قال بن فريمان ووليام هارتونج في مقال بموقع «لوب لوج» الأميركي، إن احتضان الرئيس دونالد ترمب للسعودية والإمارات يحمل مخاطر مستقبلية للسياسة الخارجية الأميركية بالشرق الأوسط. وطالب الكاتبان ترمب بتغيير هذا المسار وإنقاذ الشعب اليمني من هذين النظامين المتهورين. أشار الكاتبان إلى أنه في 22 أبريل أسقطت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية قنبلتين على حفل زفاف في اليمن، ما أسفر عن إصابة العريس، ومقتل العروس وما لا يقل عن 32 مدنياً آخرين، كثير منهم من الأطفال، مشيرين إلى أن السعوديين لم يعترفوا بأي خطأ أو قدّموا تعازيهم لأسر الضحايا، بل شددوا على أن «تحالفهم مستمر في اتخاذ جميع التدابير الاحترازية والوقائية» لتجنب الخسائر في صفوف المدنيين في اليمن.أوضح الكاتبان أن هذا الانفصال بين الخطاب السعودي والواقع على الأرض كان هو القاعدة، فعلى مدى أربع سنوات، نفّذ السعوديون وحلفاؤهم غارات جوية متهورة هناك أسهمت في ارتفاع مذهل لعدد القتلى المدنيين، الذي يقال إنه يقترب الآن من 10 آلاف قتيل. وأضافا: لطالما طمأن السعوديون وحليفهم الوثيق، الإمارات، صنّاع السياسة الأميركيين بأنهم يفعلون كل ما يمكن تخيله لمنع وقوع إصابات في صفوف المدنيين، لكن مع ذلك يطلقون مزيداً من الضربات الجوية ضد أهداف مدنية في اليمن، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والجنازات والأسواق. وأشار الكاتبان إلى أن نفوذ السعودية على الرئيس الأميركي، بلغ ذروته الأولى في أول زيارة رئاسية له في الخارج، والتي بدأت في الرياض في مايو 2017. وقد عرضت الرياض على ترمب الشيء الذي يبدو أنه يحبه أكثر، وهو الإطراء والمال. ولفتا إلى أن علاقة الحب بين ترمب والسلطة الحاكمة في السعودية، ظهرت في زيارة وفد سعودي بقيادة مهندس الحرب اليمنية الوحشية للولايات المتحدة الشهر الماضي. ورأى الكاتبان أن احتضان الرئيس ترمب والعديد من أعضاء الكونجرس للأنظمة المتهورة والمتطرفة وغير الديمقراطية، مثل السعودية والإمارات، له تداعيات بعيدة المدى على مستقبل السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط. ولفتا إلى أن ولي العهد السعودي قال إن آية الله علي خامنئي «يجعل هتلر يبدو جيداً»، واقترح القيام بعمل عسكري ضد إيران في عدد من المناسبات. أضف إلى ذلك جهوده للحفاظ على الدعم من إدارة ترمب لحربه في اليمن، بالإضافة إلى تدخل الرياض السياسي في قطر ولبنان. ورأى الكاتبان أن هناك خطراً حقيقياً بأن احتضان ترمب غير المنظّم للنظام السعودي قد يشعل حرباً إقليمية. وأضافا: «لقد تسبب القتل العشوائي لليمن من قبل التحالف السعودي، بمساعدة أسلحة الولايات المتحدة، في أكبر أزمة إنسانية في العالم». واختتم الكاتبان مقالهما بالقول: «إن من المستحسن أن يجري ترمب تغييراً كبيراً في مساره مع السعودية، وأقل ما يمكن فعله هو ضمان ألا يشعر اليمنيون بالخوف وهم يقيمون حفلات الزفاف الخاصة بهم».;
مشاركة :