لم يمر سوى بضعة أشهر على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حتى افتتحت الولايات المتحدة اليوم، الإثنين، السفارة الأمريكية في القدس، في خطوة استنكرها المجتمع الدولي وحلفاء الولايات المتحدة. فيما يلي أبرز تسلسل للأحداث منذ اعتراف ترامب بالقدس، حتى افتتاح السفارة. قرار صادم في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، أعلن الرئيس الأمريكي أنه “آن الأوان للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل”، ليقطع بذلك مع سياسة الولايات المتحدة المعهودة رغم تحذيرات جاءته من كل حدب وصوب. ولاقى القرار الأمريكي رفضا من المجتمع الدولي وأثار غضبا فلسطينيا، إذ اعتبره الفلسطينيون إنكارا لحقهم في السيادة على القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل. واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن واشنطن دمرت جهود السلام وتخلت عن دورها كراع لعملية السلام. في المقابل، أشاد رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بقرار ترامب ووصف اليوم بأنه “يوم تاريخي”. غضب في 7 ديسمبر/ كانون الأول 2017، وقعت مواجهات في الضفة الغربية المحتلة بين شبان فلسطينيين وجنود إسرائيليين مع تنظيم إضراب عام. وفي اليوم التالي نظم الفلسطينيون “يوم غضب” في كافة الأراضي الفلسطينية ووقعت مواجهات بين آلاف المحتجين والقوات الإسرائيلية، كما تظاهر عشرات آلاف الأشخاص، تضامنا مع الفلسطينيين في العالمين العربي والإسلامي. وفي الأمم المتحدة، أكد سفراء السويد وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، أن قرار ترامب “لا يتطابق مع قرارات مجلس الأمن” الدولي. القدس الشرقية في 13 ديسمبر/كانون الأول 2017، دعا قادة دول مسلمة العالم إثر اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي، للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين. وأكد الرئيس الفلسطيني، أنه لن يكون هناك “سلام ولا استقرار” بدون الاعتراف بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطينية. الأمم المتحدة في 18 ديسمبر/كانون الأول 2017، استخدمت واشنطن الفيتو لإسقاط قرار لمجلس الأمن يدين الاعتراف الأمريكي الأحادي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأيد مشروع القرار حلفاء واشنطن في مجلس الأمن. وفي 21 من الشهر ذاته، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يدين اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأيدت 128 دولة القرار واعترضت عليه 9 دول في حين امتنعت 35 دولة عن التصويت. صفعة القرن في 14 يناير/كانون الثاني 2018، وصف محمود عباس بـ”صفعة القرن” ما أشير إليه بعبارة “صفقة القرن” في إشارة إلى رغبة ترامب في رعاية مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تؤدي إلى تسوية نهائية. في 16 يناير/كانون الثاني، أعلنت الخارجية الأمريكية تعليق دفع 65 مليون دولار من المساعدة الأمريكية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). ورغم قولها لإن القرار لا صلة له بالتوتر بشأن القدس، فإنه زاد من تدهور العلاقات مع السلطة الفلسطينية. تصعيد في 22 يناير/كانون الثاني، استقبل نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في إسرائيل ضمن جولة بالمنطقة لم يتم استقباله خلالها من قبل السلطة الفلسطينية. واتهم ترامب في 25 يناير/كانون الثاني السلطات الفلسطينية بـ”التقليل من احترام (السلطات الأمريكية) برفضها استقبال” بنس. وقال إنه يرهن دفع “مئات ملايين الدولارات” للفلسطينيين بعودتهم إلى المفاوضات، واعتبر أن “أصعب مواضيع المفاوضات هي القدس، سحبنا القدس (من المفاوضات) وبالتالي لم تعد موضع تفاوض”. في 20 فبراير/شباط، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتنظيم “مؤتمر دولي” منتصف 2018 ليكون نقطة انطلاق لتحديد “آلية متعددة الطرف” لإقامة دولة فلسطينية. وفي 19 مارس/آذار، وصف عباس ديفيد فريدمان السفير الأمريكي في إسرائيل بإنه “ابن كلب”. مسيرة العودة في 30 مارس/آذار، وبمناسبة إحياء “يوم الأرض”، انطلقت قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل تظاهرات “مسيرة العودة”. وتنظم في إطار هذه التظاهرات كل جمعة تجمعات للمطالبة بحق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم التي طردتهم إسرائيل منها في 1948 وأيضا برفع الحصار عن غزة. وقتل عشرات الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال هذه التظاهرات. السفارة الأمريكية في القدس في 14 مايو/أيار وقبل ساعات من موعد تدشين السفارة الأمريكية في القدس، وقعت مواجهات عنيفة عند السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل أسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين برصاص الجنود الإسرائيليين.
مشاركة :