مؤتمر الجبيل الدولي يوصي بالحفاظ على الموارد الطبيعية لتحقيق الاستدامة البيئية

  • 5/14/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

ناقش المشاركون في مؤتمر البيئة والاستدامة الدولي في مدينة الجبيل الصناعية أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية وحمايتها، مستعرضين أبرز الحلول العلمية للحد من تأثيرات الاحتباس الحراري على الغطاء النباتي في شبه الجزيرة العربية، وأثر التغير المناخي على التصحر، كما قدموا تعريفاً بالتقنيات الحديثة في تطوير الاستدامة. وتحدثت الدكتورة جودي كرزيزانوفسكي في افتتاحية الجلسة عن أهمية القيام بالعمليات الكيميائية الصديقة للبيئة، وأن تكون هناك توعية  كافية لتقليل انبعاثات الغاز، وحول نسب التلوث أكدت أن المستويات مرتفعة في أجزاء كثيرة من العالم، وذلك بناء على إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن 9 إلى 10 أشخاص يتنفسون هواء ملوث، وأن تلوث الهواء تسبب بحدوث 4.2 مليون حالة وفاة في عام 2016 بسبب الغازات السامة، بينما تسبب نتيجة تلوث الهواء في وفاة ما يقدر بـ 3.8 مليون حالة في نفس الفترة. وأضافت الدكتورة جودي أنه لدينا فصائل وأنواع من النباتات وجودها يحسن من جودة الهواء، ويمكن اخذ عينات منها ودراستها لتخبرنا بحالة الطقس والتربة، وتكون حساسة بانبعاثات الغازات السامة مثل النخيل فهى جيدة وتخبرنا ليس فقط عن جودة التمر، بل إضافة إلى جودة الجو بشكل عام. لافتة جهود منظمة الصحة العالمية في وضع بيانات لتنظيم المدن الذكية والنسب المسموح بها للهواء، وقد نجحت مدينة الجبيل الصناعية في تقديم العديد من الممارسات الجيدة في مجال تنقية الهواء وتبني بعض المبادرات والأهداف الاستباقية لتحسين البيئة. واستعرض الدكتور أحمد الفرحان من جامعة الملك سعود تأثير الاحتباس الحراري على الغطاء النباتي في المملكة وشبه الجزيرة العربية، مستعرضاً خريطة الغطاء النباتي في المملكة والتي تشمل الغابات والنباتات الصحراوية والمراعي، وما يشكله الغطاء النباتي من نسبة تفوق 300 كيلو متر، ووجود ما يقارب 55 فصيلة من النباتات. لافتاً إلى غزو بعض الفصائل الغريبة شبه الجزيرة العربية، بينما انقرضت بعض الفصائل التي تعتبر الصحراء موطنها، معللاً إلى غياب عمليات التلقيح الذي أثر على الغطاء النباتي، و اضطرابات حدثت وقت النضوج للفواكه بسبب التغير المناخي، والأثر على منظومة البيئة، واستنزاف موارد المياه الجوفية، وجفاف الأراضي التي كانت تتعرض للمطر، ومع وجود الجفاف أثر ذلك على الغطاء النباتي خلال العشرين عام الماضية. وكشف الدكتور الفرحان أن هناك تغيرات رئيسية ممكن توقعها على المستوى الدولي وعلى مدار المائة عام القادمة، من ارتفاع لدرجات الحرارة بزيادة 1.5 درجة مئوية، مع وجود ذوبان في الجليد بالمناطق المرتفعة ، واختفاء بعض الحيوانات والفصائل الحيوانية والنباتية التي سوف تنقرض على المستوى المحلي. وعلى بعد 60 عام منذ الآن سنرى تنوع في اختلاف سقوط الامطار وكمياته. وتناوت ورقة الحفاظ على الموارد الطبيعية وحمايتها للسيد ما نيش خانديلوال من شركة الفارابي، الأمور المتعلقة بحفظ الطاقة الكهربائية، وتحديد أفضل فرص حفظ الطاقة، وعرض أنظمة صديقة للبيئة ذات كفاءة عالية للطاقة ولا تسرف من الكهرباء، وعرض أهمية استخدام كفاءة حرارية جيدة باستخدام المعدات المناسبة، واستغلال جميع الفرص لرفع كفاءة الطاقة وخفض الاستهلاك عن طريق استخدام الآلات الجديدة والصيانة الدائمة لها. وألقى الدكتور محمد الشامسي من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الضوء على أثر التصحر في ضياع ملايين الدولات في الاقتصاد العالمي وهو مساوي لإجمالي النتاج المحلي لـ 162 دولة في العالم، بسبب تدهور التربة، والتي أدت إلى ضياع ملايين الهيكتارات من التربة وضياع تربة خصبة في اماكن مختلفة في العالم، كما أنه يعرض أكثر من 250 مليون نسمة بسبب نقص وندرة المياه والغذاء وبسبب الفقر والهجرة نتيجة نقصان المقومات الاساسية، حيث تعد منطقة الشرق الاوسط من اكثر المناطق تضرراً بالتسحر. بينما سلط الدكتور محمد الاحمري من شركة معادن على طرق الري التي تضر بالمياه، وتتسبب في نضوب المياه الجوفية وضرورة استبدالها من خلال أساليب الري الحديثة، كاشفاً أن 95% من واحات الاحساء قد نضبت بسبب استغلال الأراضي وعدم اتباع طرق ري سليمة. وناقشت جلسات المؤتمر تقنيات إعادة تدوير البلاستيك، وتحليل جدوى استخدام طاقة الرياح في مدينة الجبيل الصناعية، إضافة إلى تجربة الاستدامة للبتروكيماويات، والحلول المبتكرة والمستدامة لإدارة النفايات، واستعراض التعلم القائم على التطبيق من خلال تصميم وتطوير نموذج اولي لمدينة ذكية وصديقة للبيئة، وأساسيات المباني الخضراء، وفي ختام المؤتمر قدم العديد من المتخصصين الحلول والسياسات الهادفة لضمان أفضل الممارسات التي من شأنها أن تساهم بشكل فعال في الحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية لتحقيق الاستدامة البيئية.

مشاركة :