وين ما نطقها.. عوجة!

  • 5/15/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نفسي ومنايا أن أجلس ذات صباح بعد صلاة الفجر، وأبدأ بقراءة ما بين يدي من الصحف، وأقرأ أي خبر أو حتى إشاعة تفتح النفس وتزيل عنا هموماً لا تحملها البعارين، ومنايا أيضاً وما أكثر الأماني التي يتمناها أي صاحب ضمير في هذه الديرة أن أركب السيارة في الصباح وأرى شوارعنا زينة وسهل السير فيها، وروادها بعضهم بالتأكيد قد التزم القانون، واحترم من حوله بالشارع، حماية لذاته أولاً ولمن حوله من البشر ثانياً، وثالثاً، وحتى رابعاً.. ونفسي ومنايا بعد ذلك أن أذهب لإنجاز معاملة في أي مكان وأرى إجراءاتها سهلة ميسرة، ولا أرى أصحاب النفوس (وهم قلة) التي تشعر بأن المراجع جاء يطلب منه «فلوس»، أو أنه يعمل في بيته، ولذلك فلا بد من مرمطة وفرض الشروط عليه، وبالتالي تطفيشه ورفع السكر لديه. قضية السرقات والتطاول على أموال الدولة وأحكام بالسجن، ومحاولات لإدخال الممنوعات، يتم اكتشافها برجال أدركوا قيمة الضمير ورسالة الوظيفة، ورشى تعج بها الصحف يومياً وشكاوى من موظفين على وزاراتهم نتيجة عدم التقدير، وتعيينات تأتي من فوق ببركات سعادته أو معاليه، وفي الجانب العام فوضى بالمرور من أناس ما كانوا يحلمون بركوب عربانة في بلادهم، فإذا هم يقودون سيارة في شوارعنا، ومع هذا يتجاوزون كل الأعراف الأولية لقانون المرور، انتظروا وسجلوا أيضاً اعتداءات متكررة على رجال الأمن، وعبثاً بممتلكات الدولة، وعدم مبالاة بكل ما يعود على الدولة من مرافق وأموال، وبعض التلاميذ شعروا بأن المدرس يحتاج إلى تأديب على طريقتهم، فاعتدوا عليه بدفع وتشجيع من أولياء الأمور، مشاهد كثيرة تعور القلب ولا يملك أحدنا سوى القول «الله يهداهم» وبس. كل هذا التجاوز الذي بلغ حتى السير في عكس الشارع العام، وبالتالي حادث يذهب ضحيته أناس أبرياء، كل هذا ما كان يحصل لو كان هناك تطبيق للقانون وهيبة للدولة التي تجاوزها البعض، بدعم من نائب لم يحترم القسم، وما كان السارق أن يسرق من الدولة لو كانت هناك آلية ميدانية تفضح صاحب الجريمة، ردعاً لمن يريد أن يمشي على ذات الطريق. ما كانت الكويت ولا أهلها بالأمس مثل بعض ما نراهم اليوم، حيث الأمانة والصدق والنزاهة ونظافة اليد والحرص على السمعة، لكنها النفس الأمارة بالسوء بدعم من الشياطين حولهم، ولكنها أيضاً سلطة القانون التي ما أخذت التطبيق على النحو الذي يحفظ للدولة هيبتها وللقانون مكانته، حتى صار الواحد منا يردد «كل ما نطقها عوجة»، وإلا قولوا لنا عن شيء يفتح النفس. * * * • نغزة أحكام وصلت إلى 82 عاماً لمختلسي الموانئ، شكراً للقضاء النزيه العادل، لكن السؤال لماذا لم يأخذ البعض من السراق طريقهم إلى المحاكم؟ طال عمرك. يوسف الشهاب

مشاركة :