مفاجأة سياسية.. تقدم الصدر والحشد الشعبي على العبادي في الانتخابات العراقية

  • 5/15/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

شكل العراقيون مفاجأة سياسية بإيصال قائمتين مناهضتين للتركيبة السياسية الحالية لتتقدما الانتخابات التشريعية، بحسب ما أظهرت نتائج جزئية، بفارق كبير عن رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي يحظى بدعم دولي كبير، ويحسب له “النصر” على التكفيريين. وهذه النتائج الجزئية الرسمية، التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على يومين، تشمل 16 محافظة من أصل 18، حيث لا تزال تنتظر النتائج في محافظتي كركوك ودهوك. هاتان القائمتان، الأولى بقيادة الزعيم الشيعي الشعبي مقتدى الصدر والشيوعيين، والثانية التي تضم فصائل الحشد الشعبي المقرب من إيران، تبنّتا في الماضي خطابا معاديا لواشنطن، رغم قتالهما إلى جانب القوات الأمريكية ضد تنظيم داعش. تأتي تلك المفاجأة في وقت تصاعد فيه التوتر بين واشنطن وطهران، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وفي العام 2014، كانت الدولتان متفقتان ضمنيا على العبادي رئيسا للحكومة بعد إطاحة زميله في حزب الدعوة نوري المالكي، الذي يأمل بالعودة إلى السلطة. ائتلاف حكومي حل تحالف “سائرون”، الذي يجمع الصدر والحزب الشيوعي على أساس مكافحة الفساد، في المرتبة الأولى في 6 محافظات من أصل 18، وثانيا في 4 أخرى إثر الانتخابات التي جرت السبت. وتجمع أنصارهم الذين يتظاهرون أسبوعيا ضد الفساد منذ العام 2015، حاملين صور الصدر ومطلقين الألعاب النارية في وسط بغداد للاحتفال “بالنصر على الفاسدين” و”المرحلة الجديدة للشعب العراقي”، بحسب ما قال زيد الزاملي (33 عاما) لوكالة فرانس برس. وتؤكد المرشحة عن “سائرون” جبرة الطائي، لفرانس برس، أن “انتصار سائرون ليس صدفة، بل جاء لرفض الفساد والفاسدين” من الطبقة السياسية التي لم تتغير منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003. أما تحالف “الفتح”، الذي يضم فصائل الحشد الشعبي، التي لعبت دورا حاسما في دعم القوات الأمنية لدحر تنظيم داعش، فحل أولا في 4 محافظات، وثانيا في 8 أخرى. بالنسبة إلى العبادي، المدعوم من التحالف الدولي، فحل خلف “الفتح” و”سائرون” في جميع المحافظات ما عدا نينوى، وكبرى مدنها الموصل التي أعلن العبادي “تحريرها” في تموز/يوليو الماضي. في وقت سابق، لفت العديد من المسؤولين السياسيين إلى أن العبادي سيحتل المرتبة الأولى بنحو 60 مقعدا في البرلمان. وهنأ العبادي، في مؤتمر صحفي الإثنين، “الكتل الفائزة”، داعيا إلى “احترام نتائج الانتخابات”.  وبعيد ذلك، نشر الصدر بيانا عبر تويتر ألمح فيه إلى نية التعاون، ذاكرا أسماء الكتل التي لا مانع لديه من التحالف معها، مستثنيا “الفتح” والمالكي. وفي إطار نظام وُضع لمنع الهيمنة المطلقة لأي حزب على السلطة، يمكن للعبادي تشكيل ائتلاف حكومي يضمن له ولاية ثانية. وخلال الحملة الانتخابية، ألمح العبادي والصدر إلى إمكانية التحالف، في حين تلاشى أي اتفاق ممكن بين العبادي والعامري في أقل من 24 ساعة. صفعة للطبقة السياسية لكن في كل الأحوال، وجه الناخبون العراقيون صفعة قوية إلى الطبقة السياسية المهيمنة على السلطة منذ 15 عاما، من خلال عزوف غير مسبوق عن المشاركة بالانتخابات التشريعية. وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات، أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت 44,52%، وهي الأدنى منذ بدء الانتخابات متعددة الأحزاب في العام 2005. ووصل الإحجام إلى درجة أن أحد مرشحي الحشد الشعبي قال إنه “كان هناك مشاركين في نزع صور المرشحين أكثر من الناخبين”. وأوضح المحلل السياسي، أمير الساعدي، لفرانس برس، أن “العزوف بنسبة كبيرة عن المشاركة بالانتخابات مرده أن الغالبية لم تقتنع ولم ترض بأداء الطبقة السياسية خلال الأعوام الـ15 الماضية، المقاطعة مقصودة، هناك انعدام للثقة” في النواب المنتهية ولايتهم. وأشار الساعدي إلى أنه “غالبا ما كانت برامج الأحزاب السياسية خلال دورات ماضية وردية للمواطن، لكن عندما يأتي وقت التطبيق، نرى عملية تخلّ وانسحاب من الوعود التي أطلقوها”. وهذا ما أكده الشاب نوفل نافع (24 عاما)، بعدما قرر ألا يعطي صوته لأحد من المرشحين. وقال الشاب، خريج الهندسة النفطية والعاطل عن العمل منذ 3 سنوات، إن “ما حصل هو سحب للثقة”. العزوف عن الانتخاب كان أقل لدى الأكراد، وفي الموصل التي استعادتها القوات الأمنية من التكفيريين مؤخرا.

مشاركة :