بعد ما كشفت التليغراف البريطانية عن تحذير بعثه البيت الأبيض لقطر ومطالبتها بوقف دعم الميليشيات الموالية لإيران، بعد كشف رسائل تواصل مسؤولين قطريين بشكل ودي مع قاسم سليماني قائد الحرس الثورى الإيراني، وحسن نصر الله زعيم ميليشيا حزب الله، كما أشارت الصحيفة إلى أن عددا من المنظمات التي تواصلت معها قطر مصنفة على قوائم الإرهاب في أميركا. وبحسب الباحث والمحلل في معهد FDD، الدكتور سعيد قاسمي نجاد لـ»الرياض» فإن الصلات بين قطر وإيران متشعبة ومعقدة ولا تقف عند حدود دفع الفديات بملايين الدولارات وحسب. ويرى د. سعيد أن إيران تسعى للخروج من مأزقها الاقتصادي بالاعتماد على قطر لتمرير شؤونها الاقتصادية، ومن المتوقع أن يكون هناك تعاون وثيق في المرحلة القادمة. ويشير سعيد إلى تصريحات مسؤول رفيع في البنك المركزي الإيراني، الأسبوع الماضي، حيث أعلن أن المصارف الإيرانية ستتجه إلى فتح حسابات بنكية لها في المصارف القطرية، للقيام بتحويلات لعملات أجنبية عبر هذه الحسابات، في ظل القيود والحظر المفروض على طهران بعددٍ من دول العالم، كما افتتح كل من مصرفي «ملي» و «بارسيان» بالفعل حسابات في البنك المركزي القطري. ويكشف د. سعيد عن ضغوط تعرضت لها قطر من إيران لتمويلها في بعض الأحيان دون أسباب حقيقية عبر الفديات، مرجحاً أن يكون أمر خطف الصيادين القطريين في العراق بدعة لم تحدث من الأصل وكانت ذريعة لتمرير أموال تطالب بها إيران قطر لسبب ما. ويشير سعيد إلى تقارب الأهداف الإيرانية والقطرية في ليبيا واليمن والعداء للمملكة والإمارات ما دفعهما للعمل معاً. ويؤكد سعيد جدية التحذير الأميركي لقطر والذي قد يصل إلى حدود إغلاق قاعدة العديد التي تراقب من خلالها الولايات المتحدة السلوك القطري عن كثب لأن التداخل القطري - الإيراني سيضع حياة الجنود الأميركيين في القاعدة في خطر إذا أصبحت إيران نافذة في الدوحة.
مشاركة :