المرأة العاملة ورمضان.. تحديات وجدولة للأعمال وتنظيم للوقت

  • 5/14/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

من المتعارف عليه أن الالتزامات والأعباء الملقاة على عاتق المرأة العاملة في تدبير شؤون عملها ومنزلها تزداد في شهر رمضان، فتجد نفسها أمام تحديات من نوع آخر، إذ تقع عليها مسؤوليات كبيرة؛ كونها تسعى إلى التوفيق بين عملها وبيتها خلال هذا الشهر، لذلك تلجأ الكثيرات إلى طلب إجازة عمل من أجل التفرغ الكلي لمتطلبات الشهر المنزلية، بينما أخريات لا يحظين بهذه الفرصة ويحاولن التنسيق بين العمل والمنزل.ولكل منهن خطتها في تدبير شؤون عملها وبيتها، نطلع عليها من عدد من النساء العاملات كل في مجالها.مريم حسن (موظفة في أحد مكاتب السياحة) تقول: «كوني امرأه عاملة تتزايد الأعباء المنزلية بالنسبة إليّ، خاصة أنني زوجة وأم، وأحاول أن أنسّق بين الأمرين معًا من دون أي تقصير يذكر، لذلك أعمد منذ بداية الشهر إلى تنظيم وجدولة للمسؤوليات المطلوبة مني تجاه بيتي وأبنائي؛ حتى لا أقصر بها، وحتى لا يأتي رمضان بانعكاسات سلبية على أسرتي وعملي أيضًا».وأضافت «أبذل خلال هذا الشهر مجهودًا مضاعفًا أكثر من أي وقت، إذ أعود من العمل وأبدأ في إعداد أطباق مائدة رمضان والقيام بالعبادات المطلوبة لهذا الشهر، كما أنني أتجنب كثيرًا الولائم والزيارات العائلية والسهر؛ حتى لا أذهب إلى عملي متأخرة أو متعبة».ترتيب الأفكار وتجد إسراء حميد (مدربة تطوير الذات وكوتش مهارات الحياة) أن شهر رمضان يعد فترة مميزة للمرأة، إذ يعطيها فرصة لتنظيم بقية شهور السنة؛ لأن التنظيم الذي يصاحبه يجب أن يطبق على مدار العام، لافتة إلى أنه من الخطأ الشائع اعتبار الشهر عبئًا أو أمرًا مربكًا للمرأة، وأن عليها قضاء نهارها بعد العمل في إعداد الأطباق المختلفة لأفراد أسرتها، وأن دورها الرمضاني ينحصر في المطبخ والكماليات وتلبية الولائم والعزائم فقط!«.وتواصل»بينما يجب أن نعد شهر رمضان شهر راحة للمرأة العاملة، خاصة مع تقليص ساعات العمل وعودتها مبكرًا إلى المنزل، فيمكنها اعتبار الشهر فرصة لمراجعة أمورها العالقة وترتيب أفكارها، وتخصيص وقت أكبر لقضائه مع أبنائها وزوجها، وتعزيز لمّ شمل الأسرة وتخصيص وقت بسيط لأطباق قليلة، وتبادل الزيارات العائلية بدلاً من ذلك.تنظيم الوقتبينما اعتادت مها الفران (معدة برامج في التلفزيون السعودي) أن تأخذ إجازة عمل خلال شهر رمضان؛ من أجل أن تتفرغ لبيتها ومتطلبات الشهر، إذ كانت تعتقد أن تلك الأمور والمسؤوليات تتطلب منها أخذ إجازة وعدم القيام بأي برامج تذكر.وتستطرد قائلة: «إلا أنني في العام الماضي لم أحظَ بهذ الإجازة، ومع ذلك كانت الأمور طبيعية بعكس ما توقعت، إذ كنت أستمتع بعملي إلى جانب متابعة أعمالي المنزلية وإعداد مائدة شهر رمضان، فالوقت يمضي سريعًا وبأريحية كبيرة»، مشيرة إلى أن المرأة «كائن جميل» يستطيع برمجة كل شيء لصالحه، كما أن تقسيم وتنظيم الوقت ووضع الأولويات يجعل الأمور أكثر سهولة وطبيعية.وأكدت فاطمة عبدالعزيز (موظفة) أن المرأة العاملة تواجه الكثير من الأعباء خلال شهر رمضان؛ نتيجة لتضاعف الأعمال المنزلية بالإضافة إلى دوام العمل، لكن مع كل ذلك يمكن التغلب عليها بشيء من الصبر.وأوضحت أن «تقليل ساعات الدوام يساعدنا كثيرًا على العودة مبكرًا إلى المنزل، لكي نقوم بإعداد وجبات الإفطار واستكمال الأعمال المنزلية الأخرى»، وتقترح تنظيم الوقت حتى تتمكن المرأة العاملة من التوفيق بين العمل والبيت.تضاعف المسؤوليات بينما تجد فاتن علي (موظفة استقبال في إحدى العيادات) أن الأعمال المنزلية خلال رمضان تتضاعف بشكل كبير؛ نظرًا إلى كثرة الولائم والزيارات العائلية، بالإضافة إلى الأعمال المنزلية الأخرى، وحرص كل سيدة على إعداد مائدة متكاملة لأفراد أسرتها خلال الشهر، من خلال تعدد الوجبات والأصناف الغذائية التي تلبي أذواق جميع أفراد العائلة، إضافة إلى القيام بالواجبات المنزلية اليومية من تنظيف وغسيل، وغيرها من أمور البيت والزوج والأبناء.أما ساجدة حسين (موظفة مبيعات بأحد المجمعات التجارية) فتقول: «يومي الرمضاني مختلف عن الأيام العادية، فأنا امرأة عاملة يجب أن أصحو في الصباح الباكر، فأحرص على عدم السهر خلال هذا الشهر، ولأني لا أمتلك خادمة يحرص الجميع على مساعدتي، بدءًا من زوجي وأبنائي، فنتشارك المهام اليومية وإعداد مائدة شهر رمضان، وأحرص على أن يكون زوجي وجميع أبنائي معي بالمطبخ؛ حتى نتشارك كلنا في تحضير أطباق رمضان، وأقلل من الزيارات الاجتماعية وأكسب الوقت في تجهيز أموري لليوم التالي، وهكذا».

مشاركة :