قيام استقرار نسبي في سوريا، واستقرار جيد في العراق، الأمر الذي يتناسب مع مصالح المنطقة والعالم وأوروبا».

مشاركة :