رأى المدير التنفيذي لمركز الجليلة لثقافة الطفل، مطر بن لاحج، أن تجربة العمل في مركز الجليلة ليست جديدة عليه، بل إنه يكمل رسالته الفنية التي بدأها منذ سنوات في الدورات الفنية، التي كانت مخصصة للصغار في الغاليري الخاص به، حيث حاول التواصل مع الطفل دائماً، مضيفاً ان المركز «ولد من فكرة تريد قتل النمطية في التعاطي مع الطفل، بتوفير مكان ينمي الإبداع لديه»، مشيراً إلى أنه يعمل على إيجاد توليفة إدارية وفنية، تخدم هذا الهدف. مزاجية الفنان تؤخذ على الفنانين كثرة المزاجية، وهذا ما يرفضه مطر بن لاحج، سواء في عمله الفني أو في العمل الإداري، وقال بهذا الخصوص: «العمل في الفن هو عمل حر، لكن هذا لم يشعرني بالتقيد في عملي بالمركز، فأعمل بالمكان بحرية، فراحتي وكل ما يتعلق بالإنتاج والإبداع موجود، وأزاول فيه عملي وخيالي». وأضاف: «أعمل في الفن بتنظيم أيضاً، فالفوضى تمنع الفنان من الإنتاج، وشخصياً لدى مشروعات ضخمة، ولا أريد العبثية في عملي، بل توجد حالة حوار بيني وبين العمل». مواهب نعمل على جعل المركز مكاناً لتصدير، وتأهيل المواهب الحقيقية. ولفت بن لاحج إلى توليفة جديدة يعمل عليها، تتوجه نحو ثقافة الفنون البصرية، وكذلك ثقافة الفنون الحركية، فهما القاعدة الأساسية للانطلاق بشكل متكامل، موضحاً أن هذا يحتاج إلى إدارة أكاديمية وفنية وعلمية، تؤسس المنظومة الحقيقية للطفل، لجعله يكتشف موهبته. ورأى أن التخصص يؤدي إلى نتيجة، لأنه يُبنى على قاعدة علمية أكاديمية، وليس بطريقة عشوائية. أما توظيفه للخبرة الفنية، فأشار أنه ينسى الفنان داخل المركز، بل منذ دخوله المركز، وضع نفسه مكان الطفل، وبدأ بالبحث عن احتياجاته. ورأى أن ما نحتاجه اليوم هو وعي من ينوب عن الطفل، فالأخير لا يملك القرار في تفاصيل حياته، فالأم والأب والمجتمع هم الذين يوصلونه إلى مكان ما. ولفت إلى أنه لا يضع نفسه كفنان نموذج ويجب أن يكون في المقدمة، بل يضع كامل خبرته الفنية لتطوير المركز. أما الأعمار التي يستقبلها المركز، فلفت بن لاحج إلى أنها تبدأ من أعمار صغيرة، لكنه يعول في الفن والمواهب على الذين تبدأ أعمارهم من تسع سنوات، فهم الذين يمكن أن تكتشف مواهبهم في هذا العمر وتُنمى، مضيفاً أن مهمة المركز اكتشاف المواهب، دون أن ينفي إمكانية تأهيل المواهب من فئات عمرية أكبر سناً، إن انتمت إلى المركز، لكن في أوقات مغايرة. ونوه بن لاحج بأنهم يعملون على اختبار الأطفال نفسياً وأكاديمياً قبل التسجيل، كما يشجعون أصحاب المواهب، لأنه يتم العمل على جعل المركز مكاناً لتصدير وتأهيل المواهب الحقيقية، وليس مجرد مكان عبور، وحينما يكتشف فناناً حقيقياً، يتكفل المركز بتدريبه دون رسوم، لدعم المواهب القوية. وأكد بن لاحج أنه في هذه المرحلة يعتمد، بشكل أساسي، على المواهب الفذة في المعارض والأنشطة، لكن التعاطي مع المواهب الحقيقية والقوية، يكون من خلال تدريبهم، وتقوية الثقة بالذات وبالموهبة. وبمقارنة مركز الجليلة بغيره من مراكز الأطفال، أكد بن لاحج أن مراكز الأطفال في الشارقة لديها هذا النوع من الاهتمام، مشيراً إلى أنه «في الأغلب معظم المراكز بالإمارات تفتقد المنهجية، وكذلك الانتقال إلى التقييم، وبغياب التقييم يختفي التكريم، علماً بأنه باختفاء هذه العوامل تحل العشوائية التي تؤدي إلى ضمور المواهب».
مشاركة :