ساعد أسطول مركبات فضائية تابعة لوكالة ناسا في حل لغز طويل الأمد حول المجال المغناطيسي للأرض. وتشرف المركبة الفضائية متعددة الأغراض "Magnetospheric Multiscale" والتي تعرف اختصارا بـ "MMS" على تحليق أربع مركبات فضائية مختلفة في الفضاء الجوي للأرض، في محاولة لفهم ظاهرة إعادة الاتصال المغناطيسي، الذي يفسر الطاقة الغريبة والمكثفة الموجودة في الحقول المغناطيسية حول الأرض، حيث أن إعادة الاتصال المغناطيسي هي واحدة من أهم العمليات في الفضاء، والمعروفة بالبلازما، حول الأرض. وتبدد هذه العملية الجسيمات المغناطيسية والطاقة، وتحدث إعادة الاتصال عندما تنفجر خطوط الحقل المغناطيسي المتقطعة، فتفجر الجسيمات القريبة بسرعة عالية، وقد رصد الاكتشاف الجديد إعادة الاتصال حيث لم يسبق رؤيتها من قبل، في البلازما المضطربة. وتتكون الرياح الشمسية من البلازما، وهي نادرة على الأرض ولكنها تشكل 99% من الكون المرئي، وتصبح تلك البلازما مضطربة للغاية عندما تصل إلى المجال المغناطيسي للأرض، في "الغمد المغناطيسي"، وهي منطقة من الفضاء تتشكل ما بين الفاصل المغناطيسي ومنطقة الانحناء الصدمي للغلاف المغناطيسي للكوكب. وقد تمكن العلماء الآن من فهم بعض الأسباب التي تؤدي إلى هذا الاضطراب الهام، حيث تتحول الطاقة في المجال المغناطيسي إلى جزيئات، ما يخلق نفثات البلازما الساخنة وتتبدد في الفضاء. وقال أحد الباحثين الذين شاركوا في الدراسة، جوناثان إيستوود: "الاضطرابات واحدة من أحدث المفاهيم العظيمة في الفيزياء الكلاسيكية التي لا نفهمها جيدا، لكننا نعلم أنها مهمة في الفضاء لأنها تعيد توزيع الطاقة"، وأضاف قائلا: "مع هذا الاكتشاف، يمكننا الآن صنع نظريات أو نماذج جديدة تساعدنا على فهم أحداث في أماكن أخرى مثل الغلاف الجوي للشمس والبيئات المغناطيسية للكواكب الأخرى". ويأمل الباحثون الآن في إنشاء نماذج جديدة من الغلاف المغناطيسي لتفسير كيفية حدوث عملية إعادة الاتصال المغناطيسية هذه. المصدر: إنديبندنت فادية سنداسني
مشاركة :