أكد «مؤتمر البيئة والاستدامة الدولي» المنعقد في مدينة الجبيل الصناعية اليوم (الإثنين)، أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية وحمايتها، مستعرضاً أبرز الحلول العلمية للحد من تأثيرات الاحتباس الحراري في الغطاء النباتي في شبه الجزيرة العربية، وأثر التغير المناخي في التصحر. وقدم المشاركون تعريفاً بالتقنيات الحديثة في تطوير الاستدامة. وتحدثت الدكتورة جودي كرزيزانوفسكي، في افتتاحية الجلسة، عن أهمية القيام بالعمليات الكيماوية الصديقة للبيئة، وأن تكون هناك توعية كافية لتقليل انبعاثات الغاز. وعن نسب التلوث، قالت إن المستويات مرتفعة في أجزاء كثيرة من العالم، بناءً على إحصاءات منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أن تسعة من كل عشرة أشخاص يتنفسون هواءً ملوثاً، وأن تلوث الهواء تسبب في حدوث 4.2 مليون حالة وفاة في العام 2016، بسبب الغازات السامة، بينما تسببت نتيجة تلوث الهواء في وفاة 3.8 مليون شخص في الفترة نفسها. وأضافت جودي: «لدينا فصائل وأنواع من النباتات وجودها يحسن جودة الهواء، ويمكن أخذ عينات منها ودرسها لتخبرنا بحال الطقس والتربة، وتكون حساسة بانبعاثات الغازات السامة، مثل النخيل فهي جيدة وتخبرنا ليس فقط عن جودة التمر، بل إضافة إلى جودة الجو عموماً»، لافتة إلى جهود منظمة الصحة العالمية في وضع بيانات لتنظيم المدن الذكية والنسب المسموح بها للهواء، ونجحت مدينة الجبيل الصناعية في تقديم ممارسات جيدة في مجال تنقية الهواء وتبني بعض المبادرات والأهداف الاستباقية لتحسين البيئة. واستعرض الدكتور أحمد الفرحان، من جامعة الملك سعود، تأثير الاحتباس الحراري في الغطاء النباتي في المملكة وشبه الجزيرة العربية، مستعرضاً خريطة الغطاء النباتي في البلاد، التي تشمل الغابات والنباتات الصحراوية والمراعي، وما يشكله الغطاء النباتي من نسبة تفوق 300 كيلومتر، ووجود حوالى 55 فصيلة من النباتات. وأشار إلى غزو بعض الفصائل الغريبة شبه الجزيرة العربية، بينما انقرضت أخرى تعتبر الصحراء موطنها، معللاً ذلك بغياب عمليات التلقيح، الذي أثر في الغطاء النباتي، واضطرابات حدثت وقت نضوج الفواكه بسبب التغير المناخي، والأثر في منظومة البيئة، واستنزاف موارد المياه الجوفية، وجفاف الأراضي، التي كانت تتعرض للمطر، ومع وجود الجفاف أثر ذلك في الغطاء النباتي خلال الاعوام الـ20 الماضية. وكشف الفرحان أن هناك تغيرات رئيسة يمكن توقعها على المستوى الدولي، على مدار الاعوام الـ100 المقبلة، من ارتفاع في درجات الحرارة بزيادة 1.5 درجة مئوية، مع وجود ذوبان في الجليد في المناطق المرتفعة، واختفاء بعض الحيوانات والفصائل الحيوانية والنباتية التي ستنقرض على المستوى المحلي، وعلى بعد 60 عاما منذ الآن سنرى تنوعاً في اختلاف سقوط الأمطار وكمياته. وألقى الدكتور محمد الشامسي، من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، الضوء على أثر التصحر في ضياع ملايين الدولارات في الاقتصاد العالمي، وهو مساو لإجمالي الناتج المحلي لـ162 دولة في العالم، بسبب تدهور التربة، والتي أدت إلى ضياع ملايين الهكتارات من التربة وضياع تربة خصبة في أماكن مختلفة في العالم، مبيناً أنه يهدد أكثر من 250 مليون نسمة بسبب نقص وندرة المياه والغذاء وبسبب الفقر والهجرة، نتيجة نقصان المقومات الاساسية، إذ تعد منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق تضرراً بالتصحر. وسلط الدكتور محمد الأحمري، من شركة «معادن»، الضوء على طرق الري التي تضر في المياه، وتتسبب في نضوب المياه الجوفية، مؤكداً ضرورة استبدالها من خلال أساليب الري الحديثة، كاشفاً أن 95 في المئة من واحة الاحساء نضبت بسبب استغلال الأراضي وعدم اتباع طرق ري سليمة. وناقشت جلسات المؤتمر تقنيات إعادة تدوير البلاستيك، وتحليل جدوى استخدام طاقة الرياح في مدينة الجبيل الصناعية، إضافة إلى تجربة الاستدامة للبتروكيماويات، والحلول المبتكرة والمستدامة لإدارة النفايات، واستعراض التعلم القائم على التطبيق من خلال تصميم وتطوير نموذج اولي لمدينة ذكية وصديقة للبيئة، وأساسيات المباني الخضراء. وفي ختام المؤتمر، قدم متخصصون حلولاً وسياسات تهدف إلى ضمان أفضل الممارسات التي من شأنها أن تسهم بشكل فعال في الحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية لتحقيق الاستدامة البيئية.
مشاركة :