صدر عن دور النشر العربية والأجنبية عدد من العناوين والإصدارات، التى تتنوع ما بين الرواية والقصص القصيرة والكتب النقدية.. ومن أبرزها: ■ عن الدار العربية للعلوم «ناشرون» صدر حديثًا مجموعة قصصية بعنوان «سور المزرعة» للكاتب عبدالله المقرن. وتمثل المجموعة استعادة ماض حائر بين البداوة والحضر، واستحضارا متواترا للعتبات التى تفتح المدى على البدايات ورحلة التحولات. قدمت المجموعة الدكتورة فاطمة عبدالله السليم ومما جاء فيها: «هذه المجموعة القصصية التى بين أيدينا الآن تمثّل عدة قصص قصيرة يتراوح طول الواحدة منها بين صفحة واحدة وأُخر تستوعب عدة صفحات، هذا التراوح بين الطول والقصر ليس فقط هو ما يميز هذه المجموعة وإنما أيضًا تتراوح موضوعات هذه القصص من قصص الواقع البحت الذى يخاطب التجارب الفعلية للغالبية العظمى من الناس وصولًا إلى تلك القصص الممعنة فى الخيال والمشبعة بروح ميثولوجية وثاّبة، وبين هذين القطبين هناك طائفة من القصص التى تجمع بين هذا وذاك. ■ عن دار الساقى فى بيروت، صدر كتاب «أيخمان فى القدس: تفاهة الشرّ» للكاتبة الأمريكية حنة أرندت، وترجمة أحمد زعزع. يقع الكتاب فى ٣٢٠ صفحة، وهو بمثابة محاكمة أدولف أيخمان، وهو مسئول «نازيّ» كان متخفيًّا فى الأرجنتين. أكثر من ١٢١ جلسة جهد فيها الادّعاء لتضخيم دور «أيخمان» خدمة لما أراده بن غوريون، رصدتها أرندت بعين الناقد، ما جعلها متّهمة بـ«التّعاطف مع المجرم النازيّ». فقد رأت أنه «أتفه» من أن يفكّر فى معنى ما يفعله، حاصرًا نفسه فى آليّات التّنفيذ. كما نُظر إليها بريبة بسبب انتقادها دور «المجالس اليهوديّة» وتسهيلها سَوْق اليهود إلى مذبحهم. ويرصد الكتاب محاكمةً «مشهديّة» هى أقرب إلى عرض مسرحي، وكلّ ذلك مع هامش بسيط جدًا للمجازفة بصدور حكم غير متوقع. ■ وصدر حديثًا عن الدار العربية للعلوم ناشرون كتاب «ما بعد الحقيقة: من تزييف الحقائق إلى خلق الوقائع» للكاتب على حرب، ويقول الكاتب فى مقدمة كتابه: مصطلح «ما بعد الحقيقة» لا يعنى مجرد التلاعب بالحقائق وإنكار الواقع. على ما هو شائع أو متداول، وإنما يعنى استحالة الوصول إلى حقائق الأشياء. لأن العالم هو ما لا ينفك يحدث ويتحول، على نحو مفاجئ وغير متوقع. ولذا ليست المسألة مسألة «وقائع موضوعية» ثابتة ينبغى الإقرار بها. ولا هى بالطبع مسألة «وقائع بديلة» يجرى اختلاقها زورًا وكذبًا. وإنما هى مسألة خلق «وقائع مضافة» على سجل الحقيقة، تُغيِّر علاقتنا بالوقائع بقدر ما تشكّل إضافة قيّمة على رصيد المعرفة. بذلك يتغير الرهان وتنقلب قواعد اللعب، بحيث تحل استراتيجية القراءة محل المطابقة، وشبكة العلاقة محل قوقعة الماهية، ولغة الخلق محل منطق القبض. الأمر الذى يُدخلنا فى عالم فكرى تتغير معه طريقة التفكير بقدر ما تتسع مساحة الممكن، وتتغير الرؤية إلى الأشياء وإلى أنظمة المعنى، بقدر ما تتجدّد لغة الفهم وصيَغ العقلنة أو أشكال التواصل والمداولة.
مشاركة :