الفيصلي أمام مهمة الكأس الأغلى في مواجهة للتاريخ

  • 5/12/2018
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

على خطى التعاون والطائي والفتح في الوصول إلى نهائيات الكؤوس المحلية الكبرى، سيكون الفيصلي أمام مهمة أولى وتاريخية من نوعها في مسيرة الفريق الطموح، الذي يقدم نفسه في كل موسم كحصان أسود في الدوري بمستويات ثابتة ونتائج لافتة، وبإمكانات مادية بسيطة لا تقارن ببقية منافسيه الكبار، سار بها في دروب الدوري الصعبة حاصداً المرتبة الخامسة، وكان حاضراً بالتوازي في المسابقة الأغلى كأس خادم الحرمين الشريفين، حتى الوصول إلى النهائي المرتقب اليوم أمام منافسه الاتحاد. ستة ملايين ريال هي حجم الدين الضئيل الذي دونته السجلات الرسمية لاتحاد الكرة على إدارة الفيصلي، متصدراً الأندية السعودية على صعيد الأندية الأقل ديوناً مقارنة بالبقية، التي وصلت أرقام ديونهم إلى أرقام فلكية، وهو إنجاز يحسب لإدارة الفيصلي التي تعد من مفاتيح النجاح في النادي، باستقرارها الطويل في تسيير شؤون النادي بأقل الإمكانات والموارد، لتضعه في قلب المنافسة الحقيقية في نهائي أغلى البطولات الموسمية، باتجاه طموح كبير بملامسة الكأس الغالية، على خطى أندية تقاربه في المستوى والإمكانات سبقته إلى الوصول إلى هذا الشرف كالتعاون وصيف بطل كأس الملك 1990م والطائي وصيف بطل كأس ولي العهد 1998م والفتح بطل كأس السوبر 2013. منذ صعود الفيصلي للمرة الثانية في تاريخه من دوري الدرجة الأولى، قبل سبعة مواسم إلى دوري الأضواء، وضع الفريق بصمته المميزة بين الكبار وظل كثيراً أنموذجاً للفريق المكافح بينهم بإمكاناته المادية المتواضعة، في إشارة مهمة لفكر إداري مميز ومستقر في قيادة الفريق لمواسم طويلة، ومن المجحف أن يعتبر بعض المتابعين وصول الفيصلي لنهائي كأس خادم الحرمين مفاجأة أو حظاً ساعد الفريق، إذ أن المنصف لمسيرة "عنابي سدير" يدرك تماماً حجم العمل المتقن الذي يحيط بالفريق فكراً وواقعاً يبحر بالفيصلي بهدوء، متحدياً كل العثرات التي تعترض طريقه ووفق منهجية فنية واضحة وخيارات عناصرية مقنعة، باتت تصدر المزيد من النجوم للأندية الأخرى، ولا يتأثر الفريق برحيلهم في ظل الأداء الجماعي المبهر في منظومة واحدة، وبمعالجة أي معوقات هو ديدن العمل الفيصلي الذي تأسس في العام 1374هـ - 1954م بمدينة حرمة في محافظة المجمعة، وكان اسمه سابقاً نادي شباب حرمة، ويعد من أقدم الأندية السعودية تأسيساً قبل 65 عاماً، وبات اليوم يقدم دروساً مجانية لبقية الأندية في تتويج عطاءاته ومسيرته الرائعة بين الكبار، ولن يكون مستغرباً أن يحصد الفريق ثمار جهوده بتخليد اسمه في لائحة البطولات السعودية الكبرى، ومصادقة منصات التتويج إن استمر على ذات الوتيرة الإدارية والفنية والنهج المتزن، في التعاطي مع واقع الفريق الفني واحتياجاته العناصرية وخطواته المتأنية في سبر غمار المنافسات.

مشاركة :