عواصم - وكالات - اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن العقوبات التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها على الشركات الأجنبية العاملة في إيران «غير مقبولة»، مشدداً على أنه يجب التفاوض في شأنها مع الأوروبيين، فيما كرر ترامب موقفه من الاتفاق النووي مع طهران معتبراً أنه «كارثي».وقال لودريان، في مقابلة مع موقع صحيفة «لوباريزيان» ليل أول من أمس، «نقول للأميركيين إن التدابير العقابية التي سيتخذونها تخصّهم»، مضيفاً أن «الأوروبيين ليسوا مضطرين لدفع ثمن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية التي ساهموا هم أنفسهم بها»، في إشارة إلى الاتفاق النووي مع إيران. وشدد على ضرورة أن يضع الأوروبيون «الإجراءات اللازمة لحماية مصالح شركاتنا، وبدء مفاوضات مع واشنطن في شأن هذا الموضوع».وكان لودريان حذّر، في وقت سابق، من أنّ الوضع أصبح «خطيراً جداً» في الشرق الأوسط من جراء التداخل بين «المسألتين السورية والإيرانية»، قائلاً «الوضع في المنطقة في منتهى الخطورة... (وبعدما) كان مزعزعاً للغاية مع الحرب في سورية، أدى إعلان انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق فيينا (المتعلق ببرنامج إيران النووي) إلى تأجيج زعزعة الاستقرار». وأشارت وسائل إعلام فرنسية إلى أن باريس اقترحت على المفوضية الأوروبية اتخاذ تدابير خلال أيام لحظر العقوبات على إيران.وجاءت هذه التصريحات فيما تستعد بروكسيل لعقد اجتماع أوروبي - إيراني للتباحث في شأن الاتفاق النووي بعد إعلان ترامب انسحاب بلاده منه.وأعلن مكتب وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أنها ستلتقي نظرائها من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، الثلاثاء المقبل، على أن ينضم اليهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لاحقاً.وجددت موغيريني موقف الاتحاد الأوروبي بأنه «مصمم على الحفاظ على الاتفاق النووي أحد اهم النجاحات الديبلوماسية على الاطلاق».وقبل اجتماع بروكسيل، من المقرر أن يلتقي ظريف بنظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، الاثنين المقبل، بعد زيارة إلى الصين، وفق ما ذكرت وكالة الإعلام الروسية.وذكر التلفزيون الرسمي أن ألوف الإيرانيين شاركوا في احتجاجات معادية للولايات المتحدة في مدن شمال إيران، وبث لقطات لمتظاهرين يرددون هتافات مناهضة لأميركا وإسرائيل. وفي أحدث المواقف الدولية إزاء الانسحاب الأميركي من الاتفاق، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في اتصال هاتفي، عن تأييدهما الإبقاء على الاتفاق النووي.وأفاد الكرملين أن الجانبين «شددا على أهمية الإبقاء على خطة العمل المشتركة (للاتفاق الإيراني) لدواعي الأمن الدولي والإقليمي».وفي اتصال سابق لبوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اعتبر الجانبان أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي «خاطئ»، وشددا على ضرورة الحفاظ عليه.في المقابل، أكد ترامب أنه يريد صفقة نووية جديدة مع إيران تكون «مفيدة» لطهران وتسمح للولايات المتحدة بتفتيش المنشآت الإيرانية.وجدد، خلال كلمة له في ولاية إنديانا، وصفه لاتفاق إيران النووي بأنه «كارثي» وأنه «من أخطر أخطاء الإدارة الأميركية السابقة»، لأنه «لا يمنع طهران من الحصول على السلاح النووي».واعتبر أن «دول الشرق الأوسط الأخرى التي لديها المال، ستبدأ البحث عن فرص الحصول على أسلحة نووية، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى كارثة».ورأى أن الاتفاق النووي «أهدى النظام الإيراني مليارات الدولارات، أي 150 مليار دولار إضافة إلى 1.8 مليار دولار نقداً، ستصرف على أعمال القتل والتدمير في الشرق الأوسط بأسره... وانطلاقاً من ذلك، نقدم على تطبيق أشد العقوبات ضد إيران وأكثرها قسوة وصرامة، وآمل أن أتمكن من التوصل إلى صفقة جيدة معهم، صفقة عادلة، وتستفيد منها إيران، لكن لا يمكننا السماح لهم بامتلاك أسلحة نووية». وشدد ترامب على وجوب أن تكون الولايات المتحدة «قادرة على زيارة المنشآت الإيرانية وتفتيشها»، و«الدخول إلى القواعد العسكرية الإيرانية لنرى بأم عيننا ما إذا كانوا يحتالون أم لا».وكان مسؤول أميركي كبير أعلن أن البيت الأبيض يشدد على ضرورة مواصلة أعمال تفتيش المنشآت النووية الإيرانية، رغم إعلان واشنطن انسحابها من الاتفاق النووي، وقال «ننتظر من إيران المضي قدماً في تطبيق البروتوكول الإضافي، وفي التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حال بقي الاتفاق قائماً أم لم يبق».
مشاركة :