عاد السياسي الماليزي المخضرم مهاتير محمد البالغ من العمر 92، رئيساً للوزراء في بلاده مجدداً. وتقاعد مهاتير عام 2003 بعد 22 عاماً في رئاسة الحكومة، ولكنه عاد عن تقاعده ليصحح ما وصفه بـ «أكبر غلطة في حياتي»، وهي تقاعده. فبعد خلافه مع رئيس الوزراء نجيب رزاق والحزب الحاكم، المنظمة المالاوية القومية المتحدة «أومنو»، قاد مهاتير ائتلاف المعارضة «باكاتان هاربان» في المعركة الانتخابية. وقبل الانتخابات قال إنه يعتزم تولي السلطة لعامين قبل تسليمها لائتلاف المعارضة بزعامة أنور إبراهيم المسجون حالياً. ولا تمثل الحملة السياسية لمهاتير مع المعارضة ونجاحه في الإطاحة بالحزب الحاكم، مفاجأة للماليزيين، وفقًا لتقرير لشبكة بي بي سي. وكان مهاتير قد انضم لـ «أومنو» في سن 21 عاماً، وظل يمارس الطب لسبع سنوات قبل أن يصبح عضواً في البرلمان عام 1964. وفي عام 1969 فقد مقعده في البرلمان وطرده الحزب بعد كتابته خطاباً مفتوحاً لرئيس الحكومة حينئذ تونكو عبدالرحمن. وكتب لاحقاً كتاباً حمل اسم «معضلة الملايو» تحدث فيه عن تهميش سكان البلاد من المالاي، وانتقدهم لقبولهم وضعية المواطن من الدرجة الثانية. وحاز في ذلك الوقت على دعم القادة الشباب في «أومنو»، فعاد للحزب وانتُخب مجدداً في البرلمان، وعُين وزيراً للتعليم، وخلال 4 سنوات أصبح نائباً لرئيس الحزب، وفي عام 1981 بات رئيساً للوزراء. وفي ظل حكمه تحولت ماليزيا إلى أحد النمور الآسيوية في التسعينيات، وعكس مشروع مثل «البرجين التوأم بيتروناس» طموحات مهاتير محمد. ومهاتير محمد لم يترك السياسية حتى في تقاعده، فقد دأب على توجيه الانتقادات علناً لخليفته عبدالله بدوي، وبعد الانتخابات الباهتة للائتلاف الحاكم عام 2008 ترك مهاتير الحزب في خطوة اعتبرها الكثيرون بمثابة ضغط على «بدوي» كي يتنحى.;
مشاركة :