تعاني المرأة العاملة من الضغوطات والمسؤوليات والمهام المرهقة خلال شهر رمضان المبارك فهي تحتاج إلى تنظيم وقتها وترتيب أعمالها حتى تستطيع التوفيق بينها؛ إذ لا تقتصر معاناتها على مشاق الصيام أو التزاماتها الوظيفية، بل تتسع الدائرة لتشمل جميع الأعباء المنزلية التى تتضاعف خلال شهر رمضان، وبعضهن يواصلن العمل ليلاً ونهاراً من أجل الإعداد للإفطار حتى وقت السحور؛ إلى أن العديد من الموظفات يلجأن إلى أخذ إجازة سنوية خلال شهر رمضان ما يعني ذلك أنهن صائمات عن العمل أيضاً رغم قلة عدد ساعات العمل. طرحت «الجزيرة» سؤالا على بعض الموظفات: «هل يعتبر العمل في شهر رمضان عبءاً على المرأة العاملة وكيف يمكنها أن توائم بينه وبين واجباتها الخاصة وارتباطاتها العائلية ، وهل الحل في أخذ إجازة سنوية خلال شهر رمضان»؟. تقول الموظفة أشواق السلطان : «بالفعل هناك معاناة كبيرة تواجهها المرأة العاملة في رمضان وهي عدم تمكنها من توافق مهام عملها ومواعيد عودتها إلى المنزل وإعداد طعام الإفطار الذي يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين». أما عبير خالد تقول أن المرأة العاملة هي الخاسر الأول في شهر رمضان لأن الكثير منهن يتنازلن عن وقت عبادتهن لمصلحة إعداد الطعام للأسرة رغم وجود اليد العاملة، مبينة أن تحضير الطعام وتجهيز الولائم التي تزداد في شهر رمضان يجعل الوقت ضيقاً ويُحوَل التوازن ما بين العبادة وعمل المطبخ إلى مهمة صعبة لدى بعض النساء. نوال محمد - موظفة في إحدى القطاعات الخاصة - قالت : «ان الأعباء تزيد عليها في رمضان مابين العمل والمنزل، ولهذا السبب فهي تلجأ إلى تجميد الطعام بعد أن تخضعه لنصف الاستواء، وذلك لعدم توفر وقت كافٍ للطبخ، وتوافقها الرأي سلطانة علي حول أن المرأة العاملة بحاجة ماسة لمثل هذه الأفكار والبحث عنها والتنويع فيها، حيث تحاول المرأة العاملة بقدر المستطاع أن لا تقصر في بيتها، بينما ترى مريم السبيعي أن أسباب لجوء بعض النساء إلى تجميد الطعام إلى عدم وجود الوقت الكافي في رمضان، وعدم وجود عاملة مساعدة في المطبخ بسبب الظروف الاقتصادية (الجبارة) على حد وصفها، إلى جانب عدم قدرة بعض السيدات على التفنن في الأصناف مع كثرة طلبات الأسرة واستقبال الضيوف، ما زاد من الإقبال على المجمدات من إيدامات ومعجنات وحلويات. بينما ترى أمل طارق أنها تحصل على إجازتها السنوية خلال شهر رمضان حتى تتفرغ للعبادة ولإعداد الأكلات التي يشتهيها زوجها وأولادها، مبينة أن عملها كطبيبة ليس له مواعيد وهذا يتنافى مع طبيعة الشهر الكريم، الذي يستلزم وجودها مع الأسرة. وأشارت الدكتورة سلوى المجرشي : «أن أوقات العمل في الأيام العادية تمتد إلى يوم بأكمله بسبب حالات الطوارئ المتعددة فلا أجتمع مع أسرتي إلا نادراً؛ بينما شهر رمضان يعتبر فرصتي الوحيدة للاجتماع بأسرتي خاصة أن أخواتي مقيمات خارج الرياض ويقضين شهر رمضان معنا فهذه إحدى الخصائص الجميلة في رمضان ولن أضيعها بسبب العمل». وأوضحت رندا جابر أن السهر لوقت متاخر في أعمال المنزل بعد الوليمة ثم النهوض باكراً للعمل والعودة لإعداد وليمة أخرى هو إرهاق وتعب مضاعف لا يمكن أن يتوافق مع الذهاب إلى العمل خاصة وأن مسلسل الالتزامات العائلية لا ينتهي إلا بنهاية شهر رمضان.
مشاركة :